الوقت- بغض النظر عن جرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي الأخرى، تتعرض حياة 9 آلاف مريض بالسرطان في قطاع غزة للخطر، مع تهديد نقص أدوية السرطان نتيجة القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن نقص أدوية السرطان يأتي نتيجة القيود التي فرضتها تل أبيب، أكد صبحي سكيك مدير عام مستشفى الصداقة ومركز سرطان غزة في مؤتمر صحفي، وجود معاناة كبيرة لدى مرضى السرطان في غزة وخاصة من ناحية النقص في مرافق التشخيص والعلاج، وطالب شعوب العالم الحرة والمؤسسات ذات الصلة التحرك بأسرع ما يمكن لإنقاذ حياة مرضى السرطان في قطاع غزة، الذي يعاني من الحصار المستمر منذ عقود، إضافة إلى التحديات الصعبة في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، وخاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والنقص الحاد في الموارد الصحية، ومن بين الأمراض التي تشكل تحديًا كبيرًا للمجتمع الفلسطيني في غزة هي مرض السرطان.
خطر صحيّ كبير
تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن 50٪ من مرضى السرطان في غزة لا يتلقون العلاج اللازم، وهذا يرجع إلى عدة عوامل، منها نقص الموارد الصحية والأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاج المرضى، وارتفاع تكاليف العلاج، وعدم قدرة العديد من المرضى على الوصول إلى المرافق الصحية المتخصصة، إضافة إلى ذلك، يعاني القطاع من نقص في الكوادر الطبية والتقنية الطبية المدربة والمؤهلة لتقديم الرعاية الصحية المتخصصة لمرضى السرطان.
وفي هذا الشأن، أكد أشرف أبو مهادي، مدير عام الأدوية في وزارة الصحة الفلسطينية، في مؤتمر صحفي، على نقص 45٪ من الأدوية اللازمة لعلاج السرطان في قطاع غزة لمدة 6 أشهر، وأضاف: "هذا الحادث تسبب في عدم تمكن المرضى من الخضوع لعملية العلاج اللازمة"، ومن جهة أخرى، أفاد أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، بأن كيان الاحتلال الإسرائيلي يمنع أكثر من 40٪ من الأدوية المرسلة لعلاج مرضى السرطان من الوصول إليهم، ما يؤدي إلى زيادة آلام ومعاناة هؤلاء المرضى ووفاة بعضهم، وفي إشارة إلى حصار تل أبيب لقطاع غزة منذ 17 عامًا، إن حصار الكيان يهدف إلى تقليص قدرة الخدمات الطبية والإجراءات الإنسانية في قطاع غزة وأسفر عن استشهاد مرضى فلسطينيين.
وتزيد الصعوبات على المرضى في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، حيث تتعرض المرافق الصحية للتدمير والضرر خلال الحروب والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة، ما يجعل من الصعب على المرضى الوصول إلى العلاج اللازم ويؤثر على جودة الرعاية الصحية التي يتلقونها، وتعمل العديد من المنظمات الدولية والمحلية على تقديم الدعم والمساعدة لمرضى السرطان في غزة، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة للعلاج، إلا أن الحصار والظروف الصعبة التي يعيشها السكان في القطاع تجعل من الصعب توفير الرعاية الصحية اللازمة لجميع المرضى.
ومن أجل تحسين الأوضاع الصحية في قطاع غزة، ينبغي أن يتحرك المجتمع الدولي والحكومات المعنية لتوفير الدعم والمساعدة اللازمة للمرضى والمؤسسات الصحية في القطاع، وتعزيز الجهود الرامية إلى تحسين جودة الرعاية الصحية في المنطقة، كما ينبغي الضغط على حكومة الاحتلال العسكري لرفع الحصار عن القطاع والسماح بحرية الحركة للمرضى والأطباء والموارد الصحية اللازمة لتقديم الرعاية الصحية اللازمة للمرضى في غزة، ويجب أن يتم تعزيز التعاون بين المنظمات المحلية والدولية والحكومات المعنية لتوفير الدعم المستدام للمرضى والمؤسسات الصحية في القطاع.
صعوبات مرضى السرطان في غزة
يتعرض مرضى السرطان في غزة لصعوبات كبيرة جراء حصار الاحتلال الإسرائيلي، ويعتبرون أحد أكثر الفئات الضعيفة والمعرضة للخطر في المنطقة، من بين الصعوبات التي يواجهها مرضى السرطان في غزة، نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، حيث يتعرض مرضى السرطان في غزة لنقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاجهم، وذلك بسبب الحصار الذي يمنع دخول الكثير من المواد الطبية إلى المنطقةـ إضافة إلى نقص الكوادر الطبية والتدريب، وينتج عن حصار غزة نقص في الكوادر الطبية المتخصصة في علاج السرطان، إضافة إلى نقص في التدريب والتحديث التقني للكوادر الطبية المتوافرة.
