الوقت- مؤخرًا، شكرت حركة فتح، في بيان لها، قيادة وأعضاء حزب الله على ما يقومون به من أعمال في حفظ أمن واستقرار المخيمات الفلسطينية في لبنان، فقد أصدرت حركة فتح في لبنان بيانا تقدر فيه إجراءات حزب الله لحماية أمن واستقرار المخيمات الفلسطينية، وجاء في بيان حركة فتح: "نشكر إخواننا في حزب الله من قيادة هذا الحزب إلى مسؤوليه وأعضائه بمن فيهم السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، على مواقفهم الثابتة الداعمة للقضية الفلسطينية، والموقف الذي تبناه في الأحداث الأخيرة في مخيم عين الحلوة نشكره ونقدره"، ويعود تعاون حزب الله مع حركة فتح والمخيمات الفلسطينية في لبنان لفترة طويلة، وقد قام الحزب منذ مدة طويل بتقديم الدعم والمساعدة للمخيمات في مجالات عدة، كما قدم حزب الله الدعم العسكري لفتح في مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها المخيمات، وقد شارك أعضاء من حزب الله في الدفاع عن المخيمات في حالات تصاعد العنف أو التهديدات الخارجية.
عبرت فتح عن فخرها التام بالتعاون مع حزب الله بقولها: "إن مشاركة إخواننا في حزب الله في اللقاءات الجارية في منطقة صيدا مع إخواننا في حركة أمل وأيضًا علماء لبنان وشخصياته الوطنية يظهر التزامهم الدائم باستقرار وأمن المخيمات الفلسطينية في لبنان، وإن بعض البيانات الصادرة عن جهات غير مرتبطة لن تزعزع بأي شكل من الأشكال هذه العلاقة الأخوية التي تعززت بدماء الشهداء"، وفي 4 آب، عقد اجتماع بين حزب الله وحركة فتح في السفارة الفلسطينية، أكد خلاله الطرفان على تنفيذ كل الأمور المتفق عليها في اجتماع لجنة العمل المشتركة بمقر حركة أمل في صيدا.
ويعتبر حزب الله أيضًا شريكًا في العمل السياسي والاجتماعي داخل المخيمات، حيث يقدم الحزب الدعم المالي واللوجستي والإنساني للمخيمات، ويسعى لتحسين ظروف الحياة فيها من خلال توفير الخدمات الأساسية والتعليم والرعاية الصحية، وفي ظل الأوضاع المتوترة حاليا بعث رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية، قبل أيام، برسالة إلى السيد حسن نصر الله شرح فيها أوضاع المخيم الفلسطيني في عين الحلوة بلبنان، وحسب هذه الرسالة، فإن الأحداث المؤسفة التي تجري حاليا في مخيم عين الحلوة أسفرت عن استشهاد عدد من الأطفال الفلسطينيين وجرح العشرات منهم، واضطرت بعض العائلات لمغادرة المخيم، وقد طلب إسماعيل هنية من نصر الله المساعدة في تهدئة الأوضاع في المخيم الفلسطيني.
وجاء في الرسالة: "أطلب منكم وقف الخلافات الدائرة في مخيم عين الحلوة وإعادة الوضع إلى حالته السابقة، أنا واثق وأؤكد أن حركة حماس تهتم أيضًا بالأمن والاستقرار في هذا المخيم، وسيظل هذا المعسكر مسرحًا للعودة إلى فلسطين، ولن يتم استخدام السلاح الفلسطيني إلا ضد العدو الصهيوني"، وذلك بعد أن أعلنت مصادر لبنانية، عن آخر الأوضاع في مخيم "عين الحلوة" بجنوب البلاد، أنه بعد اشتباكات عنيفة بين عناصر حركة فتح وجماعات متطرفة، لليوم الثالث على التوالي، يسود السلام في المخيم، حيث شهد مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين الواقع في منطقة صيدا جنوبي لبنان، منذ مطلع الأسبوع الماضي وحتى الخميس ، مواجهات دامية ومسلحة بين مجموعات متطرفة وأعضاء في حركة فتح، ما خلف عدداً من القتلى والجرحى، بعد اغتيال أبو أشرف العروشي القيادي البارز في حركة فتح، ومنذ ذلك الحين تصاعد التوتر في مخيم عين الحلوة الذي يضم أكثر من 63 ألف لاجئ فلسطيني حسب آخر الإحصاءات، وقد بات في الفترة الأخيرة بيئة مناسبة لتأسيس وتجمع العناصر والجماعات المتشددة نظرًا لحجمه السكاني الكبير ووجود أنفاق تحت الأرض شديدة التعقيد وغير منتظمة بطريقة تخرج عن سيطرة الجيش اللبناني.
