الوقت- إن الجريمة المروعة والمعادية للإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني، وخاصة قصف مستشفى المعمداني في قطاع غزة وإراقة دماء الشعب الفلسطيني الأعزل والشريد، هي علامة جديدة على تحالف الشر وتواطؤ أمريكا وحلفائها الغربيين مع محتلي القدس الشريف، وهو أخبث التحالفات وأكثرها شراً في العصر الحاضر.
إن النظر إلى التطورات الأخيرة التي شهدتها الأراضي المحتلة منذ احتلالها من قبل الصهاينة المغتصبين عام 1948 وحتى الآن، بعد مرور 75 عاماً على ذلك التاريخ، يظهر أن الإجراءات الاستبدادية التي قامت بها حكومة نتنياهو المهتزة، رئيس الوزراء المؤقت لهذا الكيان المزيف، ضد الشعب الفلسطيني جعل الشعب الفلسطيني المضطهد يتلون بلون الدم أكثر من أي وقت مضى، وخاصة أن جنود الكيان المتعطشين للدماء يستخدمون أساليب غير إنسانية كاستهداف المراكز الطبية والمستشفيات رغم منع التعرض لها وفق المعاهدات والمواثيق الدولية، وهو ما يصور قمة خسة وجبن هذه الغدة السرطانية.
ومن الواضح أن كل الجرائم والأعمال اللاإنسانية التي قامت بها حكومة الاحتلال ضد المقاتلين الفلسطينيين، الذين لا سبيل لهم سوى القتال والجهاد للتحرر من براثن الكيان الصهيوني، تمت بدعم من قادة البيت الأبيض ورؤساء الدول الأوروبية طوال تاريخ احتلال فلسطين، ومؤخرا في قصف مستشفى المعمداني في غزة، والذي رافقه دعم واضح من الرئيس الأمريكي الفاشل بايدن، حيث انكشفت التصرفات الإجرامية والحاقدة الدالة على غطرسة الكيان الصهيوني والمتعاطفين معه.
والآن وبعد فشل محور الشر في العالم أي أمريكا وإنجلترا والصهيونية العالمية وفرنسا وألمانيا وغيرها من الحلفاء في دفع عملية المصالحة والدبلوماسية المشينة لتحقيق الأهداف غير المشروعة للكيان الصهيوني المؤقت، بدأت منهم خطة خطيرة للغاية في الأراضي المحتلة، والتي إذا استمرت معها سلبية ونفاق الدول العربية الإسلامية في المنطقة والحكومات المستقلة الداعمة للحرية والديمقراطية، ستخلق وضعا غير متوقع للمنطقة، وتلك هي الإبادة الجماعية ومأساة المذبحة الدموية التي تعرض لها الفلسطينيون على يد الجيش الصهيوني الغاشم في الأراضي المحتلة، والتي ستكون لها عواقب وخيمة.
والحقيقة أن النضالات المشروعة والعمليات الاستشهادية لجبهة المقاومة في أعماق الأراضي المحتلة كانت دائما مصحوبة بنجاح بتقدم العتاد العسكري في السنوات الأخيرة، وخاصة عملية طوفان الأقصى الفخرية التي أظهرت ذروة فشل الكيان الصهيوني وضعفه الواضح، وهذا الكيان المزيف لديه القوة اللازمة لمواجهة المقاتلين الشجعان والمتحمسين في جبهة المقاومة، وقد لجأ إلى أبشع الطرق وأكثرها وحشية، أي قصف المستشفيات والمراكز المدنية، حيث لجأ آلاف الأطفال والنساء النازحين، وبناءً على توصية الصليب الأحمر الدولي كحامٍ لحياة المدنيين في ساحة المعركة، فإنهم يتواجدون في هذه الأماكن، ولقد فعلوا ذلك لشعورهم باليأس والأنفاس الأخيرة للكيان المعادي للإنسانية في الشرق الأوسط، الذي فكر ذات يوم في توسيع أراضيه من النيل إلى الفرات، واليوم بسبب الدفاع الشرس للمقاتلين الفلسطينيين جعل هذا الحلم الفظ بعيد المنال.
وفي خضم التطورات الراهنة في فلسطين، فإن القضية الحاسمة هي دور المنظمات والدول المسؤولة مثل القادة العرب والمؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز، وخاصة الأمم المتحدة، والتي بتقاعسها وعدم تحركها عن رد الفعل على تصرفات الصهاينة غير الإنسانية، ستمهد الطريق لتصعيد الهجمات وجرائم الحرب. ومغتصبو أرض الوحي يصعدون ضد الفلسطينيين المضطهدين ويتسببون في تدمير مركز مهم في العالم الإسلامي وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني المعذب، ومن ناحية أخرى، فإن عملية الدفع بمخططات الصهاينة المهينة والمخزية، الذين يتابعون تنفيذ خطة التسوية مع بعض الدول الإسلامية والعربية وأيضا حكومات المنطقة وتساعد على تجاهل حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف؛ ومن الخيال الزائف أن مثل هذا الوهم سينتهي.
باختصار، إن الوضع الراهن في فلسطين يتطلب من قادة وأحرار العالم، وخاصة الدول الإسلامية، أن يلعبوا دوراً فعالاً في مجال العمل لوضع حد لـ 75 عاماً من المعاناة والمعاناة الكبيرة التي لا تنسى للشعب الفلسطيني.
إن الشعب الفلسطيني، مستخدماً قدراته الفعالة والموجودة تحت تصرفه، لتنفيذ التدابير والإجراءات اللازمة، ودون خوف من الصرخات السخيفة لأنصار وحلفاء كيان قتل الأطفال وجرائم الطغمة الصهيونية، يختتم نضاله الذي لن يستمر طويلا لتنظيف وطن المقاتلين والمجاهدين الفلسطينيين من دنس وجود الكيان الإسرائيلي المزيف والمعادي للإنسانية، وهذه هي أفضل هدية للعالم.