الوقت - قال حسين رويوران، محلل الشؤون الفلسطينية والنائب الدولي لجمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني، في اجتماع لاستعراض آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية: قد يطرح هذا السؤال، ما سبب الزيارة المتزامنة لقادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى إيران؟
يقول بعض الناس إنه ربما كان من أجل حل الخلافات، لكنني شخصياً لا أرى أي خلافات بينهم، ولا يوجد شيء اسمه المصالحة على الإطلاق، لأن وجود غرفة العمليات المشتركة يدل على وجود تنسيق على أعلى مستوى بين قيادات الحركتين، لكن التطورات في فلسطين تتطلب التنسيق على المستويات السياسية وغيرها.
وربما تكون عملية يوم الاثنين الماضي في جنين، الواقعة في الضفة الغربية، ونجاح المقاومة في تدمير ناقلة جند مدرعة ادعی الکيان الإسرائيلي أنه لن يتم تدميرها حتى بالقذائف الصاروخية، هي نقطة الانتقال من العمليات الفردية إلى العمليات الجماعية في الضفة الغربية.
وحسب هذا المحلل، فإن المقاومة في قطاع غزة تعمل بشكل جماعي، لكن المقاومة في الضفة الغربية كانت فرديةً حتى عملية جنين، ومع العملية الأخيرة انتقلت من الحالة الفردية إلى الحالة الجماعية، وهو ما يعتبر تغييرًا كبيرًا في الضفة الغربية.
وأشار السيد رويوران إلى أن على قادة فصائل المقاومة الاستعداد للظروف الجديدة، مشيرًا إلى أن الضفة الغربية تسير على مسار قطاع غزة نفسه، وحسب الصهاينة أنفسهم، إذا نجحوا في بناء الصواريخ، فإن المعادلات ستتغير بالتأكيد.
منذ عام 1948، يواصل الكيان الصهيوني التعامل مع الفلسطينيين بالقبضة الحديدية، وهذه الجرائم مستمرة، حيث إن نصف المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية تم الزج به في سجون الكيان الصهيوني خلال هذه السنوات. ومن بين سكان هذه المنطقة البالغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة، ذاق حوالي مليون ونصف مليون طعم الأسر في سجون الکيان.
وتابع رويوران إن النقطة الأخرى هي أنه خلال هذه السنوات، كان الجيل الرابع في فلسطين أكثر مثاليةً، وأكثر تصميماً وبصيرةً من الجيل الأول، والإجماع الذي تم تشكيله حول المقاومة لا يقارَن بالماضي، وهذا يدل على أن الجيل الحالي من الفلسطينيين يمكن أن ينهي الاحتلال الإسرائيلي.
من ناحية أخرى، لا يزال الكيان الصهيوني يكافح مع الأزمة الداخلية المتفاقمة، حيث دخلت التظاهرات ضد حكومة نتنياهو أسبوعها الرابع والعشرين. الخلافات والأزمة السياسية الداخلية مستمرة في کيان الاحتلال، وانتشرت موجة التمرد في جيشه بحيث لا يحضر نحو 24٪ من قوات الاحتياط لأداء الخدمة. ففي الكيان الصهيوني، يجب على الرجال حتى سن الخمسين والنساء حتى سن 45 أداء الخدمة العسكرية الإجبارية لمدة شهر واحد كل عام.
ومضى قائلاً إن النقطة الأخرى هي أن نتنياهو وحلفاءه ومنهم بن غفير أثاروا التقسيم الزماني والمکاني للمسجد الأقصى، ما يزيد من احتمال دخول غزة وحزب الله وحتى الجماعات الأخرى في المعركة مع الاحتلال، لأن المسجد الأقصى يعتبر خطاً أحمر، ومن خلال إثارة موضوع المسجد الأقصى وقضايا مثل بناء الهيکل والبقرة الحمراء، يحاول نتنياهو تجاوز الأزمة السياسية الداخلية والهروب إلى الأمام.
