الوقت- بشكل كبير، أدانت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" استهداف مراكز الجيش الوطني اللبناني ووصفته بأنه "عمل مشبوه"، وحسب تقارير إعلامية، أدانت (حماس) استهداف مركزين عسكريين تابعين لوحدات الجيش اللبناني الواقعين في محيط مخيم عين الحلوة، وتحدثت حركة حماس أنها تدين استهداف المركزين العسكريين بثلاثة صواريخ ما أدى إلى إصابة 5 جنود، واعتبرت الحركة هذه الهجمات مشبوهة وأعلنت أن هدف هذه الهجمات هو المساس بالجيش اللبناني وسيادته، معربة عن أملها في شفاء الجنود الجرحى في أقرب وقت ممكن، مقدرة حكمة وصبر واهتمام الجيش اللبناني بالشعب الفلسطيني ومفتخرة بدوره الوطني في المواجهة الشجاعة ضد العدو الصهيوني.
عين الحلوة يتصدر المشهد
في الفترة الماضية، أصدر الجيش اللبناني، بيانا أعلن فيه إصابة 5 جنود من الجيش، خلال الاشتباكات التي اندلعت في مخيم "عين الحلوة"، وهو مخيم للاجئين الفلسطينيين في صيدا، جنوب لبنان، وفي استمرار الاشتباكات المسلحة في هذا المخيم، أصابت 3 صواريخ مقرين لوحدات الجيش اللبناني المتمركزة في محيط المخيم، ما أدى إلى جرح 5 من عناصره، أحدهم في حالة حرجة، وجاء في هذا البيان أن قيادة الجيش حذرت مرارا أطراف النزاع داخل المخيم من تعريض حياة قوات الجيش اللبناني للخطر والتعدي على مقراتها وستتخذ الإجراءات المناسبة، وذلك على الرغم من أنه بعد اتفاق وقف إطلاق النار الجديد بين طرفي النزاع في مخيم عين الحلوة، ساد سلام هش في المخيم حتى ساعات ما بعد الظهر.
وبعد اشتداد الاشتباكات في مخيم "عين الحلوة"، تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن ارتفاع عدد القتلى في هذا النزاع إلى 5 أشخاص، كما أعلنت أن عدداً كبيراً أصيب أيضاً خلال اشتباكات، وأدت اشتباكات في مخيم عين الحلوة بين عناصر مسلحة سلفية وعناصر من حركة فتح إلى مقتل 11 شخصا، فيما بلغ عدد القتلى في الاشتباكات التي شهدها هذا المخيم 16 شخصا، وبدأت هذه التوترات يوم الخميس الماضي في المخيم المذكور الذي يضم أكثر من 63 ألف نسمة وما زالت مستمرة.
وفي هذا الشأن، إن إعلان الجيش اللبناني إصابة 5 من جنوده خلال الاشتباكات في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في صيدا، يأتي في أعقاب استمرار الاشتباكات في مخيم "عين الحلوة" (مخيم للاجئين الفلسطينيين في صيدا، جنوب لبنان)، وبعد تصاعد الاشتباكات في مخيم "عين الحلوة"، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن الاشتباكات في مخيم عين الحلوة بين حركة فتح ومجموعات مسلحة مستمرة، وسماع أصوات الرصاص والصواريخ في كل أنحاء مدينة صيدا، وبعد تصاعد هذه المواجهات، بلغ عدد القتلى 5 أشخاص، أحدهم ينتمي إلى حركة فتح، و3 أشخاص من العناصر المسلحة المتطرفة، كما استشهد شاب مدني يدعى "حسين مكشير" برصاص عشوائي في منطقة الغازية المحيطة بمخيم عين الحلو، وأصيب العشرات داخل وخارج مخيم عين الحلوة جراء الرصاص الطائش والصواريخ.
