الوقت- من جديد، اشتعلت مظاهرات الغضب ضد نتنياهو في فلسطين المحتلة "إسرائيل"، وفي مظاهرة الأيام الفائتة ضد نتنياهو، طالب أهالي الأسرى الإسرائيليين من حركة "حماس" بإطلاق سراح أبنائهم مقابل أسر نتنياهو، حيث يتظاهر آلاف الأشخاص كل ليلة في تل أبيب، مطالبين باستقالة رئيس وزراء الكيان الصهيوني، و إطلاق سراح السجناء الإسرائيليين في غزة، وكان أحد الشعارات التي رددها المشاركون في هذه التظاهرة موجها إلى "حماس"، وهتف المتظاهرون خلالها: "خذوا نتنياهو وأرجعوا إلينا أطفالنا"، في وقت هبطت فيه شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي لأدنى مستوياتها، بعد فترة طويلة من الاعتراضات على سياسته التي باتت تطبق الروايات اليهودية حول نهاية الكيان.
المظاهرات تعود من جديد
شهدت تل أبيب، في الليالي الماضية، تظاهرات آلاف الأشخاص ضد نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني الذي ظن أنه أعفي من التظاهرات ضده وضد حكومته بحجة بدء حرب شاملة ودموية على غزة، والدليل على ذلك عدم وجود تظاهرات ضده لكن الليالي الماضية شهدت نزول الإسرائيليين إلى الشوارع من جديد، وفي تل أبيب اعتبر نتنياهو هذه المرة مسؤولا عن أسر عدد كبير من الصهاينة ومقتلهم وإصابتهم خلال عملية اقتحام الأقصى.
وكتبت رويترز في وقت سابق أن الإسرائيليين يلومون حكومة نتنياهو على هجوم "حماس" وبدء حرب غزة، ونشرت صحيفة "معاريف" الصهيونية أحدث استطلاع للرأي في الأراضي المحتلة وكتبت: 80% من الإسرائيليين يعتبرون نتنياهو مسؤولاً عن هزيمة ووفيات الهجوم من قطاع غزة، أي صباح يوم 7 أكتوبر عندما بدأت حركة حماس والفصائل الفلسطينية في غزة عملية اقتحام الأقصى ردا على عدوان النظام الصهيوني والمستوطنين الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، وخاصة القدس الشريف - المسجد الأقصى في العاصمة الفلسطينية القدس. وأدى الهجوم إلى سقوط العديد من الضحايا في صفوف الصهاينة، وأسر المقاومة أكثر من 200 صهيوني، ومن ناحية أخرى، بدأ الجيش الصهيوني هجماته الدموية والوحشية على قطاع غزة، وتسببت في استشهاد آلاف الفلسطينيين بينهم مئات الأطفال والنساء وجرح وتهجير آلاف آخرين.
وعقب معركة حماس التي جاءت رداً على الجرائم الإسرائيليّة، تشهد الساحة السياسية تغييرات جديدة، لكن نتنياهو يظل في موقف هش وربما أكثر هشاشة من ذي قبل من الناحية السياسية، ويتوقع أن يواجه صعوبات في تشكيل حكومة إذا أُجريت الانتخابات اليوم، نظرًا لتراجع مكانة الأحزاب التي تشكل جزءًا من تكتل حكومته. وعلى الرغم من تحسن طفيف في شعبية حزبه "الليكود" في الأوقات الأخيرة، إلا أن التراجع الذي حدث في الأسابيع الأخيرة قد يجعل من الصعب عليه تشكيل حكومة جديدة.
وشهدت شعبية حكومة نتنياهو تراجعًا كبيرًا بعد قضية الأسرى الصهاينة وطرح حزمة قوانين التعديلات القضائية المثيرة للجدل. وتُعتبر هذه التعديلات مصدرًا للجدل الكبير، حيث تُروج الحكومة لها كوسيلة لتحقيق التوازن بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، بينما ترى المعارضة أن هذه التعديلات تهدف إلى تقويض استقلالية القضاء وتحويل الكيان إلى نظام احتلال ديكتاتوري.