كذلك، صعوبة الوصول إلى المراكز الطبية، حيث يعاني مرضى السرطان في غزة من صعوبة الوصول إلى المراكز الطبية، وخاصة في حالات العلاج طويلة الأمد التي تحتاج إلى زيارات متكررة لمراكز العلاج، إضافة إلى معاناة مرضى السرطان في غزة من الضغط النفسي والاجتماعي الكبير، وذلك بسبب الظروف الصعبة التي يعيشونها وصعوبة الحصول على الرعاية الكافية، وتتطلب حالة مرضى السرطان العلاج السريع والكامل، ولكن حصار الاحتلال الإسرائيلي العسكري يعيق هذا العلاج ويزيد من معاناة مرضى السرطان في غزة، ويتطلب الأمر تضافر جهود المجتمع الدولي لتوفير الدعم اللازم لمرضى السرطان في غزة وتحسين جودة الرعاية الصحية في المنطقة.
حصار إسرائيليّ خانق
يعد حصار الاحتلال الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة واحد من أكثر الأزمات الإنسانية المستمرة في العالم، ويتأثر السكان في غزة بشكل كبير بسبب هذا الحصار الذي يمتد لأكثر من 15 عامًا، ويشمل العديد من القيود والإجراءات القاسية التي تؤثر على جميع جوانب الحياة اليومية، ومن بين الآثار الرئيسية لحصار غزة على السكان هي القيود الصارمة على حرية التنقل والوصول إلى الموارد الأساسية مثل الطعام والماء النظيف والدواء والوقود، وهذا يتسبب في نقص حاد في المواد الأساسية اللازمة للحياة اليومية، ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار وقلة العرض، ما يزيد من حدة الفقر والعوز في القطاع.
من ناحية ثانية، يتأثر السكان في غزة بسبب القيود الصارمة على الحرية الاقتصادية والمجال الاقتصادي الذي يمكنهم العمل فيه، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر في المنطقة، ويشكل هذا التأثير عائقًا كبيرًا أمام تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القطاع، ويؤثر على الاستقرار الاجتماعي والسياسي في المنطقة، كما يتأثر السكان في غزة بسبب القيود الصارمة على الحرية الأكاديمية والتعليمية، ويعانون من نقص حاد في الموارد اللازمة لتقديم التعليم الجيد والنوعي. وتتعرض المدارس والجامعات في القطاع للتدمير والضرر جراء الهجمات الإسرائيلية، ما يؤدي إلى تأثير سلبي على جودة التعليم ومستوى التعليم في المنطقة، وبشكل عام، يتأثر السكان في غزة بشكل كبير جراء حصار الاحتلال الإسرائيلي، وهو يزيد من معاناتهم ويعرقل جميع جوانب الحياة اليومية، ويتطلب الأمر تحركًا عاجلاً من المجتمع الدولي للعمل على رفع الحصار وتوفير الدعم اللازم للسكان في غزة، وضمان حقوقهم الإنسانية الأساسية وتحسين جودة الحياة في المنطقة.
لما لا تتم ملاحقة الكيان قانونيّاً؟
الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة يعد أمراً يثير الكثير من الجدل القانوني، وبلا شك يتعارض مع القانون الدولي وحقوق الإنسان الدولية، ولذلك، يمكن للأطراف المعنية في غزة وغيرها من المنظمات الدولية والمحامين الدوليين السعي لمقاضاة الاحتلال الإسرائيلي لحصار غزة أمام المحاكم الدولية، ويتعين على المدعين في هذه الحالة تقديم الأدلة اللازمة –وهي كثيرة- التي تثبت أن الحصار يشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان الدولية والقانون الدولي، ويمكن للمحكمة الدولية الجنائية أن تفتح تحقيقًا في هذا الصدد، وتحيل القضية للمحاكمة إذا تبين أن هناك أدلة كافية لإثبات ارتكاب جرائم حرب، ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن الإجراءات القانونية المتعلقة بمقاضاة الاحتلال الإسرائيلي لحصار غزة قد تواجه بعض العقبات السياسية والقانونية وبالأخص تعاون السلطة الفلسطينية مع الاحتلال، وقد لا تكون سهلة أو سريعة نتيجة لذلك، ولكن، يمكن أن تساعد المحاكمة الدولية على الأقل في رفع الوعي الشعبي الدولي حول القضية ودفع المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لإنهاء الحصار وحماية حقوق الإنسان في غزة.
الخلاصة، إن تحديات الرعاية الصحية في غزة، وخاصة فيما يتعلق بمرضى السرطان، تشكل تحديًا كبيرًا للمجتمع الدولي والمنظمات الصحية، وتتطلب التعاون والتنسيق الدولي لكسر شوكة الاحتلال وتحقيق تحسين جودة الرعاية الصحية هناك، وضمان حق السكان في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة والكفيلة بمواجهة التحديات الصحية الحالية والمستقبلية التي تصنعها تل أبيب في طريق وجودهم.