الوقت- في الأيام الأخيرة، انتشرت أنباء عن اكتشاف تخريب الكاميرات الإلكترونية على حدود لبنان من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي بعد 5 ساعات فقط من وضعها، وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، العبرية مؤخراً، أن قوات الاحتلال لم تعرف ما يجري على الحدود الفلسطينية اللبنانية المحتلة خلال تدمير كاميرات المراقبة الإسرائيلية على يد قوات حزب الله (المقاومة اللبنانية)، مشيرة إلى أن ناشطين حزبيين حطموا كاميرات مراقبة نصبتها قوات الاحتلال بالقرب من" بوابة فاطمة" بالقرب من مستوطنة "مطرا" على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
فشل إسرائيليّ جديد
بكل وضوح، يعكس هذا الحدث قوة المقاومة اللبنانية وتطور قدراتها في مواجهة الكيان الإسرائيلي، في فشل جديد، حيث اكتشف جنود الاحتلال تدمير كاميرات على الحدود اللبنانية بعد ما يزيد على 5 ساعات، وحسب الإعلام العبريّ، وصلت تقارير عن تدمير الكاميرا إلى قوات الاحتلال بعد ساعات طويلة من التشغيل، على الرغم من أن الجدران التي بناها في المنطقة تحوي بعض الأدوات الأمنية.
وتشير المعلومات المنتشرة إلى أن قوات الاحتلال أغلقت منطقة كبيرة بعد اكتشافها وخشيت من أن بعض نشطاء حزب الله قد اجتاحوا المنطقة المحتلة، في ظل حديث وسائل إعلام كيان الاحتلال الإسرائيلي أن رئيس مستوطنة قرب الحدود مع لبنان عبر عن غضبه بعد العملية واتهم قوات الاحتلال بعدم مراقبة وصول نشطاء حزب الله إلى الجدار الحدودي الجديد، والتقى رئيس المستوطنة بقائد اللواء الشمالي لقوات الاحتلال بعد تدمير الكاميرات، طالبا توضيحا للتصعيد على الحدود خلال الأيام القليلة الماضية، وقال إن هذه الأحداث " تؤكد رغبة حزب الله في الحرب مع إسرائيل"، فيما بيّن قائد اللواء الشمالي لقوات الاحتلال خلال الاجتماع أن "قواته لم تستطع مراقبة تعطيل نشطاء حزب الله لكاميرات المراقبة الحدودية "وقال إن" اكتشاف التخريب بعد عدة ساعات يعتبر خللا وظيفيا "وفتح تحقيقاً في العملية التي وصفها بأنها "خطيرة".
وكل هذا يعني بما لا شك فيه أن المقاومة اللبنانية قد تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، واستطاعت تحقيق انتصارات مهمة ضد الاحتلال الإسرائيلي، منذ إفشال عملية "الأسد المخمور" في عام 2015 وتدمير طائرة "إسرائيلية" مسيرة في عام 2018، كما أن "حزب الله" يمتلك الآن قدرات عسكرية متطورة، بما في ذلك الصواريخ الدقيقة والأسلحة الإلكترونية، ومن الواضح أن الكيان الإسرائيلي قد فشل في اختراق الشبكة الإلكترونية التي أنشأتها المقاومة اللبنانية على حدود لبنان، وهو ما يعد فشلا جديدا لتل أبيب، ويوضح هذا الفشل أن الكيان الإسرائيلي لم يعد بمقدوره التعامل مع المقاومة اللبنانية بالطريقة التي كان يفعلها في الماضي، وأنه يجب الآن أن يحترم قوتها وتطور قدراتها مرغما.
حزب الله وصناعة الانتصارات
باتت المقاومة اللبنانية تملك القدرة الهائلة اليوم على تحقيق المزيد من الانتصارات في المستقبل، فهي تمتلك خبرة وقدرات عسكرية متطورة، إضافة إلى دعم شعبي قوي واسع النطاق في لبنان والمنطقة، وتحظى المقاومة اللبنانية بدعم من دول مثل إيران وسوريا، وهذا يساعدها على تعزيز قدراتها والاستمرار في مواجهة الكيان الإسرائيلي، ومن المهم الإشارة إلى أن المقاومة اللبنانية لم تقتصر فقط على المواجهات العسكرية مع الكيان الإسرائيلي، بل قامت أيضًا بتقديم دعم للمناطق المحتاجة في لبنان، بما في ذلك توزيع المساعدات الإنسانية وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية، وهذا يعكس التزام المقاومة اللبنانية بالعمل على تحسين حياة الناس في لبنان والدفاع عن حقوقهم.
ومع ذلك، تتم نشاطات حزب الله العسكرية بواسطة رجال المقاومة اللبنانية، وفي سياق القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، وتعمل على تحقيق الأهداف المرجوة بشكل سلمي مبهر ودون أي ضرر للمدنيين، لكن يوصل رسائل مفزعة للعدو اختصارها بأن "حزب الله حاضر أينما كنتم" و "نحن جاهزون لأي معركة وشيكة ستكون نتائجها بعكس ما تشتهون".