وبنيامين نتنياهو هو سياسي إسرائيلي شغل منصب رئيس الوزراء في "إسرائيل" في عدة فترات، وخلال فترات إدارته شهدت الأراضي الفلسطينية والمنطقة عمومًا العديد من التطورات والأحداث المثيرة للجدل، ووجهت إليه العديد من الاتهامات والانتقادات فيما يتعلق بسياسته وأفعاله وتأثيره على الأوضاع في المنطقة، ومن بين الاتهامات التي وجهت إلى نتنياهو، اتهم بالسماح بزيادة الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هذا التصرف تسبب في تصاعد التوترات وانعدام الثقة بين الأطراف المعنية، ويتعارض مع القوانين الدولية ويعتبر عائقًا لعملية السلام في المنطقة.
أيضاً، بنيامين نتنياهو تعرض لانتقادات حادة بسبب عمليات عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث اتهم بالسماح بالقوة المفرطة واستخدام العنف ضد المدنيين الفلسطينيين. هذا أدى إلى انتهاكات حقوق الإنسان وإلحاق الأضرار بالبنية التحتية والممتلكات الفلسطينية.
بصفة عامة، يعتبر نتنياهو شخصية سياسية مثيرة للجدل، حيث تتباين المواقف بشأنه وبشأن السياسات التي اتخذها خلال فترات إدارته، وتم اتهامه بالعديد من السياسات والأفعال التي يُعتقد أنها تناقض مبدأ حل الدولتين وحقوق الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وواجه انتقادات حادة بسبب عدم التزامه بتقديم العدالة للضحايا الفلسطينيين وضمان حقوقهم، تلك الاتهامات جعلته موضوعًا لانتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي.
منظمات حقوق الإنسان كذلك دعت إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد بنيامين نتنياهو وحكومته بهدف وقف تلك الممارسات وضمان تحقيق العدالة، ويعتقد النقاد أن تحقيق حرية واستقلالية الشعب الفلسطيني وضمان حقوقهم يتطلب التزامًا أقوى بمبدأ حل الدولتين والعمل نحو حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
بنيامين نتنياهو واجه أيضًا اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان والحريات الأساسية للفلسطينيين فيما يتعلق بسياسته وممارساته السياسية، هذه الاتهامات تشكل مصدر جدل واسع وتجعل نتنياهو موضوعًا لانتقادات دولية ومحلية من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي، إضافة إلى ذلك، واجه بنيامين نتنياهو اتهامات بالفساد والتلاعب بالقانون واستغلال منصبه لصالح مصالحه الشخصية.
نهاية شعبية بنيامين نتنياهو في "إسرائيل"
يمكن أن يرتبط هذا الموضوع بعدة عوامل، منها:
معركة حماس وقضية الأسرى الصهاينة في غزة: بات الإسرائيليون يؤمنون بأن نتنياهو هو الذي أوصل حركة حماس والفصائل الفلسطينية إلى مرحلة الانفجار، وهذا ما دفعهم لخوض معركة تردع "إسرائيل"، ناهيك عن قضية احتجاز نحو 250 إسرائيليا في غزة، وفشل تل أبيب في إعادتهم بل قتل أعداد منهم في القصف على منازل المدنيين في غزة.
سياسة الاستيطان: يعتبر البعض أن سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية تعرقل فرص التوصل إلى حل سلمي مع الفلسطينيين وتجلب انتقادات دولية، هذه السياسة تضع الكيان الإسرائيلي تحت ضغط دولي وتهديدات بالعزل الدبلوماسي.
التحديات الأمنية والإقليمية: "إسرائيل" تواجه تحديات أمنية معقدة، بما في ذلك التوترات مع المقاومة المسلحة في المنطقة والتهديدات الإقليمية، ويمكن أن يرى المستوطنون أن نتنياهو لا يتعامل بشكل فعال مع هذه التحديات ولا يحقق الاستقرار الأمني.
الضغوط الداخلية: قد تكون هناك ضغوط داخلية على نتنياهو من جماعات وأحزاب داخل الكيان الإسرائيلي ترى أن سياسته ليست كافية أو فعالة في حماية مصالح الكيان.
