الوقت - زعم المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي أن إجراء تحقيق دولي في الهجوم على مستشفى المعمداني في غزة "غير مناسب في الوقت الحالي".
وردا على سؤال أحد الصحفيين الذي دعا إلى إجراء تحقيق دولي في الهجوم على هذا المستشفى، قال: "لا نعتقد أنه من المناسب القيام بذلك الآن".
وأضاف ميلر: "لقد نشرت الحكومة الإسرائيلية الكثير من الأدلة التي تدعم ادعاءها بأن صاروخاً طائشاً أطلق من غزة أصاب المستشفى لسوء الحظ، ما أسفر عن مقتل مئات المدنيين على ما يبدو".
واستهدف النظام الصهيوني، ليل الثلاثاء، مستشفى المعمداني الذي كان يؤوي 4000 شخص، بينهم مرضى وأطباء، وآلاف اللاجئين الفلسطينيين، وحسب الإحصائيات الرسمية استشهد ما لا يقل عن 500 شخص، وتعلن بعض الإحصائيات الرسمية أن عدد شهداء هذه الجريمة يزيد على ألف شخص.
كما شككت تحليلات جديدة أجرتها مجموعة "Forensic Architect Checker" البحثية في إنجلترا ومجموعة "Arshat" في رواية الكيان الصهيوني حول الهجوم على مستشفى المعمداني في غزة.
ويرفض التحليل الذي أجرته المجموعتان ادعاءات النظام الصهيوني بأن الانفجار الذي وقع في هذا المستشفى كان نتيجة إطلاق صاروخي عن طريق الخطأ من قبل حركة الجهاد الإسلامي.
وقالت مجموعة "Forensic Architects"، من خلال تحليل صور الحفرة التي نشأت بعد سقوط القنبلة، إن المقذوف المستهدف أطلق من الشمال الشرقي باتجاه المستشفى وهي منطقة خاضعة لسيطرة الكيان الصهيوني.
وقالت مجموعة " Arshat" التي تعمل في مجال الأبحاث الصوتية في تحليل يعتمد على "تأثير دوبلر" إن الصاروخ المذكور جاء باتجاه المستشفى من الشمال الشرقي أو الشرق أو الجنوب الشرقي، وهو ما يتناقض مع ادعاء الجيش الإسرائيلي بأنه أطلق من الغرب.
وقبل يومين، رفضت وحدة الأبحاث في الجزيرة، من خلال إعداد فيلم وثائقي بحثي، ادعاء النظام الصهيوني بأن الهجوم على مستشفى المعمداني نتج عن صاروخ أطلق عن طريق الخطأ من حركة الجهاد الإسلامي.
ويظهر هذا التحقيق أنه في يوم الجريمة، نفذ النظام الصهيوني أربع غارات جوية على غزة وفي المنطقة القريبة من المستشفى وكان وقت حدوثها 18:54:28، 18:55:03، 18:57:42 و18:58:04.
تم تنفيذ جميع هذه الهجمات قبل الساعة السابعة مساءً عندما أصاب الصاروخ مستشفى المعمداني.
كما نشرت الجزيرة فيديو جديدا للحظة إطلاق صاروخ من غزة باتجاه فلسطين المحتلة، وأظهر أنه خلافا لادعاءات النظام الصهيوني، تم اعتراض هذا الصاروخ من قبل نظام القبة الحديدية وتدميره.
وبعد تصاعد الضغوط على النظام للتنصل من مسؤوليته، ادعى النظام الصهيوني أن الانفجار الذي وقع في المستشفى كان نتيجة إطلاق صاروخي خاطئ من قبل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.
ردود فعل غربية
قالت مديرية المخابرات العسكرية الفرنسية يوم الجمعة إن الانفجار الذي وقع في مستشفى في غزة لم يكن بسبب ضربة صاروخية إسرائيلية بل على الأرجح بسبب خطأ في إطلاق صاروخ فلسطيني، وأضافت مديرية المخابرات العسكرية الفرنسية "لا يوجد ما يسمح لنا بالقول إنها ضربة إسرائيلية، لكن (السيناريو) الأرجح هو أنه صاروخ فلسطيني تعرض لأمر ما عند إطلاقه"،
وذكر مسؤول في المخابرات العسكرية الفرنسية أن "طبيعة الانفجار والتواصل مع شركاء آخرين في مجال الاستخبارات تقودني إلى تأكيد عدم وجود أي دليل على أنها كانت ضربة إسرائيلية، الفرضية الأكثر ترجيحا هي صاروخ فلسطيني انفجر بشحنة تبلغ حوالي 5 كيلوغرامات".