وسابقا، أعرب نجيب ميقاتي، في اتصال هاتفي مع رئيس السلطة الفلسطينية، عن قلقه من عودة التوترات إلى مخيم عين الحلوة، وشدد على ضرورة وقف هذه الصراعات بالتنسيق مع الجهاز الأمني والحكومة اللبنانية حسب ما ورد في قوانين هذا البلد، وشدد ميقاتي في هذا الاتصال الهاتفي على ضرورة وقف التحركات العسكرية والتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لحل النزاعات وأعلن أن ما يحدث الآن ليس في مصلحة القضية الفلسطينية على الإطلاق كما أنه ضرر كبير على لبنان وعلى اللبنانيين، فمدينة صيدا مميزة لأن الإخوان الفلسطينيين يعيشون فيها، وأوضح رئيس الحكومة اللبنانية المؤقتة أنه من الضروري أن يتعاون الفلسطينيون مع الحكومة اللبنانية ووفقاً لقوانين هذا البلد حفاظاً على حياة المواطنين.
وفي هذا الإطار، أعلن محمود عباس في حديث مع ميقاتي أنه أصدر أوامر جدية إلى كل الأطراف بشأن ضرورة تطبيق وقف كامل وشامل لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة ويصر على حل الوضع في هذا المخيم وفق القانون اللبناني، بالتنسيق مع حكومة هذا البلد، من جهة أخرى، طلب الجيش اللبناني أيضا من جميع الأطراف المعنية في مخيم عين الحلوة الالتزام بوقف إطلاق النار حفاظا على أرواحهم وأبنائهم، فضلا عن حماية القضية الفلسطينية، وشددت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها على أنها تحاول اتخاذ الإجراءات اللازمة ومواصلة الاتصالات اللازمة لوقف هذه الصراعات التي تعرض حياة المواطنين والمدنيين الأبرياء للخطر.
وحسب الاتفاق الضمني مع منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، لا يدخل الجيش اللبناني إلى مخيم عين الحلوة، وتتولى القوى الأمنية الفلسطينية المشتركة مسؤولية مباشرة في التعامل مع الوضع الداخلي للمخيم، وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن الاشتباكات تصاعدت سابقا في حي حطين وجبل الحليب غرب المخيم، كما أعلن "جهاد طه" الناطق الرسمي باسم حركة حماس، أن الأحداث الأخيرة التي شهدها مخيم عين الحلوة هدفها إعادة الأوضاع إلى الصفر، وهذه الأحداث هي جزء من المؤامرات التي دبرتها بعض الجهات المشبوهة لاستهداف زعزعة أمن المخيمات الفلسطينية.
وبعد إقرار وقف هش لإطلاق النار بعد اجتماع لممثلي فتح وحماس في إحدى ثكنات الجيش اللبناني، وأعلنت مصادر إخبارية، مجددا، استئناف الاشتباكات في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان، وحسب التقارير المنشورة، فإن الصراع اليوم بين حركة فتح والجماعات السلفية حاد للغاية، ويستخدم الطرفان الرشاشات وقذائف الهاون في هذا الصراع، ولم يتم حتى الآن الإبلاغ عن مزيد من التفاصيل حول هذا الصراع والضحايا والأضرار المفصلة الناجمة عنه، حيث في (7 آب/أغسطس) شهد مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين الواقع في منطقة صيدا جنوب لبنان، اشتباكات دامية ومسلحة بين مجموعات سلفية وعناصر من حركة فتح، خلفت عددا من القتلى والجرحى، وبعد اغتيال أبو أشرف العرموشي القيادي في حركة فتح، تصاعد التوتر في مخيم عين الحلوة، وقد وفّر مخيم عين الحلوة، الذي يأوي حسب آخر الإحصائيات أكثر من 63 ألف لاجئ فلسطيني، منصة مناسبة لتأسيس وتجمع العناصر والجماعات السلفية بسبب حجمه السكاني الكبير ووجود أنفاق تحت الأرض معقدة للغاية وغير منتظمة، بحيث تخرج سيطرتها عن سيطرة الجيش اللبناني.
تحديات كبيرة في المخيم
وفقًا للمدير العام لهيئة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، لا يزال التحدي الكبير في مخيم عين الحلوة يشكل وجوده، ويعبر عن تفاؤله بأن تتحقق حلاً جذريًا في المستقبل بهدف منع تكرار الاشتباكات الأليمة، وفي تموز الماضي، اندلعت اشتباكات في المخيم بين قوات الأمن الوطني التابعة لحركة "فتح" وتنظيمات متشددة، أسفرت عن مقتل 12 شخصًا وإصابة العشرات، وتشريد مئات الأسر خارج المخيم.
