الوقت - قال برلمانيان جزائريان، إن إعادة العلاقات مع المغرب مستبعدة، وإنها تمرّ بمرحلة توتر شديدة.
وفق حديثهما فإن التوترات الحالية غير مسبوقة في العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، وهي على عكس رسالة الطمأنة التي وجهها الملك محمد السادس في خطاب عيد العرش الأخير.
وفي وقت سابق دعا ملك المغرب محمد السادس، الجزائر إلى فتح الحدود بين البلدين والشعبين الجارين الشقيقين.
وقال ملك المغرب إن "عملنا على خدمة شعبنا، لا يقتصر فقط على القضايا الداخلية، وإنما نحرص أيضا على إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة دول الجوار.
وأضاف "خلال الأشهر الأخيرة، يتساءل العديد من الناس عن العلاقات بين المغرب والجزائر، وهي علاقات مستقرة، نتطلع لأن تكون أفضل".
واعتبر ملك المغرب، محمد السادس، أن العلاقات المغربية الجزائرية "مستقرة"، وأعرب عن أمله في "عودة الأمور إلى طبيعتها" بين البلدين، وأن يتم فتح الحدود بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وشدد محمد السادس، على حرصه على "إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة دول الجوار" .
وأضاف في خطابه المُتلفز: إن المغرب لن يكون أبداً مصدراً لأي شر أو سوء للجزائر، وفق ما قال.
كما بين أن بلاده تولي أهمية بالغة، "لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين الشعبين المغربي والجزائري".
تعليقا على ما جاء في خطاب الملك محمد السادس بشأن الجزائر، يقول البرلماني الجزائري، موسى خرفي إن إعادة العلاقات مع المغرب في الوقت الراهن غير ممكن.
وأوضح خرفي أن الأمر يرتبط بشكل أساسي بالعلاقات بين المغرب و"إسرائيل"، وكذلك بشأن قضية الصحراء، مشيرا إلى أن عدم تسوية قضية الصحراء تستبعد معه إعادة العلاقات.
في الإطار يقول البرلماني الجزائري، رزقاني سليمان: إن العلاقات بين البلدين هي حاليا أبعد من أي وقت مضى عن طاولة الحوار، مضيفا: "تصريحات الملك محمد السادس تتناقض مع واقع العلاقات بين البلدين، إذ يسود التوتر العلاقات، التي وصفها الرئيس الجزائري قبل أربعة أشهر بأنها وصلت نقطة اللاعودة".
وتابع: إن التوتر السائد في العلاقات يأتي على خلفية ما يصفه
بـ "الاستفزازات بشأن قضية الصحراء، وكذلك فيما يتعلق بالتطبيع مع "إسرائيل".
ويرى أن مشاركة "إسرائيل" في مناورة الأسد الأفريقي بقيادة الولايات المتحدة، جاءت في إطار الاستفزازات من جانب المغرب.
واستطرد بقوله: "الجزائر قطعت علاقاتها مع المغرب منذ سنتين ومنعت الطيران المغربي من المرور على الأجواء الجزائرية كردة فعل على حجم ما وصلها من المغرب من شر".
واستطرد، "بالتأكيد لا أحد يستفيد من الوضع، وجميعا نتمنى واقعا أفضل للعلاقات، وخاصة لما يجمع الشعبين من قواسم مشتركة".
وفي وقت سابق قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن قطع العلاقات مع المغرب، جاء بديلا عن الحرب.
وأثارت تصريحات ملك المغرب، محمد السادس، الأخيرة بشأن علاقات بلاده المقطوعة مع الجزائر والحدود المغلقة بين البلدين، تفاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي.
الكاتب التونسي، مختار غُمّيض، عبر عن أمله على موقع "إكس" في أن تستجيب الجزائر لدعوة ملك المغرب استئناف العلاقات وفتح الحدود بين البلدين.
في المقابل قال زيان على الموقع نفسه، إن دعوة الملك محمد السادس مرفوضة كما حدث العام الماضي.
وتصدّر وسم "طلبك مرفوض" مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر على مدار اليومين الماضيين، ردا على طلب ملك المغرب فتح الحدود.
مبادرة العاهل المغربي، التي وُصفت بأنّها رسالة ملكية جديدة مُثقلة على غرار سابقاتها بحمولة السلام والتآزر بين البلدين، تأكيداً لرغبة المملكة في تجاوز عقود من التوتر والخلافات المزمنة وتصحيح علاقات أصبحت على "حدّ السكين" مع الجزائر، ووصلت حدّ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، اعتبرها مراقبون "طبيعية".
وسبق للملك محمد السادس أن دعا في الخطاب الملكي لمناسبة المسيرة الخضراء، الموافق في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018، إلى إنشاء آلية سياسية للحوار والتشاور بين المملكة المغربية وجارتها الجزائر، وكان الغرض من الآلية المقترحة، وفقاً لرؤية الملك، تحقيق ثلاثة أهداف هي: طرح القضايا الثنائية العالقة على الطاولة بشفافية ومسؤولية، التعاون الثنائي بين البلدين في المشاريع الممكنة، إضافة إلى كيفية التنسيق بشأن بعض القضايا الكبرى المطروحة كمشاكل الإرهاب والهجرة.
كما سبق للعاهل المغربي أن خصّص جزءاً مهمّاً من خطابه لمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لتولّيه مقاليد الحكم في البلاد، في 2021، للعلاقات المغربية - الجزائرية، مؤكّداً أنّ البلدين أكثر من بلدين جارين، بل "إنّهما توءمان متكاملان"، ومن هذا المنطلق، جدّد وقتها دعوته لقادة الجزائر للعمل معاً، من دون شروط مسبقة، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار. لكن لم تتأخّر الجزائر كثيراً في الردّ، بشكل غير متوقّع، معلنةً في شهر آب (أغسطس) من تلك السنة، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، ومتّهمة المملكة بارتكاب "أعمال عدائية" ضدّها، فيما اكتفت الرباط بالردّ ببلاغ أعربت فيه عن أسفها لهذا القرار ورفضها "مبرّراته الزائفة".
وفي أغسطس/ آب عام 2021، قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، واتهمت الرباط بالقيام بـ"أعمال عدائية".
وأوقفت تدفق خط أنابيب الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب، ومنعت في وقت لاحق جميع الطائرات المغربية من عبور مجالها الجوي.
وكان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قد أعلن في مارس/آذار الماضي أن العلاقة بين الجزائر والمغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة.
وتشهد العلاقات الجزائرية المغربية توتراً منذ عقود، على خلفية قضية الصحراء الغربية، وتُعتبر الحدود بين الجارتين مغلقة منذ عام 1994.
وتمتد الصحراء الغربية على مساحة 252 ألف كيلومتر على الساحل الشمالي الغربي للقارة الأفريقية، وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة إذ يبلغ تعداد سكانها 567 ألف نسمة وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة والبنك الدولي.
ويزعم المغرب الذي يسيطر على 80% من أراضي الإقليم، أن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من أراضيه، ولكنه لا يمانع في حصول الإقليم على حكم ذاتي على أن يظل تحت السيادة المغربية، فيما تصر جبهة البوليساريو بمساندة جزائرية على استفتاء لتقرير المصير، كما ينص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991.