الوقت-حذر آية الله السيد على خامنئي من الدور الخطير الذي تقوم به الولايات المتحدة لبث الفرقة بين المذاهب الإسلامية، معربا عن قلقه من استخدام واشنطن تعبير السنة والشيعة في خطابها السياسي والاعلامي.
وأكد سماحته خلال استقباله صباح اليوم الثلاثاء جمعا من مسؤولي النظام وسفراء الدول الاسلامية والضيوف المشاركين في المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية في حسينية الامام الخميني (رض)، في طهران، بمناسبة ذكرى مولد الرسول الاعظم (ص) وحفيده الامام جعفر الصادق(ع) "ان هدف اعداء اليوم يتمثل في افتعال حرب داخلية بين المسلمين وقد نجحوا للاسف الى حد ما على هذا الصعيد ".
واضاف "مسؤولية الأمة الإسلامية لا تقتصر على احياء المولد النبوي وانما اطلاق أجواء جديدة واقامة حضارة اسلامية حديثة". وتساءل "لماذا يتحرى العالم الاسلامي الصمت حيال المأساة التي يتعرض لها شيخ مصلح وتقريبي ومؤمن في نيجيريا"؟ .
واکد سماحته ان الاميرکیین یعارضون الاسلام ذاته ولا یجب الانخداع بتصریحاتهم فی دعم بعض الفرق وقال ان تصریحات الرئیس الاميرکي السابق بعد حادثة 11 سبتمبر والذی تحدث عن حرب صلیبیة، تظهر فی الواقع حرب عالم الاستکبار علی الاسلام .
واضاف ان تصریحات المسؤولین الاميرکیین الحالیین بشان الموافقة علی الاسلام بانها تتعارض والواقع وهي مؤشر علی نفاقهم مؤكدا ان السلطات الحالیة الاميرکیة تعارض الاسلام اصلا وعلی النقیض مما تتفوه به فهي بصدد بث الخلافات بین المسلمین والمثال علی ذلك هو تاسیس المجموعات الارهابیة بما فیها داعش وفرق اخری اسست باموال التابعین لاميرکا ومساعداتهم السیاسیة وتسببوا بالکوارث الحالیة في العالم الاسلامي .
واکد ایة الله خامنئي ان تصریحات المسؤولین الاميرکیین بموافقتهم علی السنة ومعارضتهم للشیعة، هي کذب وقال: الیس اهالي غزة الذین تعرضوا بتلك الطریقة للغزو والعدوان، هم سنة، والیس اهالي الضفة الغربیة الذین یخضعون للضغط، هم سنة .
وأشار سماحته الى أن "تناقضات الحضارة الغربية تكشف اليوم عن نفسها وقد حان دور الاسلام لبناء حضارة اسلامية معاصرة بعزيمة المسلمين " ، متابعاً "الاعداء قاموا بتدمير البلدان الاسلامية سوريا واليمن وليبيا الواحد تلو الاخر ويمارسون ضغوطهم على المسلمين بالبحرين"، موضحا "ان ظهور عبارة السنة والشيعة في ادبيات اميركا بات يقلقنا لانه ينطوي على هدف جديد ".
وحذر قائد الثورة الاسلامية من الدور الخطير الذي تقوم به الولايات المتحدة لبث الفرقة بين المذاهب الإسلامية معربا عن قلقه من استخدام واشنطن تعبير السنة والشيعة في خطابها السياسي والاعلامي، واعتبر القائد ان مشکلة الاميرکیین الرئیسیة مع المسلمین، هي تقیدهم والتزامهم باحکام وتعالیم الاسلام والعمل علی ارساء الحضارة الاسلامیة وقال انه لهذا السبب، عندما بدات الصحوة الاسلامیة، انتابهم الارتباك والقلق وحاولوا احتوائها اذ نجحوا في بعض البلدان لکن الصحوة الاسلامیة لا یمکن القضاء علیها وستبلغ اهدافها باذن الله تعالی .
وقال سماحته ان الهدف الرئیسي لجبهة الاستکبار یتمثل في اثارة الحرب الاهلیة بین المسلمین وتدمیر البنی التحتیة للبلدان الاسلامیة بما فیها سوریة والیمن ولیبیا واضاف انه لا یجب اللجوء الی الصمت والاستسلام فی مقابل هذه المؤامرة بل یجب الوقوف بوجه المؤامرات في ظل التحلي بالبصیرة وحفظ الاستقامة .
وانتقد القائد صمت العالم الاسلامي تجاه استمرار الضغط علی المسلمین البحرینیین وکذلك قرابة عام من قصف الیمن لیل نهار والوضع فی سوریة والعراق مشیرا الی القضایا الاخیرة فی نیجیریا وتساءل: لماذا نفذت هکذا کارثة بشان شیخ مصلح تقریبی ومؤمن وقتل نحو الف شخص وان یستشهد ابناؤه ویلوذ العالم الاسلامی بالصمت؟ .
واکد آية الله خامنئي انه عندما یعمل عالم القوة والمال علی وضع مخططات خطیرة للعالم الاسلامي فانه لا یحق لاحد الخلود الی النوم وعدم الانتباه للحقائق، معتبراً ان الدور قد حان الیوم للعالم الاسلامي لارساء دعائم الحضارة الاسلامیة الحدیثة وقال ان لا امل یعلق علی ساسة العالم الاسلامي لبلوغ هذا الهدف بل یتعین علی علماء الدین والمثقفین الحقیقیین الذین لایتخذون من الغرب قبلة لهم، ان یعملوا علی تنویر الامة الاسلامیة ولیعلموا بان بناء هذه الحضارة، امر قابل للتحقق .
واعتبر سماحته أن ايران نموذج لامکانیة نیل هذا الهدف الکبیر وقال ان ایران وقبل انتصار الثورة الاسلامیة کانت متخلفة علمیا وسیاسیا واجتماعیا وکانت منعزلة من الناحیة السیاسیة وتابعة بالکامل من ناحیة شؤون البلاد، لکن الشعب الایراني اظهر الیوم وبفضل الاسلام، هویته وشخصیته وسجلت البلاد تقدما مهما في المعرفة والتکنولوجیا والعلوم الحدیثة واصبحت ضمن عدد من البلدان المتمیزة في هذه المجالات .