الوقت- مع بدء موسم زيارة الأربعين الحسينية في العراق هذه الأيام، ستستقبل كربلاء ملايين الزوار من محبي أبي عبد الله الحسين (ع)، ويقع عبء إقامة أكبر تجمع بشري في العالم على عاتق الشعب العراقي والسلطات المحلية، ولهذا الغرض، قامت الحكومة العراقية بترتيبات كثيرة لأداء حق الضيافة بشكل جيد ودون أي مشاكل.
قال وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، في مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولين أمنيين في محافظة ذي قار، الأحد، إن "خطة زيارة الأربعين الحسينية ستنطلق في 28 آب / أغسطس، ومن المتوقع أن يدخل نحو 5 ملايين زائر إلى كربلاء."
وقال الشمري عن الخطط التي تم وضعها لهذه المناسبة: "يتم تنفيذ خطة خاصة لضمان أمن زوار الأربعين في محافظات البصرة وواسط وميسان وذي قار والمثنى، وقد تمت مراجعة هذه الخطط مع الجهات الأمنية والحكومات المحلية، هذه المحافظات الخمس هي نقطة الانطلاق نحو كربلاء، وهي تحتوي أيضاً على مناطق صفوان والشلامجة والشيب وزرباطية والتي هي معابر حدودية برية دولية وهي نقاط دخول الزوار الأجانب من الدول العربية وإيران.
كما أكد وزير الخارجية العراقي أنه من المتوقع دخول ما بين 3 و5 ملايين حاج إلى كربلاء، وتنفيذ الخطط والخدمات الأمنية لاستقبال الزوار، والخطة الأمنية ستنفذ اعتباراً من 28 آب / أغسطس وتنتهي في 20 أيلول / سبتمبر.
كما قال علاء الدين القيسي المتحدث باسم منظمة المنافذ الحدودية العراقية: "إن خطط تقديم أفضل الخدمات لزوار الأربعين ما زالت جارية"، مضيفاً: " حشدت دائرة المنافذ الحدودية قواتها للمعابر التي هي مكرس لزوار الأربعين ومن بينهم صفوان وشلامجة والزرباطية والشيب ومندلي والمنذرية والقائم ومطارات النجف وبغداد والبصرة.
وأكد القيسي أن: "هناك تعاوناً بين منظمة المنافذ الحدودية والسلطات المحلية من أجل مواصلة وتعزيز البنية التحتية للمنشآت القائمة في جميع المعابر المخصصة لزوار الأربعين".
كما أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي من جانبه، محمد شياع السوداني، على نجاح البرامج الخدمية والأمنية لضمان أمن زيارة الأربعين للإمام الحسين (ع) في مدينة كربلاء المقدسة.
ومن ناحية أخرى، نظرت الحكومة العراقية في مبادرة خاصة للزوار هذا العام، وحسب التقارير، يحاول العراقيون إنشاء بنية تحتية لإنشاء إنترنت مجاني على طريق الأربعين، وقد اقترحت وزارة الاتصالات في هذا البلد، تجهيز طريق الزوار بالإنترنت في الاسابيع الاخيرة ما أعطاه سرعة عالية.
كما ستوفر الحكومة العراقية شريحة اتصال إنترنت ومكالمات دولية مجانية لزوار الأربعين، وهي صالحة لمدة أسبوع، لذلك، تم حل مشكلة الاتصالات الهاتفية التي كانت موجودة للزوار في السنوات السابقة هذا العام.
المعابر العراقية جاهزة لاستقبال الزوار الإيرانيين
مع مشاركة مئات الآلاف من الزوار الإيرانيين في زيارة الأربعين كل عام، اتخذ العراقيون المزيد من الإجراءات لتحسين حركة الزوار على المعابر الحدودية مع إيران.
قال إبراهيم شرحان فرج، مدير منطقة الشلامجة الحدودية العراقية، إنه تم التخطيط للإجراءات والتدابير اللازمة لتسهيل دخول الزوار الإيرانيين من منفذ الشلامجة.
وأكد هذا المسؤول العراقي: "لقد تم اتخاذ إجراءات جيدة فيما يتعلق بالنقل إلى العتبات المقدسة والبصرة، حيث يمكن نقل الزوار من الشلامجة في أقصر وقت ممكن نظراً لحرارة الجو، مع توفير كامل الخدمات من الحمامات وأماكن الجلوس والغذاء للزوار.
لكن إضافة إلى المناطق العربية، يستعد إقليم كردستان العراق أيضًا لاستقبال نحو نصف مليون زائر إيراني سيدخلون العراق من معبر الحاج عمران (تمرجين) الحدودي للمشاركة في أربعين الإمام الحسين (ع).
وحسب تقرير قناة العراق، فإن زوار الأربعين الذين يدخلون الأراضي العراقية عبر المعبر المذكور سينقلون إلى أربيل ومن ثم يذهبون إلى بغداد بالحافلة.
