الوقت - لم يتوان الشعب الأردني ولو للحظة في التعبير عن دعمه المطلق لعملية "طوفان الأقصى" منذ البداية ولم يتردد بالتأكيد على تأييده لحركة حماس بعملها البطولي في الرد على جرائم الاحتلال وبذل الغالي والنفيس لمحاولة استعادة أراضي فلسطين المسلوبة.
حيث سلطت الاحتجاجات المتصاعدة والغاضبة في الأردن والرافضة للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة الضوء على حراك العشائر الأردنية، فنظمت العديد من الوقفات والفعاليات الداعمة لمعركة "طوفان الأقصى"، وظهرت الأهازيج والدبكات الشعبية.
وتداول ناشطون مداخلات على هامش لقاء قبل أيام نظمته فعاليات في قبيلة بني صخر -أحد أعرق العشائر الأردنية- وجه فيها شيوخ القبيلة التحية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وللقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، في رسائل دعم وتحية.
كما شهدت محافظات الأردن المختلفة على مدار الأيام الماضية مظاهرات شعبية تندد بالحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في أعقاب عملية "طوفان الأقصى".
وكان "ائتلاف العشائر الأردنية" قد دعا العاهل الأردني عبد الله الثاني والحكومة لاتخاذ مواقف واضحة بإدانة جرائم الاحتلال البشعة تجاه الأهل في فلسطين وقطاع غزة، وإلغاء اتفاقية وادي عربة، وطرد السفير الإسرائيلي، وسفراء جميع الدول التي تساند جرائم الاحتلال، وتمده بالذخائر والمعدات، وتجمع أساطيلها، وحاملات طائراتها لمساندة الاحتلال والإرهاب الإسرائيلي.
وأضاف البيان: لقد أصبح من المعيب استمرار وجود سفارة كيان الاحتلال على الأرض الأردنية المقدسة، في ظل ثبوت أن هذا الكيان لا يحترم اتفاقيات السلام والمعاهدات والقرارات الأممية التي تدعوه إلى إنهاء الاحتلال، واحترام حق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.
وحمّلت العشائر الأردنية المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة، مسؤولية استمرار الاحتلال البشع منذ عشرات السنين، بل تواطؤ معظم دول الغرب مع هذا الاحتلال، وانتهاكاته وجرائمه المستمرة ضد المدنيين، وسفك دماء النساء والأطفال والشيوخ، دون رادع من دول عظمى تتبجّح طوال الوقت بانتهاجها للديمقراطية وحقوق الإنسان.
وفي السياق، أغلقت قوات الأمن الأردنية جميع المنافذ المؤدية إلى الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد دعوات "الملتقى الوطني لدعم المقاومة" إلى مسيرة "افتحوا الحدود" مساندة لغزة والمقاومة الفلسطينية.
كما توافد الآلاف منذ صباح الجمعة من العاصمة عمّان وعدد من المحافظات باتجاه النقاط الحدودية حيث منعت القوات الأمنية تقدمهم، ما دفعهم لإقامة الصلاة وفعاليات ميدانية في مناطق الإغلاق الأمني مطالبين بفتح الحدود أمامهم، ورفعوا شعارات "أمن فلسطين من أمن الأردن" و "لا للتهجير" و "بأيدينا نلغي خطر التهجير" و "كلنا مع المقاومة".
وقال أمين عام حزب الوحدة الشعبية اليساري سعيد ذياب إن مقاومة غزة تسطر تاريخا جديدا، ويجب على الجميع أن يتعاهد لمناصرتها، داعيا الحكومة الأردنية إلى اتخاذ موقف أكثر حزما تجاه ما يحصل.
كما شارك مئات الأردنيين في وقفة جماهيرية، أمام مسجد "الكالوتي" قرب السفارة الإسرائيلية في "حي السلام" غرب العاصمة عمان، دعماً وابتهاجاً بانتصار المقاومة الفلسطينية بعملية "طوفان الأقصى"، التي بدأتها المقاومة الفلسطينية.
