الوقت- تعتبر جبهة جوبر شرق دمشق من أسخن الجبهات و تدور معارك عنیفة فی تلك المنطقة تترافق مع عملیات قصف عنیفة تستهدف مناطق سیطرة الارهابیین. و تسعی المنظمات الإرهابیة فی سوریا إلى أن تکون هی صاحبة السیطرة على الحي لیکون مدخلها إلى العاصمة دمشق.
وتتمتـع هذه المنطقة بأهمیة استراتیجیة، حیث تتصل ببعض المناطق منها منطقة العباسیین الواقعة غرب دمشق بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الذي یعتبر مدخلا للعاصمة السوریة. فالإرهابیین تنبهوا إلی أهمیة هذه المنطقة لذلك فکروا منذ عام 2012، بنقل المعارك إلى تلك المنطقة وذلك بهدف السیطرة علیها.
وأکدت مصادر عسکریة قبل أیام، أن الجیش السوري مستمر فی تقدمه وسیطرته على کتل جدیدة بحی جوبر شرقی العاصمة، مستخدماً تکتیکات جدیدة خلال المعرکة من أبرزها؛ الضغط على المسلحین وإجبارهم على التجمع بمنطقة واحدة ومن ثم رمیهم بقذائف وأسلحة شدیدة الفعالیة.
وتؤکد المصادر، أن اشتباکات عنیفة تجري على أکثر من محور بین الجیش السوري من جهة و الإرهابیین من جهة أخرى، مع تمکن الجیش من تدمیر مخزن أسلحة تابع للمجموعات الإرهابیة فی تلك المنطقة وتفجیر نفق أسفر عن مقتل عدد من الارهابیین الذي کانوا بداخله.
و بعد ما احرز الجیش السوري تقدما على جبهة حي جوبر شرق دمشق وحمل الإرهابیین خسائر فادحة و ایضا بعدما بدأ بتثبیت نقاطه فی أکثر المناطق التی سیطر علیها بریف حلب الجنوبي، لجأت المنظمات الارهابیة إلی استخدام قنابل الغازات السامة ضد قوات هذا الجیش.
و بما أن حي جوبر یکسب أهمیة کبیرة بالنسبة إلى المنظمات الارهابیة باعتباره مفتاحاً إلى ساحة العباسیین وسط دمشق، استخدم الارهابیین فی الثاني من دیسمبرعام 2013 ، الاسلحة الکیمیاویة، الامر الذي أدی إلی مقتل وجرح عدد من قوات الجیش السوري.
و تقول مصادر مقربة من الجیش السوري، أن الإرهابیین شنو هجماتهم عن طریق الانفاق التي اقاموها فی الاحیاء السکنیة، لکن قوات الجیش السوري استطاعت فی نهایة المطاف أن تهزم الارهابیین فی تلك المعارك و استطاعت أن تسیطر على جسر زملکا فی الغوطة الشرقیة وتستهدف تجمعات للمسحلین و تحبط محاولة تسلل جدیدة باتجاه تلک المناطق.
ومع بدایة عام2014 ، بدأ الجیش السوری عملیة عسکریة فی حي جوبر شرقی دمشق لا تقل أهمیة عن سابقاتها. و بدأ بعملیات قصف عنیفة استهدفت مناطق سیطرة الإرهابیین و استطاع من خلالها ان یحرر عدة مناطق منها منطقة طیبة، و من خلال هذه العملیة العسکریة أغلق الجیش السوري کل الطرق التي كان من خلالها یتم ایصال المساعدات الی الارهابیین.
وذکرت مصادر عسکریة آنذاك أن وحدة من المهام الخاصة فی الجیش السوري نفذت عملیة انغماسیة وقامت بالتسلل إلى أحد الأبنیة التی یتحصن بها الارهابیین، حیث دارت اشتباکات عنیفة تکبد خلالها الإرهابیون خسائر کبیرة في الأرواح والعتاد کما نفذ الجیش عدداً من رمایات المدفعیة على تحصینات "جبهة النصرة" و ما یسمى "جیش الإسلام" أسفرت عن سیطرة الجیش على عدد من کتل الأبنیة فی الجهة الشرقیة لحي جوبر باتجاه جسر "زملکا" والقضاء على عشرات الإرهابیین المتحصنین داخل تلك الأبنیة.
منذ ذلك الوقت، أصیبت المجموعات الإرهابیة بحالة من الارتباك و الذعر الشدید، و ایضا أدت تلك الضربات الموجعة الی المزید من الانشقاقات و الانقسامات في صفوف الفصائل الارهابیة المسلحة، و اتهمت تلك الجماعات بعضها البعض بالخیانة. و اخیرا لجأ الارهابیین لتکتیکات جدیدة في معارك حي جوبر من أهمها حفر الأنفاق لتفجیر مواقع الجیش السوري.
في الحقيقة الهزائم التی تحملتها المنظمات الارهابیة في المواجهات السابقة، هي التي دفعت هذه المنظمات إلى اعتماد استراتیجیة حفر الأنفاق و ذلك بهدف التسلل من خلالها إلى أسفل المباني، التي تتحصن بها قوات الجیش السوري ووضع کمیات من المتفجرات أسفل هذه المباني وتفجیرها أو الاشتباك من خلالها مع القوات المتمرکزة فیها. لكنّ هذه الخطّة باءت بالفشل، بحیث ردّ الجیش السوري على ذلك عبر حفر شبکات أنفاق دفاعیة بهدف کشف أی خرق قد یحاول الارهابیین إحداثه ومن ثم تفجیر النفق بواسطة لغم موجه لینهدم بشکل کامل.
لا شك ان الارهابیین في الاراضي السورية تحملوا خسائر فادحة في الاشهر الاخيرة، و في المقابل تقدم الجیش السوري مستمر و عملیات هذا الجیش مستمرة حتی تحریر کل المناطق السوریة، والأیام القادمة ستحمل الکثیر من المفاجآت على الجبهات القریبة من العاصمة السوریة خصوصاً جوبر بعد التقدم الکبیر الذي حققه الجیش السوري.