الوقت- لا يخفى على أحد أن أردوغان يمارس هوايته المفضّلة في المراوغة بالخطب النارية والعبارات الرنانة... والثابت ، أنّ رجب أردوغان لطالما استغل القضية الفلسطينية واستثمر فيها من أجل كسب شعبية داخلية وخارجية وتحقيق نفوذ و"زعامة" محلية وإقليمية، مستفيداً من التيارات الإسلاموية التي ترفع لواء هذه القضية وتطالب "بتحرير" فلسطين "شعاراتياً"، مع أن هذه التيارات أساءت كثيراً للقضية الفلسطينية، وساهمت بتهميشها بسبب سلوكياتها المسيئة للإسلام من جهة، ومعاركها المجانية مع تيارات أخرى تدعم هذه القضية، بالإضافة إلى عمالة قيادات ومتزعمي هذه التيارات للنظام الأمريكي، وعلاقاتها الخفية مع إسرائيل والغرب الداعم للدولة العبرية.
وفي هذا السياق يظهر رئيس النظام التركي رجب أردوغان كل يوم حجم نفاقه ومتاجرته بالقضية الفلسطينية، فبعد سلسلة اعتداءات شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي، على مناطق متفرقة من قطاع غزة خلال الفترة الماضية ، وبعد أن استباحت مقدساتهم في ظل صمت مخزٍ من قبل مجلس الأمن والأمم المتحدة، وبعد عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين ضحايا اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على قطاع غزة المحاصر، وباقي مدن وبلدات الضفة الغربية التي تئن بدورها تحت القصف الإسرائيلي الوحشي واعتداءات مستوطنيه... بعد تجليات العدوان الإسرائيلي، سارع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى شن هجوم يستهدف إسرائيل! متوعدا ومهددا، من دون الإشارة إلى علاقات أنقرة مع إسرائيل. قال الرئيس التركي، سابقاً في خطاب متلفز: إن تركيا بدأت في دعم القدس بنفس التصميم الذي دعمته لأذربيجان في ناغورنو قره باغ... و "نحن غاضبون من نير دولة إسرائيل الإرهابية... لقد تجاوزت إسرائيل كل الحدود... وأضاف الرئيس التركي: "المدن الفلسطينية والقدس... بنفس التصميم الذي دافعنا به عن حدودنا السورية... وحسب قوله،"إن إيقاف إسرائيل واجب شرف إنساني".
في ظل الولاية الجديدة للرئيس أردوغان..هل تكشف "القناع المزيف"؟
في ظل الولاية الجديدة للرئيس أردوغان هل يسجل أردوغان فصلا آخر من فصول المسرحية ، المتمثلة في إظهار العداء لإسرائيل، وهل يستمر الرئيس أردوغان بنفس الاسلوب الجديد في استغلال القضية الفلسطينية؟، جميع الشواهد تؤكد أن السياسية الخارجية فيما يخص القضية الفلسطينية تأتي في سياق المتجارة بالقضية الفلسطينية وفي هذا أننا نشاهد تلك الحقيقة من خلال الإعلان أن مساجد إسطنبول تفتحت لدروس الجمعة بتوقيع الشيخ عكرمة صبري، وفي هذا السياق تطرح العديد من الأسئلة هل يُخطّط الرئيس أردوغان لـ”استدارةٍ” عُنوانها الاهتمام أكثر بالشعب الفلسطيني؟ ورسائل لقادة فلسطينيين بعُنوان “لن ننساكم” وقريبًا سننخرط أكثر معك.
في هذا الصدد يُمكن اعتبار المساحات التي فتحت لرئيس الهيئة الإسلامية العُليا في فلسطين والشخصية البارزة من مدينة القدس والوطنية الدكتور عكرمة صبري في إسطنبول وبقيّة المُدن التركية ووسط المؤسسات والهيئات التركية رسالة جديدة مستجدة فيها الكثير من الدلالات العميقة عن آفاق واحتمالية وانحيازات الدولة التركية في المرحلة المُقبلة بعد ولاية الرئيس رجب طيب أردوغان فيما يخص القضية الفلسطينية.واستقبل الشيخ عكرمة قبل أيام قليلة في اسطنبول بحفاوة بالغة وتلك من الإشارات التي لم تكن مسبوقة لنخبة من أركان الحكومة والدولة التركية بما في ذلك انه حل ضيفا على مؤسسة أو هيئة رعاية الشؤون الدينية وهي بمثابة وزارة الاوقاف التركية وتعتبر اكبر هيئة محلية تتعامل مع القضايا الاسلامية.لكن الأهم حصول ذلك على هامش جولة شملت ماليزيا والجزائر.