وحمل المشاركون في الوقفة شعارات كتب عليها "المجد للسواعد المقاتلة"، و"الطريق إلى فلسطين يمر عبر فوهة البندقية"، ورفعت الأعلام الأردنية والفلسطينية.
وأكد متحدثون في الفعالية أن الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية أمام لحظة تاريخية سيكون لها ما بعدها، مطالبين بالوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية، ودعمها ونصرتها في هذه المرحلة الجديدة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
وفي مدينة إربد شمال المملكة، دعا خطيب الجمعة -التي صلاها المتظاهرون عند نقطة إغلاق أمنية- الحكومة الأردنية إلى السماح بالوصول إلى الحدود لإيصال رسالة للاحتلال بأن الشعب الأردني يقف مع فلسطين ومقاومتها، في حين اخترق شبان حاجزا أمنيا قبل أن توقفهم قوة أمنية، ما دفعهم لاستكمال فعاليتهم عند نقطة الإغلاق.
وأقامت قوات الأمن عددا من حواجز التفتيش للمركبات التي حاولت الوصول بشكل جماعي إلى أقرب نقطة حدودية في مناطق مثل الجوفة وناعور في عمّان، وطريق العارضة في السلط وطريق عجلون والطريق المؤدية للشونة الشمالية في محافظة إربد شمال المملكة.
وتشهد الأردن فعاليات حاشدة منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، ويشهد محيط سفارة الاحتلال وجودا يوميا لآلاف المتظاهرين ولمسيرات ووقفات في مدن مختلفة.
كما تبرز الفعاليات الليلية ذات الطابع العائلي في الساحات العامة التي يؤدي بها المواطنون صلاة القيام، ويدعون لغزة وفلسطين. إضافة إلى جمع التبرعات لمصلحة غزة ضمن الحملات المختلفة التي انطلقت في الأردن.
شارك آلاف الأردنيين، الثلاثاء الماضي، بمسيرة حاشدة تحت شعار "الطوفان الهادر"، وسط العاصمة عمان دعماً لغزة وللمقاومة في فلسطين مطالبين بلادهم بطرد سفير تل أبيب روجيل بن موشيه راحمان من المملكة.
وانتظمت الوقفة بدعوة من الحركة الإسلامية (جماعة الإخوان وحزب جبهة العمل الإسلامي)، تحت شعار "الطوفان الهادر".
وهتف المشاركون لغزة والمقاومة، مطالبين بلادهم بطرد السفير الإسرائيلي روجيل بن موشيه راحمان من عمان، وإغلاق سفارة تل أبيب لدى المملكة.
كما طالبوا بفتح الحدود مع فلسطين، منادين "الشعب يريد تحرير فلسطين"، فيما اعتلت أعلام البلدين فوق رؤوس المشاركين.
ورفع المشاركون لافتات كتب عليها شعارات من قبيل "لن نترككم وحدكم في المعركة.. الشعب الأردني مع الشعب الفلسطيني"، و"طوفان الأقصى معركتنا جميعاً"، وغيرها من العبارات الأخرى.
رسالة الأردنيين واضحة وصريحة فهم مع ما تقوم به فصائل المقاومة الفلسطينية قلبا وقالبا ولو سنحت لهم الفرصة لحملوا بنادقهم وشاركوهم تلك الملحمة التاريخية التي يسطرها الفلسطينيون غير مكترثين بالموقف الرسمي سواء الأردني أو المتعلق بباقي الدول العربية على وجه التحديد، فالكلمة اليوم للشعوب التي أثبتت أن فلسطين حية في القلوب وكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية وعمليات التطبيع لن تجدي نفعاً ولن تستطيع أن تغير من وعي الشعوب المدرك لطبيعة الاحتلال ولضرورة زواله.