وأشار هذا المحلل للشؤون الفلسطينية إلى أن النقطة التالية هي أن الکيان الإسرائيلي أجری مؤخرًا مناورات لمدة عشرة أيام، تبين في نهايتها اختفاء عدد كبير من الأسلحة، کما اختفى عدد من مسدسات كولت والرشاشات في النقب المحتل أيضًا.
وهذا يدل على أن الشخص الذي يتعيّن عليه إقامة الأمن لا يتمتع بالأمن بنفسه ولا يمكنه توفير أمنه، ناهيك عما إذا كان يريد توفير الأمن للمجتمع الصهيوني. وفي الآونة الأخيرة، وقعت أحداث كثيرة في الکيان الصهيوني، مثل سرقة السلاح ووجود مافيات تجارة المخدرات والأسلحة، والتي تعتبر فرصةً للمقاومة.
وأشار رويوران إلى أنه من الأمور التي يخشاها الکيان الإسرائيلي بشدة، وجود مخيمات للاجئين، والتي تعتبر من أفضل الأماكن لإخفاء معدات المقاومة بسبب ظروفها الخاصة. لقد تيقن الکيان الإسرائيلي يوم الاثنين الماضي أن الفلسطينيين يمتلكون عبوات ناسفة ووسائل لاستهداف مروحياتهم. شيء ما يحدث ستلعب فيه المخيمات بالتأكيد دورًا رئيسيًا، ويحاول الاحتلال احتواءه بمهاجمة هذه الأماكن، لكن التطورات في جنين أظهرت فشل الکيان الإسرائيلي.
وأضاف إنه في السنوات الأخيرة رأينا أن الأوروبيين أجبروا على الدخول في حوار مع حماس، أو دعت الصين وروسيا فصائل المقاومة. وهذا يدل على أن المقاومة أصبحت ظاهرةً أجبرت دول العالم على التفاعل معها، وهم توصلوا إلى استنتاج مفاده بأن المقاومة أصبحت فاعلاً أساسياً يجب أن يتفاعلوا معها.
من جهته قال السيد مجتبي أبطحي، الأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية التابع للبرلمان الإيراني، في الاجتماع الذي استضافته جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني: إن التطورات في المنطقة وداخل فلسطين، هي بحيث إن ما کان الکيان الإسرائيلي يخشاه يتحقق بعينه.
كان هناك فترة كان فيها مسدس واحد فقط في قطاع غزة بأكمله، وكان الشهيد أحمد ياسين مؤسس حركة حماس يحدد أن السلاح الوحيد المتاح في ذلك الوقت يکون في يد أي شخص كل أربع وعشرين ساعة، لكن اليوم تغير الوضع في قطاع غزة تغيراً كاملاً، وغزة غيرت المعادلة بالكامل وأصبحت مسلحةً.
وأضاف إنه كان هناك فترة اعتاد فيها الجيش الصهيوني على مهاجمة كل تهديد على طول الحدود المحتلة بهجوم عسكري، لكنه وصل الآن إلى مرحلة يقوم فيها، من أجل احتواء حزب الله داخل الأراضي المحتلة عام 1948 حسب زعمه، بإجراء مناورة عسكرية حول كيفية التعامل مع هجمات حزب الله.
كما أشار الأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية التابع للبرلمان الإيراني، إلى وجود ملايين اللاجئين الفلسطينيين في حوالي 60 دولة في العالم، واعتبره قدرةً كبيرةً لفلسطين ومستقبلها، والتي يجب أن يستخدمها الفلسطينيون بشكل فعال.
وقال أبطحي إن التطورات تدل على أن الإرادة الإلهية شاءت فتح فصل جديد في المنطقة وخاصةً في فلسطين، وعلى كل محبي فلسطين والمقاومة أن يستعدوا ليشهدوا انتصارات عظيمة في فلسطين والمنطقة بعون الله تعالی.
بدوره قال أحمد رضا روح الله زاد، المحلل لقضايا غرب آسيا، في كلمة له إن عملية يوم الاثنين الماضي في جنين، أظهرت أن جنود الكيان الصهيوني وقعوا في كمائن لم يتمكنوا من التعرف عليها قبل الوقوع في مثل هذا الفخ، وهذا يدل على التفوق الاستخباراتي للمقاومة الفلسطينية.