وأشار هويدي إلى أنه تمت متابعة عودة مئات الأسر إلى مخيم عين الحلوة بعد تثبيت وقف إطلاق النار تلبيةً لدعوة هيئة العمل الفلسطيني المشترك ولجنة الحوار الوطني اللبناني الفلسطيني.
وتم تجهيز ثلاث مدارس تابعة لوكالة الغوث (أونروا) لاستقبال النازحين، إضافة إلى استضافة عائلة نازحة في معهد سبلين للتدريب التابع للأونروا.
في الوقت نفسه، أشار هويدي إلى أن العديد من العائلات النازحة قد عادت إلى المخيم، لكن لا تزال هناك عائلات لم تعد بعد بسبب تدمير منازلها جراء الاشتباكات، وقد أكد أن أكثر من 700 منزل تضرر بشكل كبير سواء بالتدمير الكامل أو الإحراق، وفقًا للإحصائيات الصادرة، وعبّر عن أمله في أن يتم اتخاذ جهود جادة لإعادة الإعمار وتأمين عودة أصحاب المنازل إليها، كما دعا إلى اتخاذ قرارات سريعة للسماح بإدخال مواد البناء إلى المخيم لإصلاح المدارس التي تضررت وضمان بدء العام الدراسي في الموعد المحدد.
وأشار إلى أن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أعربت عن احتمالية تأجيل بدء العام الدراسي بسبب الأضرار في المدارس، كما ناشد هويدي بضرورة إدخال مواد البناء للعائلات لإعادة بناء منازلها قبل بدء فصل الشتاء، لتجنب وقوع كارثة إنسانية أخرى، وأكد أن لجنة التحقيق المشكلة من هيئة العمل الفلسطيني المشترك تقوم بدورها وستصدر تقريرها في وقت لاحق، وسيتم تقديم المسؤولين عن هذه الأحداث المؤسفة إلى العدالة اللبنانية.
وبشكل عام، يُعتبر "مخيم عين الحلوة" أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث تأسس عام 1948، وتقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين المسجلين في المخيم بحوالي 50 ألف شخص، ولكن تقديرات غير رسمية تشير إلى أن عدد سكانه يتجاوز 70 ألف شخص، يعيش اللاجئون في المخيم في ظروف صعبة ومحدودة، ويواجهون تحديات كبيرة فيما يتعلق بالسكن والتعليم والخدمات الأساسية الأخرى.
إذن، يُعتَبَر تحقيق الوحدة الفلسطينية أمرًا بالغَ الأهمية لضمان الأمان في المخيمات وتحقيق التحرر الفلسطيني، و تُظهِر الوحدة الفلسطينية أهميتها في العديد من الجوانب.
أولاً، تعزز الوحدة التمثيل القوي للشعب الفلسطيني في المنتديات الدولية والإقليمية، ما يمكّنهم من تعزيز قضيتهم وصوتهم أمام المجتمع الدولي، وثانياً، تُعزِّز الوحدة الفلسطينية الاستراتيجيات القوية لمواجهة الاحتلال وتحقيق الأهداف الوطنية، ثم، تمكِّن التنسيق والتعاون بين الفصائل والأطراف الفلسطينية من بناء مؤسسات فلسطينية قوية وفعَّالة، ومن تعزيز القدرة على تقديم الخدمات الأساسية للشعب الفلسطيني، وبجانب ذلك، يُساهِم التوحيد الفلسطيني في تعزيز النضال الشعبي ضد الاحتلال وتعزيز الهوية الوطنية والانتماء للشعب الفلسطيني، ويُعزِّز أيضًا التضامن والتعاون في مجال التحرر ويُسهِم في بناء القدرة العسكرية للمقاومة الفلسطينية، وأخيرًا، يمكن أن يؤدي التوحيد الفلسطيني إلى تعزيز القدرة على تحقيق الاستقلال السياسي وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وحدود معترف بها دوليًا، ويمكن من خلال التوحيد تعزيز الحركات الشعبية وزيادة التأثير في صياغة السياسات العالمية تجاه فلسطين، وتحقيق العدالة والسلام للشعب الفلسطيني، وباختصار، الوحدة الفلسطينية ضرورية لتحقيق التحرر وحقوق الشعب الفلسطيني، وإنه يتطلب التضحية والتعاون والتضامن، ولكنه يمهد الطريق نحو مستقبل أفضل وأكثر عدالة للفلسطينيين.
