الوقت - كان هذا اليوم هو بداية احتلال فلسطين. يوم النكبة هو قصة ظلم إنساني كبير ووحشية کبيرة.
منذ ذلك اليوم فصاعدًا، ارتکب المحتلون الصهاينة، بدعم من أسيادهم الغربيين، کل أنواع الجرائم بحق الفلسطينيين، السكان الأصليين لهذه الأرض، واستخدموا كل قوتهم في إبادة جماعية وحشية في الأراضي المحتلة، ما اضطر عدداً كبيراً من الفلسطينيين إلى ترك أرض أجدادهم، والبحث عن ملجأ في بلدان أخرى.
لكن 15 أيار/مايو هذا العام يختلف عن السنوات السابقة. حيث وصلت الانقسامات والخلافات بين القادة الصهاينة إلى ذروتها، وتواجه تل أبيب احتجاجات حاشدة في الشوارع منذ أسابيع، احتجاجًا على النهج المتطرف لحكومة بنيامين نتنياهو.
يضاف إلى ذلك، أن تصاعد العمليات الاستشهادية هذه الأيام قد ضيّق الخناق بشدة علی المحتلين. كما أن توسع جبهة القتال ضد الصهاينة من غزة إلى الضفة الغربية ولبنان وسوريا وحتى اليمن، وضع الکيان الإسرائيلي على شفا الانهيار.
للنظر في هذه التطورات، وفي ذكرى يوم النكبة، تحدث الدكتور علي عبدي، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عن التطورات المستقبلية في فلسطين المحتلة.
حيث قال عن المكونات الجادة في تسريع انهيار الکيان الصهيوني: يوم النكبة هو النكبة الخامسة والسبعون التي نمر بها، ومن ناحية أخرى، هو أكثر أيام النكبة أهميةً في تاريخ الکيان الصهيوني، لأن الكيان الصهيوني يعيش في أكثر ظروفه الداخلية فوضويةً.
اليوم، "إسرائيل" هي مجتمع مجزأ للغاية، وممزق بالأزمات، ومستقطب، ومليء بالانقسامات والتشدد، حيث تكون طبقات مختلفة، كل واحدة ضد الطبقات الأخرى، في حالة عداء. وهذا الوضع غير مسبوق تقريبًا عبر تاريخ "إسرائيل".
لا تعيش العلاقات بين أمريكا والکيان الإسرائيلي ظروفًا جيدةً، لأن هذه الحكومة هي الحكومة الأولى التي لم يقم رئيس وزرائها بعد بزيارة الأراضي الأمريكية بعد تشكيلها، ولم يلتق برئيس الولايات المتحدة، ولا توجد رغبة في مثل هذا الاجتماع. وهذا الموقف له معانٍ عميقة وخطيرة جداً.
وعلى الرغم من استمرار التعاون بين واشنطن وتل أبيب، إلا أنه يظهر أن هناك تصدعات في جدار العلاقات بينهما. وإذا أراد نتنياهو الاستمرار في المسار نفسه، فإن هذه التوترات ستصبح أكثر خطورةً.
في الواقع، تفصل حكومة بايدن علاقاتها مع الکيان الإسرائيلي، وصلاتها بحكومة نتنياهو. في الحالة الأولى، تحاول أمريكا مواصلة العلاقات كما كانت من قبل، لكن في النهج الثاني، تريد مراجعة هذه التفاعلات مع رئيس الوزراء الحالي.
وبالنظر إلی تحسين العلاقات بين طهران والرياض، قال الدكتور علي عبدي حول مستقبل مشروع تطبيع علاقات بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني: للإجابة على هذا السؤال، يجب قضاء المزيد من الوقت لمعرفة الاتجاه الذي ستذهب إليه الأجواء.
لكن حتى الآن، تعني العلاقات الإيرانية السعودية عمليًا وقف التطبيع واتفاقيات أبراهام، وتعليق هذا المسار فعليًا، والذي يتضمن تعليق العلاقة بين الرياض وتل أبيب. وبما أن السعودية تعتبر الأب الروحي للدول العربية، فإن تراجعت ستتبعها دول أخرى.
بالطبع، حالة الإمارات العربية المتحدة مختلفة قليلاً. حيث تحاول هذه الدولة الحفاظ على استقلالها أكثر من غيرها، لكن الإمارات ستخضع للظروف الإقليمية على أي حال. وإذا ابتعدت المنطقة عن تل أبيب، فسيبتعد هذا البلد أيضًا.
وحول الخلافات الداخلية للکيان الصهيوني في الأشهر المقبلة واستمرار الأزمة الداخلية، تحدث السيد علي عبدي الخبير في الشؤون الإسرائيلية قائلاً: لا يمكن أن يستمر الوضع على هذا النحو، ويجب أن يتوقف في النهاية.
التطورات المستقبلية تتضمن عدة احتمالات، لكن الاحتمال الأرجح هو استمرار حكومة نتنياهو، ودفع عجلة الإصلاحات القضائية، وإذا حدث ذلك، سيخضع الکيان الإسرائيلي لتغييرات هيكلية جادة.
لقد نجا نتنياهو حتى الآن، وليس من المستبعد أن تستمر حكومته بعد ذلك. وبالطبع، في الأيام الأخيرة، أدى صراع هذا الکيان مع حرکة الجهاد الإسلامي إلى تعليق الاحتجاجات عمليًا.
وهناك احتمال آخر أيضًا، وهو فوز المعارضة. لكن المسألة هي أن الكيان الصهيوني في مرحلة الانسداد السياسي، وحتى انسحاب نتنياهو قد يؤجل المشاكل لفترة. ولكن لأن المشاكل متجذرة، فلا يمكن للهيكل الحالي حلها بسهولة.
إذا غادر نتنياهو، فإن بيني غانتس هو الخيار الأكثر ترجيحًا. حتى في استطلاعات الرأي، لديه أصوات أعلى من نتنياهو.
وفيما يتعلق بضرورة تسليح الضفة الغربية كعامل مؤثر في الضغط على الكيان الصهيوني، وتوسيع جبهات القتال ضد المحتلين، قال السيد علي عبدي: قوات الضفة الغربية مسلحة بأسلحة فردية، لكن يجب أن نتحرك نحو الأسلحة الآلية وشبه الثقيلة.
الآن هذه المنطقة بحاجة إلى أسلحة آر بي جي وشبه ثقيلة ومضادة للدروع. وفي هذه الحالة، يمكنهم تحريك المعادلة العسكرية ضد الکيان الإسرائيلي بشكل جيد للغاية.