وقرّرت المديرية نشر تحليلاتها بطلب من الرئاسة الفرنسية حرصا على الشفافية على حد قولها.
ميدانيا، حدّدت المديرية فجوة وليس حفرة بطول متر وعرض 75 سنتيمترا، وبعمق 30 إلى 40 سنتيمترا.
وأوضحت أن "الأمر يتطلّب نحو خمسة كيلوغرامات من المواد المتفجّرة لإحداث هذا التأثير، بالتأكيد أقل من عشرة كيلوغرامات".
وشدّد المسؤول على أن "فرضية قنبلة أو صاروخ إسرائيلي ليست ممكنة، لأن الشحنة الناسفة لهذا النوع من الأسلحة لا تقل عن 250 كيلوغراما، صاروخ من هذا النوع كان أحدث حفرة أكبر بكثير"،
وأشار إلى "اتّساق زنة خمسة كيلوغرامات للشحنة مع الصواريخ التي بحوزة الفلسطينيين أو التي يصنّعونها".
وبدورها قالت وزارة الدفاع الوطني الكندية إن "إسرائيل" ليست المسؤولة عن قصف المستشفى الأهلي العربي المعمداني في غزة.
وأضافت في بيان إن "التحليل الذي أجرته قيادة المخابرات التابعة للقوات الكندية على نحو مستقل يشير بدرجة عالية من الثقة إلى أن "إسرائيل" لم تقصف المستشفى الأهلي في 17 أكتوبر 2023".
وأشارت الوزارة إلى أن القصف نجم على الأرجح عن صاروخ أطلق بطريق الخطأ من غزة.
أما الرد الأمريكي جاء على لسان الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث قال إنه اطلع على بيانات أمريكية تدعم تبنيه الرواية الإسرائيلية المتعلقة بقصف المستشفى الأهلي العربي في قطاع غزة.
وعن سؤال لأحد الصحفيين حول السبب الذي يجعله متأكدا من عدم مسؤولية "إسرائيل" عن القصف وتحميل طرف ثان المسؤولية، رد بايدن بالقول: “البيانات التي عرضتها عليّ وزارة الدفاع”، وأضاف: إن الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لضمان أمن "إسرائيل"، وذلك في ختام زيارة سريعة إليها استهدفت تقديم ضمانات في أعقاب هجوم حركة حماس.
من جهتها، قالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن تحليلا أمريكيا للبيانات المتاحة حاليا يشير إلى أن “إسرائيل غير مسؤولة عن التفجير في مستشفى بغزة”.
وذكرت آدريان واتسون، في منشور على “إكس”، أن التقييم مستند إلى تحليل الولايات المتحدة صورا ملتقطة من الجو وعبر وسائل المراقبة والاستطلاع والمعلومات مفتوحة المصدر، مضيفة إن الولايات المتحدة تواصل جمع المعلومات.
توجيه التهم للجهاد الإسلامي
نفى الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن هجوم على مستشفى في غزة، قائلا إن معلومات المخابرات العسكرية تشير إلى أن المستشفى "تعرض لهجوم صاروخي فاشل شنته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في القطاع".
لكن متحدثا باسم الجهاد الإسلامي نفى رواية "إسرائيل" بمسؤولية الحركة عن ضربة مستشفى غزة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان إن "تحليلا لأنظمة العمليات التابعة للجيش الإسرائيلي يشير إلى أن الإرهابيين في غزة أطلقوا وابلا من الصواريخ التي مرت بالقرب من المستشفى الأهلي في غزة وقت إصابته".
وأضاف إن "معلومات المخابرات التي حصلنا عليها من مصادر متعددة تشير إلى أن حركة الجهاد الإسلامي مسؤولة عن إطلاق الصاروخ الفاشل الذي أصاب المستشفى في غزة".
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إن "الإرهابيين المتوحشين" في غزة هاجموا المستشفى.
كل هذا الدعم الغربي والروايات المختلفة لا يمكن أن تغفر للاحتلال الإسرائيلي جريمته التي ارتكبها ويرتكبها كل يوم وليلة في قطاع غزة بحق المدنيين المحاصرين والأطفال والنساء ويجب على المجتمع الدولي أن يقف بوجه هذا الكيان الغاشم واعتبار ما يرتكبه جريمة حرب وفتح تحقيق دولي ومعاقبة المجرمين عن هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.