الدلالات والرسائل
بالنسبة لدلالات الزيارة الأخيرة للشيخ عكرمة صبري المهم أنه قابل الكثير من الولاة والقضاة وكبار الشخصيات الدينية والرسمية الدينية في الجمهورية التركية كما القى دروسا لها علاقة بالقدس والمسجد الأقصى وتوضيح ما يجري في القدس المحتلة والتحدث عن طبيعة المواجهة والمعركة مع العدو الإسرائيلي والمخاطر التي تهدد المسجد الأقصى والأمر الواقع والتاريخ في القدس خلال دروس طُلب منه إلقاؤها في العديد من المساجد الكبيرة والضخمة في اسطنبول تحديدا.وزار الشيخ صبري أيضا في تركيا العديد من المعاهد الكبيرة والمؤسسات الدينية والتقى في إشارة أخرى مسؤولين من نواب الحزب الحاكم العدالة والتنمية كما التقى زعماء حركات إسلامية بما فيهم حزب الرفاة وقائده نجم الدين أربكان و حزب كردي إسلامي وهذه الجولات اتّخذت في تركيا على الأقل طابعا سياسيا.
والرسائل هنا مُرمّزة بالمعنى السياسي بأن الجمهورية التركية في عهدها الجديد وفي ظل الولاية الجديدة للرئيس أردوغان تقول بعدّة لهجات ولغات للشعب الفلسطيني بأنها لن تنساه بالرغم من كُل ما يُقال عن علاقات سياسية ودبلوماسية لها ظروفها واعتباراتها بالإسرائيليين ومن المُتوقّع ليس على مستوى الشيخ صبري فقط ولكن على مستوى الانخراط التركي في تفاصيل القضية الفلسطينية أن يزيد شكل ونمط وتأثير وجُذور وعُمُق هذا الانخراط في الأسابيع والأشهر القليلة المُقبلة.وهي التلميحات التي تصدر للشخصيات الفلسطينية سواء الدينية في القدس مثل الشيخ صبري أو السياسية التي تمثل المقاومة مثل حركة حماس وغيرها هي تاكيدات بكل اللهجات من جهة الأتراك أن الشعب الفلسطيني لا تنساه تركيا والقدس لها، وقد حلت هذه التلميحات في موقع متقدم في ذهن الشعب التركي ومؤسساته،ويبدو أن مثل هذه الضمانات قيلت أيضا لشخصيات بارزة في الإطار الفلسطيني وعلى أساس توقع أن تبقى تركيا إلى جانب المقاومة وجانب الشعب الفلسطيني وأن تحتفظ بعلاقتها واتصالاتها لا بل يفترض كثيرون أن وجود هاكان فيدان على رأس وزارة الخارجية التركية المؤشر الأقوى على الانخراط المُحتمل لاحقا في تفاصيل المشهد الفلسطيني.وهو أمر ترقّبته حتى فصائل المقاومة الفلسطينية بكل اهتمام وخصوصا أن معادلة الاهتمام ثم التأثير التركية هنا غادرت مربع السلطة الفلسطينية وحتى حركة فتح بالرغم من النشاط الكبير الذي تظهره في التفاصيل السفارة الفلسطينية في العاصمة أنقرة وهُنا تتوقّع المصادر والأوساط المختصة مستجدات على صعيد الإطلالة التركية في المشهد الفلسطيني لاحقا.
أردوغان صاحب العلاقة المثيرة مع إسرائيل
الواقع أن أردوغان يلعب على الحبال الإسرائيلية والفلسطينية، أما السجال والملاسنة اللذان يطلقهما من حين لآخر، فلا يمكن تفسيرهما بمعزل عن الشأن الداخلي التركي وتحالفات أردوغان مع تيار "الإخوان" وعلاقته الوطيدة بإسرائيل. أردوغان المتعاون مع إسرائيل عسكرياً واقتصادياً، و"المتضامن والمدافع" عن الفلسطينيين إعلامياً، هو ثنائية فصامية، فهو في علاقته مع الفلسطينيين كمن "يقتل شخصاً ويمشي بجنازته". أردوغان الذي تعده جماعة "الإخوان" خليفة للمسلمين، وهو صاحب العلاقة المثيرة مع إسرائيل، وهو "الصديق العدو" كما وصفه سابقاً الوزير الإسرائيلي يسرائيل كاتس، لصحيفة "معاريف"، مُقتنع بتاريخ طويل من العلاقات التركية الإسرائيلية. وهنا لابد من الاشارة الى أن تركيا أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل وطناً قومياً لليهود، تركيا التي تحتضن اليوم أكبر مصانع الأسلحة للجيش الإسرائيلي، بينما المبادلات التجارية بين البلدين مزدهرة، في ظل اتفاقية التجارة الحرة الإسرائيلية التركية السارية المفعول منذ عام 2000. والتعاون التركي الإسرائيلي لم يقف عند التجارة والسوق الحرة، بل وصل إلى التعاون العسكري والسماح للطيران العسكري الإسرائيلي بالتحليق في الأجواء التركية، ويسمح للطيارين الإسرائيليين بالتحليق فوق الأراضي التركية. وحتى لا ننسى، فأردوغان صافح رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي السابق الإرهابي "آرييل شارون" في القدس عام 2005، على حين الأخير رحب به بالقول: "مرحباً بأردوغان في عاصمة إسرائيل الأبدية"، من دون أن نسمع أي اعتراض من أردوغان، الذي ملأ أجهزة الإعلام بعنتريات لفظية مخادعة "دفاعاً" عن الحقوق الفلسطينية.