تلك العوامل قد أدت إلى تراجع شعبية نتنياهو في "إسرائيل" وجعلته موضوعًا للانتقادات والتحليلات الداخلية والدولية، إلى جانب العوامل السياسية والأمنية، تلعب القضايا الاقتصادية والاجتماعية دورًا مهمًا في تراجع شعبية بنيامين نتنياهو في الكيان، وإليكم بعض النقاط المتعلقة بهذا الجانب:
ارتفاع تكاليف المعيشة: يُعتبر ارتفاع تكاليف المعيشة في الكيان أمرًا حساسًا للغاية، ويواجه الإسرائيليون تحديات كبيرة في مجالات مثل الإسكان وتكاليف التعليم والرعاية الصحية، ويُعتبر عدم توافر السكن بأسعار معقولة واحداً من أبرز القضايا التي يواجهها الشعب الإسرائيلي.
البطالة وضعف الاقتصاد: يمكن أن تؤثر البطالة وضعف الاقتصاد على تصوُّر الجمهور لأداء الحكومة والقيادة، وفي حال تدهور الوضع الاقتصادي، قد تتزايد المطالبات بإجراءات اقتصادية أكثر فعالية وتوجهات جديدة، وتلك القضايا الاقتصادية والاجتماعية تسهم في تشكيل الرأي العام وقد تؤثر على تقييم الجمهور لأداء الحكومة وقيادتها.
رغبة إسرائيلية بالتغيير
بالفعل، شهدت "إسرائيل" مظاهرات واحتجاجات اجتماعية تعبر عن توجهات المستوطنين ومطالبهم، وتلك الاحتجاجات تمثل وسيلة مهمة للمواطنين للتعبير عن انشغالاتهم ومطالبهم في مجالات مثل العسكرة والاقتصاد والإسكان والخدمات الاجتماعية، ويمكن أن تكون هذه الاحتجاجات ضغطًا على الحكومة لاتخاذ إجراءات تلبي تلك المطالب وتحسين الأوضاع، لكن الحكومة الإسرائيلية تقوم بالعكس.
وبالنظر إلى فترة طويلة من استمرارية القيادة بنيامين نتنياهو، فإن الجمهور قد يشعر برغبة في تغيير الوجوه القيادية وتجديد الساحة السياسية، ويمكن أن يكون هذا مؤشر على رغبة في إحداث تغييرات سياسية واقتصادية، وتظهر هذه القضايا الاقتصادية والاجتماعية كتحديات إضافية تواجه حكومة "إسرائيل" وتلعب دورًا في تراجع شعبية بنيامين نتنياهو.
وبنيامين نتنياهو بالفعل يحمل مسؤولية زيادة الانقسام والاستقطاب في المجتمع الإسرائيلي، أسلوبه الحاد والمثير للجدل في التعامل مع القضايا السياسية والاجتماعية أدى إلى تقسيم الشعب إلى معسكرين متضاربين، هذا الأسلوب قد تسبب في تصاعد التوترات الداخلية وجعل الحوار والتوافق أمورًا صعبة.
وإضافة إلى ذلك، تم توجيه اتهامات لنتنياهو بالتقليل من دور المؤسسات الديمقراطية وزيادة سيطرته على السلطة، ويُعتقد أنه قوض استقلال القضاء والمؤسسات الديمقراطية بشكل عام من خلال تدخلاته في العمل القضائي والتحقيقات، وهذا يمكن أن يكون له تأثير كبير على الديمقراطية وحكم القانون في "إسرائيل"، وقد أثار هذا الأمر انتقادات وجدلًا واسعًا في البلاد، ويمكن القول إن نتنياهو يحمل مسؤولية كبيرة عن الانقسام والجدل في المجتمع الإسرائيلي وعن تأثيره على المؤسسات الديمقراطية والحوكمة في الكيان.
وبنيامين نتنياهو تعرض للانتقاد على الصعيدين الإقليمي والدولي بسبب نهجه في التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتصاعد العنف.
هذا النهج تسبب في توتر العلاقات الدولية لـ"إسرائيل" وزاد التوتر لفترة مع الحلفاء الرئيسيين، وقد انتقدت المنظمات الدولية نتنياهو بسبب الاستمرار في التوترات والأحداث العنيفة في المنطقة، ما أثر سلبًا على سمعة الكيان عالميًا وزاد من تفاقم توترات الشرق الأوسط، وتلك الانتقادات والانتقادات الدولية تعكس مخاوف واهتمامات المجتمع الدولي بشأن الوضع في المنطقة وتأثيره على استقرارها، ويُعتقد أن نتنياهو يحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن تلك التوترات والأزمات.