ويقول مسؤولو معبر الحاج عمران، إنهم قاموا بزيادة أجهزة الكمبيوتر وأماكن الإقامة والمقاعد الخاصة بهذا المعبر وإنشاء مرآب كبير لإيقاف الحافلات واستكمال جميع الاستعدادات لاستقبال الزوار، وتوقعت السلطات الإقليمية دخول نحو نصف مليون زائر من محافظات أذربيجان الغربية وأذربيجان الشرقية وأردبيل وزنجان إلى العراق عبر ممر الحاج عمران.
"تمرجين" أو "الحاج عمران" هو المعبر الحدودي في أقصى الشمال بين إيران وإقليم كردستان العراق، ويقع بالقرب من مدينة بيرانشهر في محافظة أذربيجان الغربية.
ناقش وزير الداخلية أحمد وحيدي في 9 آب / أغسطس، في لقاء مع وزير الداخلية العراقي عند حدود خسروي، مسألة سهولة تنقل الزوار الإيرانيين وضمان أمنهم.
الحشد الشعبي هو المسؤول عن الأمن
نظرا لحقيقة أن الملايين من محبي أبو عبد الله الحسين (ع) يسافرون إلى كربلاء، فإن مسألة توفير الأمن لهؤلاء الأشخاص كانت دائما من شواغل سلطات بغداد، ولهذا الغرض، فإن الإجراءات الأمنية المشددة كانت وكالعادة تحت مسؤولية قوات الحشد الشعبي.
وأعلن تنظيم الحشد الشعبي أن هذه القوات بدأت بتنظيف المناطق المحيطة بنهر ديالى بهدف تهيئة هذه المنطقة لاستقبال زوار الأربعين.
تتم العملية المذكورة بحضور قوات الهندسة العسكرية ووحدات الكشف عن القنابل وتحييدها، وأعلنت منظمة الحشد الشعبي أن هذه العملية تهدف إلى ضمان سلامة زوار الأربعين وتطهير طريقهم من أي خطر.
وأكد علي الحمداني قائد عمليات الفرات الأوسط للحشد الشعبي، على وصف العمليات الأمنية لهذه القوات بالناجحة، في ضمان أمن مراسم عزاء استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، وقال إن مراسم (ركضة طويريج) جرت دون وقوع حوادث".
هذا وأعلنت قوات الحشد الشعبي في الأيام الماضية عن ضبط 200 صاروخ عائد لتنظيم "داعش" الإرهابي في محافظة الأنبار.
كما أعلنت القوات الأمنية التابعة للحكومة العراقية عن زيادة عدد بوابات الدخول إلى كربلاء، حيث يفترض وضع الأجهزة عند مدخل مدينة كربلاء لضمان أمن الزوار.
كما يتجه مسؤولو مرقدَي الإمام الحسين وأخيه العباس (عليه السلام) إلى إقامة مواكب مع قوات الحشد الشعبي كمسيرة أمنية على الطرق المؤدية إلى كربلاء ابتداءً من 10 أيام قبل يوم الأربعين الحسيني، وإضافة إلى انطلاق مواكب لاستقبال الزوار. تولت نحو 20 ألف من قوات الحشد الشعبي العام الماضي مسؤولية أمن زوار الأربعين وسيزداد هذا العدد هذا العام.
وقال فاهم كريم الكريطي مدير الوحدة الإعلامية في مقر عمليات كربلاء إن هذا المقر نفذ عملية استباقية لتأمين الحدود الإدارية في محافظة كربلاء في إطار العملية الحالية لضمان أمن منطقة زوار الأربعين للإمام الحسين (ع).
كما تم البدء في تفتيش المناطق وانتشار القوات وفحص الصحراء الغربية لمحافظة كربلاء وتوفير الحماية اللازمة لأبراج الكهرباء.
وأوضح الكريطي أن لجان المحافظة والعتبات المقدسة وقيادة مقر عمليات كربلاء تأخذ تعهدًا كتابيًا من المواكب العراقية والمواكب الأجنبية التابعة لدول مثل السعودية وإيران والكويت والبحرين. وأشار الكريطي إلى أن جميع الوزارات والمحافظات ساهمت في هذه الخطة، وأن الوحدات الطبية ومكافحة المتفجرات من وزارة الداخلية والدفاع وقوات الإسناد ستساعد في هذه الخطة لتعزيز الوضع الأمني.
زيارة الأربعين الحسينية مشياً على الأقدام، التي بدأت منذ عقود، أصبحت تُقام بشكل أكثر روعة في السنوات الأخيرة، ويزداد عدد الزوار الذين يشاركون في هذا الحفل كل عام، هذا بينما تحاول الولايات المتحدة ووكلاؤها تهميش هذا الحدث، الذي يطلق عليه "أكبر تجمع عالمي"، من خلال إثارة أعمال الشغب وانعدام الأمن في العراق، لكن كلما ازدادت هذه الأعمال، زاد عزم شيعة العالم على الذهاب إلى كربلاء، وحتى الآن لم يسمحوا لخطط واشنطن أن تؤتي ثمارها.