أردوغان يستخدم القضية الفلسطينية لأكثر من هدف
لا يخفى على أحد أن أردوغان، يستخدم القضية الفلسطينية سواء في حديثه عن غزة أو القدس أو عن مسألة التسوية أو عن العلاقة مع حركة حماس، لأكثر من هدف، أول هذه الأهداف هي شرعيته داخل الشارع التركي، فإن القضية الفلسطينية هي قضية رئيسية بالنسبة للمجتمع التركي، يحاول رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أن يظهر نفسه بثوب المدافع عن القضية الفلسطينية، وحامي حمى القدس وحقوق الشعب الفلسطيني، ويعلن بشعاراته الزائفة والمضلّلة العداء الشديد لـ إسرائيل ويهدّد بين الحين والآخر بقطع العلاقات معها، ولكنه في الخفاء يمدّ اليد إليها، ويقيم معها مختلف العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية. وعلى الرغم من التصريحات العنترية التي يطلقها أردوغان عن إسرائيل التي يدّعي فيها أنه يدافع عن القضية الفلسطينية، إلا أن الواضح للجميع أنه يقدّم الكثير من الخدمات لدولة إسرائيل، ما يسمح له بتوسيع نفوذه في منطقة الشرق الأوسط ويساعده على فرض انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، وبدلا من إرسال قوات تركية تهدّد أمن إسرائيل قرّر إرسالها إلى سورية وليبيا لمحاربة الجيش الوطني في البلدين. واليوم، يستمرّ أردوغان في المسرحيات التي يبدو فيها كداعم للقضية الفلسطينية، كما أن خطاباته الشعبوية بخصوص القضية الفلسطينية لا تختلف كثيرا ـ حسب محلّلين ـ عن هتافات جماعة الإخوان التي يرعاها أردوغان، ويسعى من خلالها لإقامة خلافة شبيهة بحقبة الاحتلال العثماني للوطن العربي، وفي هذا السياق وصفه وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في حديث سابق، لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية بـ "فريمني" أي الصديق العدو، من خلال طموحه بالسيطرة على المنطقة العربية على أجنحة تنظيمات الإسلام السياسي المنبوذة.
إن لم يكن 'التطبيع خيانة' للقضية الفلسطينية.. فما هي الخيانة؟
خلال الفترة الماضية ظهر جلياً أن تركيا كانت السباقة في مد حبال الود الى الكيان الاسرائيلي، بعد الاتصالات الهاتفية التي اجراها المسؤولون الاتراك مع الاسرائيليين، في هذا السياق فإن التصريحات التي صدرت في السابق من وزير الخارجية التركي حول عدم تأثير التطبيع على القضية الفلسطنية أحدثت جدلاً كبيراً وغضباً على مواقع التواصل الإجتماعي فإن لم يكن 'التطبيع خيانة' للقضية الفلسطينية.. فما هي الخيانة؟.
في الحقيقة يُعدُّ التطبيعُ مع الكيان الصهيوني من أكبر المخاطر التي تواجهها القضية الفلسطينية في الوقت الراهن، حيث إنه يهدف بشكل رئيسي إلى إعادة تشكيل منظومة العلاقات والقيم والمفاهيم العربية والإسلامية تجاه الاحتلال، وفق الرؤية الصهيونية، ويهدف إلى عزل فلسطين عن أبعادها العربية والإسلامية، والاستفراد بقضية فلسطين سعيا لشطبها وإغلاق ملفها.