سياسة الكيان الإسرائيلي تجاه لبنان
من المحتمل أن يؤثر هذا الفشل على سياسة الكيان الإسرائيلي تجاه لبنان، حيث من الممكن أن يتسبب في تغيير استراتيجية الكيان الإسرائيلي في التعامل مع المقاومة اللبنانية بشكل تام، ومع ذلك، يجب أن نعترف بأن العلاقات بين الكيان الإسرائيلي ولبنان تعتمد بشكل كبير على العوامل السياسية والاقتصادية والأمنية، ولذلك فإن تخريب الكاميرات الإلكترونية على حدود لبنان لن يؤثر بشكل كبير على هذه العلاقات.
ومع ذلك، لم يعد الكيان الإسرائيلي كما في السابق، ولم يعد قادرا أبداً على اتخاذ أي إجراءات جديدة للتعامل مع المقاومة اللبنانية، ومن الواضح أنه كلما رغب في ردم الفشل زاد غوصا فيه وخاصة بعد تطوير تكنولوجيا جديدة لدى حزب الله للكشف عن الأجهزة الإلكترونية، وزيادة الاستخبارات والتجسس على الإسرائيليين، وتبني استراتيجية جديدة للتعامل مع تل أبيب، ولا يعتمد الحزب كما يبدو على التطور التكنولوجي السريع فقط ، إلا أنه يقوم بتوفير حلول عسكرية واستراتيجية متنوعة ومتطورة للتعامل مع المواجهات المحتملة، ما يجعل من الصعب على "إسرائيل" مواجهته بسهولة.
تطور القدرات العسكرية والأمنية لحزب الله
يعد حزب الله اللبناني من أكثر الجماعات المقاومة في المنطقة تأثيراً وتواجداً، حيث يتمتع بتأييد شعبي واسع في لبنان والمنطقة ويتمتع بقدرات عسكرية وأمنية متطورة تجعله يملك مفاوضات قوية مع أي طرف يتعامل معه، ويعتبر حزب الله أساساً قوة مقاومة ضد الكيان الإسرائيلي، ويمتلك قدرة عسكرية قوية ومتنوعة تشمل الصواريخ والأسلحة الخفيفة والثقيلة والأسلحة الإلكترونية وغيرها. وقد أثبت حزب الله قدرته على الدفاع عن لبنان ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وحقق العديد من الانتصارات العسكرية المهمة، بما في ذلك في حرب 2006 ضد الكيان الإسرائيلي.
وإضافة إلى القدرات العسكرية، يمتلك حزب الله قدرات أمنية قوية ويتمتع بشبكة واسعة من المؤيدين والمتعاطفين في لبنان والمنطقة، ما يجعله يتمتع بنفوذ كبير في الشؤون السياسية والأمنية في البلاد، وعلى الرغم من أن حزب الله قد تطورت قدراته العسكرية والأمنية بشكل كبير على مدار السنوات الأخيرة، إلا أن هذا لم يؤثر على العلاقات الداخلية في لبنان وخارجها، حيث يتمتع الحزب بقدرة على إيجاد حلول سياسية ودبلوماسية لأي أزمة تواجهها.
ويجب الإشارة إلى أن حزب الله يتعامل بشكل حذر ومسؤول في الشؤون العسكرية والأمنية، ويتبنى سياسة الدفاع عن لبنان ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ما يجعله قوة مؤثرة في المنطقة. وعلى الرغم من الانتقادات التي توجه إلى حزب الله من بعض الجهات، إلا أنه يتمتع بشعبية واسعة في لبنان والمنطقة، ويعتبر قوة مؤثرة في المشهد السياسي والأمني.
معركة وشيكة
لا يمكن التنبؤ بمعركة وشيكة بين حزب الله و"إسرائيل" بشكل محدد، فالعلاقات بين الطرفين تعتمد على العديد من العوامل السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، ولا يمكن تحديد موعد أو سيناريوهات محددة لأي صراع محتمل، أكثر من أن "إسرائيل" ستعيش ليالٍ صعبة للغاية، ومع ذلك، فإن التوترات بين حزب الله و"إسرائيل" قد زادت حدتها كثيرا في السنوات الأخيرة، حيث شهدنا عدة حوادث على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، بما في ذلك انتهاكات الأجواء اللبنانية والضربات الجوية التي تشنها قوات الاحتلال ضد مواقع في سوريا ولبنان، ومن المعروف أن حزب الله يعتبر الكيان الإسرائيلي عدواً له بسبب احتلال أرضه وقتل شعبه.
ويجب أن نعترف بأن المقاومة اللبنانية لديها القدرة على تحقيق انتصارات مهمة في مواجهة الكيان الإسرائيلي، وأنها تمثل قوة حقيقية في المنطقة، ويجب على الكيان الإسرائيلي أن يتعامل معها بحذر واحترام، وأن يتخذ إجراءات لتفادي مواجهات معها في المستقبل، حيث يعتبر حزب الله اللبناني من أكثر الجماعات المقاومة في المنطقة تأثيراً وتواجداً، ويمتلك قدرات عسكرية وأمنية متطورة تجعله يملك مفاوضات قوية مع أي طرف يتعامل معه، وهذا يثير القلق بالنسبة إلى "إسرائيل" التي تعتبر حزب الله عدواً لها، وتراقب بانتباه قدراته العسكرية والأمنية، حيث تعتبر الصواريخ التي يمتلكها حزب الله والتي يمكنها الوصول إلى إسرائيل من بين أكبر المخاوف الإسرائيلية. وتشمل القدرات العسكرية الأخرى لحزب الله الأسلحة الخفيفة والثقيلة والأسلحة الإلكترونية وغيرها، والتي قد تستخدم في أي صراع محتمل بين الطرفين.
