الوقت- أفادت مصادر في شرقي سوريا أنّ مقاتلين من أبناء العشائر سيطروا على بلدة هجين بريف دير الزور الشرقي بالكامل، بعد انسحاب قوات "قسد" منها.
وأكّدت المصادر أن قوات "قسد" انسحبت من قرى الجرذي والسوسة والحوايج بريف دير الزور الشرقي، فيما أظهرت مقاطع فيديو نشرها صحافيون عبر وسائل التواصل مسلحي العشائر في هذه القرى.
كما شهدت قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي والشمالي، طوال ليلة أمس، اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من أبناء العشائر و" مجلس دير الزور العسكري" من جهة، ومسلحي "قسد" من جهة أخرى، في محاولة من الأخيرة للسيطرة على كامل دير الزور، وإنهاء الوجود المسلح للعشائر.
وأدّت الاشتباكات لسيطرة "قسد" على عدة قرى بريف دير الزور الشمالي، بعد استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية من الحسكة ومنبج والرقة وعين العرب، مدعّمة بأسلحة ثقيلة وراجمات صواريخ ودبابات، لتسيطر على قرى ابريهة والعزبة والربيضة والضمان، قبل أن تنسحب من الضمان، تحت ضغط نيران العشائر.
أما في خط الريف الشرقي، فقد تمكّن مقاتلو العشائر من السيطرة على عدة قرى وبلدات ونقاط، مع اغتنام عدد من الآليات المصفحة والسيارات والأسلحة والذخائر، بعد انسحاب مقاتلي "قسد"، وانشقاق قسم آخر وتسليم أنفسهم لمقاتلي العشائر.
وسيطر أبناء العشائر على مقرّ للشرطة العسكرية في غرانيج، وحاجز المقسم في بلدة الطيانة، ومركز الأسايش في ذيبان، بالإضافة إلى انسحاب مسلحي "قسد" بشكل كامل من بلدة الباغوز، بعد منحهم مهلة للخروج من البلدة من قبل مقاتلي العشائر، مع صدّ هجوم واسع لـ"قسد" باتجاه بلدة البصيرة.
إلى ذلك، أعلن "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا فتح المعابر باتجاه الراغبين من أبناء العشائر لقتال "قسد" في منبج والباب، وهو ما حصل فعلاً من خلال مهاجمة "الجيش الوطني" ومسلحين، قالوا إنهم من أبناء العشائر، عدة قرى في منبج والباب.
وقد نشروا مقاطع مصورة قالوا فيها إنهم "سيطروا على قرى عرب حسن والمسحنلي" بريف منبج، والبويهج في ريف الباب، فيما سارع الناطق باسم " مجلس منبج العسكري"، شرفان درويش، إلى نفي "كلّ الأنباء عن سيطرة المرتزقة على أيّ نقطة أو حاجز في قرى وبلدات ريفي منبج والباب".
وأكّد درويش "تصدي قواته للهجمات كافة"، وأنّ " الاشتباكات مستمرة في قرى المحسنلي وعرب حسن وأم جلود والصيادة والدندنية".
وفي موازاة ذلك، استهدفت 5 غارات جوية روسية النقاط التي تقدّم إليها مسلّحو "الجيش الوطني" التابع لتركيا، تحت ستار العشائر العربية، في إحدى قرى ريف حلب الشرقي الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وجاءت هذه الغارات الروسية بعد اشتباكات بين "الجيش الوطني" التابع لتركيا و"قسد" في قرية المحسنلي على جبهة منبج في ريف حلب الشرقي، حيث تحاول القوات الروسية بالتنسيق مع الحكومة السورية منع تمدد "الجيش الوطني" في مناطق الشمال السوري.
وفي سياق متصل، أصدرت الخارجية الأميركية بياناً، أكدت فيه أنّ "الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء أعمال العنف بما في ذلك الخسائر في الأرواح في دير الزور"، داعيةً "كلّ الأطراف إلى وقف التصعيد وحلّ الوضع سلمياً"، مع التأكيد على "الاستمرار في دعم قسد لتحقيق الهزيمة النهائية لتنظيم داعش".
كذلك، تواصلت البيانات العشائرية المؤيدة لأبناء العشائر والمنددة بالعملية العسكرية لـ"قسد"، إذ أصدر شيخ مشايخ قبيلة الجبور، نواف عبد العزيز المسلط، بياناً أكد فيه "الوقوف الكامل إلى جانب أهلنا وأبناء عمومتنا من أبناء القبائل والنفير العام على مستوى قبائل الزبيد كافة، والالتحاق بالعشائر في دير الزور ومساندتها ، حتى تحرير كامل المحافظات الشرقية الثلاث".
ودعا المسلط "أبناء قبيلة الجبور المنضوين ضمن قسد إلى الانسحاب منها تأييداً لأبناء العشائر".
وكان مسلحون من "حماة الجزيرة"، وهم من أبناء العشائر الذين يتبعون للقيادة المركزية في "قسد"، انضموا إلى مقاتلي العشائر العربية في مواجهة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بعد انشقاقهم عنها.
وفي وقت سابق اليوم، وصل عدد المنشقين عن "قسد" إلى أكثر 200 مسلح، وهو مرشح للارتفاع، خاصةً مع تتالي البيانات التي تتهم "قسد" بالعمل على خلق فتنة في المنطقة.
كما تصاعدت وتيرة البيانات العشائرية الرافضة للعملية الأمنية لـ"قسد" بأرياف دير الزور، إذ طالب شيخ مشايخ قبيلة العكيدات، إبراهيم عبود جدعان الهفل، "جميع القبائل والعشائر بريف دير الزور إلى توحيد الصف والكلمة ضد السياسات الممنهجة ضد أبناء العشائر من أسر وقتل للأطفال والنساء"، في إشارة إلى حملة "قسد" في المنطقة.
وتجري الاشتباكات على خلفية اعتقال "قسد" لـ"قائد مجلس دير الزور العسكري" الملقب بـ"أبو خولة"، و4 من أعضاء المجلس، بعد استدراجهم لاجتماع عسكري في قاعدة لـ"التحالف" الدولي، في سد الحسكة الغربي.