تعاون كبير ومستمر
حزب الله هو حزب لبناني تأسس في عام 1982 خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان، وهو يعتبر منظمة سياسية وعسكرية وله تأثير كبير في لبنان والمنطقة بشكل عام، ويتمتع حزب الله بتأييد كبير من قبل الكثير من الشرائح السكانية في لبنان، وخاصةً في المناطق الجنوبية والبقاعية، فيما تُعتبر حركة فتح، التي تأسست عام 1959، واحدة من أكبر وأقدم الفصائل الفلسطينية، وتأسست الحركة برئاسة ياسر عرفات وتهدف إلى تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتعد حركة فتح جزءًا من منظمة التحرير الفلسطينية، فيما يعود تعاون حزب الله مع فتح لفترة طويلة ويشمل عدة جوانب، ويقدم حزب الله الدعم العسكري والتدريب لعناصر فتح في لبنان، وقد شارك أعضاء من حزب الله في القتال إلى جانب فتح في صفوف المقاومة الفلسطينية ضد كيان الاحتلال الإسرائيليّ.
وإضافة إلى الأمن والعسكرية، يلعب حزب الله دورًا في توفير الدعم الاجتماعي والإنساني للمخيمات الفلسطينية في لبنان، ويعمل الحزب على تحسين الظروف المعيشية في المخيمات من خلال توفير المساعدات المالية والإغاثة الإنسانية والرعاية الطبية، ويعزز أيضًا العلاقات الثقافية والتعاون الاجتماعي بين أعضاء حزب الله والفصائل الفلسطينية، مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن حزب الله يتعامل مع المخيمات الفلسطينية في إطار الديناميكيات السياسية والأمنية الأوسع في لبنان، وتتأثر هذه العلاقة بالتطورات الإقليمية والمحلية والعوامل السياسية المختلفة، وقد يكون للعلاقة بين حزب الله وفتح وتأثيرها على الأمن والاستقرار في المخيمات نتائج إيجابية وتحديات في الوقت نفسه.
وهناك عدة عوامل تؤثر على العلاقة بين حزب الله وحركة فتح في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ومن بين هذه العوامل:
الأبعاد السياسية: تتأثر العلاقة بين حزب الله وفتح بالتوترات والتحالفات السياسية في المنطقة، وقد تنشأ توترات نتيجة لاختلاف المصالح السياسية أو الانتماءات الإقليمية لكل جانب، ومن الممكن أيضًا أن يؤثر الوضع الداخلي في لبنان، بما في ذلك الصراعات السياسية والأمنية، على العلاقة بين الطرفين.
الأمن والدفاع: يشترك حزب الله وحركة فتح في القلق من التهديدات الأمنية الخارجية، بما في ذلك التهديدات الإسرائيلية، وقد يؤدي الاهتمام المشترك بالدفاع عن المخيمات الفلسطينية وتعزيز الأمن إلى تعزيز العلاقة بين الجانبين.
الأبعاد الاجتماعية والثقافية: يتشارك حزب الله وفتح في قضية فلسطين، ويعتبرون شركاء في الصراع ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتتمثل الروابط الاجتماعية والثقافية بين الأعضاء والمؤيدين في تعزيز العلاقة بين الجانبين.
المصالح الاستراتيجية: قد تؤدي المصالح الاستراتيجية المشتركة، مثل محاولة تعزيز النفوذ في المنطقة أو السعي لتحقيق الاستقلال والتحرير، إلى تعزيز التعاون بين حزب الله وفتح.
التطورات الإقليمية: قد تؤثر التطورات الإقليمية، مثل الصراعات الإقليمية وتغيرات القوى، على العلاقة بين الجانبين، وقد يؤدي تحالف حزب الله مع جهات أخرى في المنطقة إلى تأثير على العلاقة بينه وبين فتح.
الخلاصة، ما من شيء أهم من الوحدة الفلسطينية بداية ومن الوحدة بين كل أطراف محور المقاومة وبالأخص مع حزب الله في الحرب ضد كيان الاحتلال الإسرائيليّ، وإن الوحدة بين محور المقاومة والفصائل الفلسطينية تعتبر أمرًا مهمًا للتخلص من الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق أهداف فلسطين المشروعة، حيث يتيح التعاون والتنسيق بين محور المقاومة والفصائل الفلسطينية تعزيز التضامن والتأييد المتبادل، ويمكن للقوى المقاومة أن تقدم الدعم العسكري والمالي والسياسي للفصائل الفلسطينية، في حين يمكن للفصائل الفلسطينية أن توفر الدعم الشعبي والقدرة العسكرية المحلية، ومن خلال الوحدة، يمكن توحيد الجهود والاستراتيجيات في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ويكون لديهم رؤية مشتركة لتحقيق الاستقلال وإنهاء الاحتلال، ويمكنهم تطوير استراتيجيات مشتركة لمواجهة التحديات المشتركة، فيما يمكن تعزيز القدرة العسكرية لمواجهة القوات الإسرائيلية، وبالتالي يكون للفصائل الفلسطينية ومحور المقاومة قوة أكبر في الساحة الدبلوماسية والبحث عن الدعم الدولي، وتعزز الروح المعنوية والدافعية للشعب الفلسطيني.