وفي هذا السياق من الطبيعي جداً أن يؤثر التطبيع على القضية الفلسطنية بشكل سلبي حيث إن توقيع الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني في مجالات مختلفة يعطي الكيان الصهيوني شرعية في التعامل و يعطي الكيان الصهيوني القدرة على الاختراق الصهيوني الاجتماعي والفكري والثقافي والفني والإعلامي والرياضي للمجتمعات العربية والإسلامية إضافة إلى ذلك فإن التطبيع يعمل على الترويج للرذيلة والفاحشة والفسق والفجور والفساد والإفساد، والسعي لتدمير الضوابط والقيم الأخلاقية، وطمس التقاليد العريقة والأعراف والقيم الجميلة لدى العرب والمسلمين، ودفعهم للتحلل من القيم والتقاليد والأعراف والأخلاق الحميدة، عبر إشاعة ونشر الفساد والخمور والمخدرات والفجور والانحلال الأخلاقي، وبث الأفكار المسمومة والمنحرفة والسلوكيات المدمرة لدى الأجيال الناشئة والمجتمعات العربية والإسلامية، حتى لا تشكِّل أي خطر في المستقبل ضد الكيان الصهيوني.
من ناحية اخرى فإن التطبيع للعلاقات مع الكيان الصهيوني يعطي ذلك الكيان اللقيط الحق في إقامة قواعد عسكرية وأمنية صهيونية في بعض الدول العربية والإسلامية، ما سيتيح المجال للعدو للتفوق الاستراتيجي وفرض المزيد من الهيمنة في المنطقة، والتجسس والتغلغل في المجتمعات والكيانات العربية والإسلامية وهذا بحد ذاته يعتبر خيانة للقضية الفلسطينية والأرضي المحتلة من قبل الكيان الصهيوني إضافة إلى ذلك فإن التطبيع هو اعتراف من قبل الدول المطبعة بيهودية الدولة العبرية، وإعطائها للعيش بأمن وسلام في الأرضي المحتلة التي شردت أبناء الشعب الفلسطيني منها، وهذه من المخططات الشريرة والخطيرة لتصفية القضية الفلسطينية .
مخاطر التطبيع التركي مع الكيان الصهيوني
يبدو أن أردوغان لا يدرك مخاطر التطبيع مع الكيان الصهيوني أو أنه يتجاهلها في سبيل الحفاظ على العلاقات مع الكيان الصهيوني، فمتي سيدرك أردوغان أن آثار التطبيع بين بلده والكيان الصهيوني ليست مقصورة على القضية الفلسطينية فقط، بل انها تمتد إلى ما هو أبعد وأشمل من ذلك، فالأمة الإسلامية هي المستهدف الرئيسي، من خلال إضعاف الاهتمام بالقضايا التي تهم المسلمين وبالثوابت الإسلامية وتفكيك هوية الأمة الإسلامية. فبعد أن كان التعامل وإنشاء علاقات مع إسرائيل يعد خيانة للفكر الإسلامي وللأمة الإسلامية والعربية، أصبحت بعض الدول تهرول لإنشاء علاقات مع الكيان الصهيوني، وبالتالي تشتت الإسلام والمسلمين، ونشوء جيل متخبط الفكر والمبادئ، غير متمسك بقيمه، يرى أن إسرائيل والدول الغربية نموذج للدول الناجحة المتقدمة، بغض النظر عن النهج والأسلوب المتبع، فجيل مسلم عربي لا يعرف عدوه من صديقه، أخطر على الأمة الإسلامية والعربية من التطبيع نفسه.
وفي هذا السياق يمكن القول إن التطبيع يعد تغيراً استراتيجياً مهماً وخطيراً في المنطقة ، إذ يعتبر نقطة قوة وإنجاز لمصلحة الكيان الصهيوني، في المقابل فإن التطبيع مع الكيان الصهيوني قد أضعف موقف القضية الفلسطينية وهنا يمكن الإشارة إلى أن أهم تداعيات التطبيع مع الكيان الصهيوني مستقبلاً هو المخطط الإسرائيلي لضم مناطق من الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية.
في النهاية يمكن القول إن المصلحة العليا لأردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" هي المحرك الرئيسي لسياسته الخارجية، وأن البعد البراغماتي في هذه السياسة أوضح من أي محاولة لتغليفه بمنظور معياري ذي بعد أخلاقي، وتعدّ المتاجرة بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني خير مثال على ذلك. فقد أقدم أردوغان على اتخاذ قرارات عدّة في صالح إسرائيل، لتثبيت العلاقة بين أنقرة وتل أبيب، ولهذا فإن ما يبديه من تعاطف مع الفلسطينيين ما هو إلا ذرّ للرماد في العيون، في حين يبرم اتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي لزيادة التعاون الأمني والعسكري والتطبيع في جميع المجالات.