الوقت- بعد الاجتماع غير الحاسم للجنة الخماسية (أمريكا والسعودية ومصر وفرنسا وقطر) في نيويورك للتعامل مع ملف الرئاسة اللبنانية، يبدو أن الفرنسيين أنفسهم اقتنعوا أن مبادرة باريس ومهمة جان إيف لودريان الممثل الخاص للرئيس الفرنسي في لبنان قد فشلت.
قطر تريد أن تحل محل فرنسا في ملف الرئاسة اللبنانية
وبناء على ذلك، تظهر المعلومات أن قطر تعتزم الحلول محل فرنسا في قضية انتخاب رئيس لبنان، وتتخوف بعض الأوساط اللبنانية من تدخل الدوحة الكبير في هذه القضية، وبالتالي تكرار تجربة مؤتمر الدوحة عام 2008، الذي أدى إلى اتفاق اللبنانيين على انتخاب "ميشال سليمان"، قائد الجيش اللبناني آنذاك، رئيساً لهذا البلد.
أفادت مصادر مطلعة لموقع النشرة بأن "أبو فهد" مبعوث قطر إلى لبنان، والذي سبق له أن لعب دوراً مهماً خلف الكواليس إلى جانب "حمد بن جاسم آل ثاني" وزير خارجية بلاده، في إقناع القوى السياسية في لبنان لتنفيذ اتفاق الدوحة، والآن مرة أخرى يتولى ملف الرئاسة اللبنانية ويمنح صلاحيات واسعة في هذا المجال.
أسماء المرشحين الجدد لرئاسة لبنان
أكدت هذه المصادر أن القطريين يحاولون طرح اسم "جوزيف عون"، قائد الجيش اللبناني، كمرشح توافقي لرئاسة هذا البلد؛ كما فعلت الدوحة عام 2008 بشأن ميشال سليمان بتنسيق أمريكي وترحيب سعودي، لكن أسماء أخرى طرحت أيضاً كمرشحين جدد لرئاسة لبنان، وهي كالتالي: "الياس البصري" مدير عام الأمن العام اللبناني، "أنطوان شاكر" مدير عام القصر الجمهوري، وبالطبع اسم "زياد بارود"، الوزير اللبناني الأسبق، الذي قدمه الشهر الماضي جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، والذي لا يزال يظهر بين المرشحين.
ورغم أن جوزف عون قال للصحفيين قبل أيام إنه غير مهتم بالملف الرئاسي ولم يقل له أحد شيئا عنه، إلا أن اسمه لا يزال يذكر كأحد المرشحين الرئاسيين البارزين إلى جانب سليمان فرنجية رئيس حركة المردة.
وفيما يتعلق بتحركات قطر في ملف الرئاسة اللبنانية ونسبة نجاحها، ترى أوساط لبنانية أن الدوحة يجب أن تحصل أولا على موافقة حركة أمل وحزب الله.
وأعلنت صحيفة الأخبار في تقرير حول هذه القضية، أنه وبينما يدخل الفراغ الرئاسي في لبنان عامه الأول، يبدو المشهد السياسي في هذا البلد مظلماً، ويشير إلى المرحلة الخطيرة التي يواجهها اللبنانيون.
رغم كل الإجراءات المتخذة في الداخل والخارج، فإن جمود ملف الرئاسة اللبنانية هو الخيار الأرجح؛ لأن كل الآفاق داخل لبنان وخارجه مظلمة، واللجنة الخماسية المشكلة لهذا الغرض لم تفعل شيئا، والاجتماع الذي عقدته كان في معظمه يتعلق بانتقاد فرنسا وفشل البلاد في توحيد اللبنانيين.
محاولة قطر تكرار اتفاق الدوحة 2008
وحسب هذا التقرير، وبعد فشل فرنسا في إدارة الملف السياسي للبنان، تلقت قطر فعليا الضوء الأخضر من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لتولي هذه القضية بدلا من باريس، وفي هذا السياق، بحث مبعوث قطر في الأيام الماضية مع عدد من المسؤولين السياسيين اللبنانيين من أجل تحقيق هدفين: أولا، أن يقبل اللبنانيون دور الدوحة بدلا من باريس في القضية الرئاسية لهذا البلد، ثانيا الاتفاق على انتخاب جوزف عون رئيساً للبنان على طاولة المفاوضات.
وذكرت «الأخبار» نقلاً عن مصادر مطلعة، أن هناك مساعي من قطر للسماح لهذه الدولة بالعمل منفردة ومستقلة عن أعضاء اللجنة الخماسية في قضية الرئاسة اللبنانية؛ على غرار ما حدث وأدى إلى اتفاق الدوحة عام 2008.
وفي هذا السياق، إضافة إلى محاولة التقرب من جميع القوى السياسية اللبنانية، أعلنت قطر أيضا استعدادها لتقديم خدمات مالية للبنان، وهو ما لم يرضِ السعودية.
وبناء على ذلك، أعلنت الدوحة استعدادها لدعم القطاع المصرفي في لبنان من خلال ودائع كبيرة في البنك المركزي في البلاد ومشاريع استثمارية، وخاصة في القطاعات التي تحتاج إلى الكثير من الدعم.