الوقت- ما زالت المعارك مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أسبوعين، والأمر الواضح أن أيا من الطرفين لا يملك القدرة على التغلب على الآخر وتقرير مصير الحرب أصبح مجهولاً أكثر من ذي قبل.
هناك جهود متزايدة من قبل الوسطاء لوقف الحرب، لكن القصف المدفعي والغارات الجوية في الخرطوم وبعض المناطق الأخرى، بما في ذلك دارفور في غرب السودان، أحبطت أي محاولة.
وعلى الرغم من امتلاك الجيش للمقاتلين والدبابات، إلا أنه لم يتمكن من إيقاف عمل قوات الدعم السريع. ويقول الجيش إنه لم يبدأ عملية شاملة لمنع تدمير البنية التحتية والمراكز الحيوية في البلاد.
يقول الجيش السوداني إن قوات الدعم السريع تفشل، بينما أعلن دبلوماسي غربي أن لقوات الدعم السريع اليد العليا.
حتى لو انتصر الجيش السوداني في الميدان، يحذر المحللون من اندلاع حرب أهلية لأن الجيش يجب أن يواجه الاستياء الذي سيأتي عادة من المناطق المهمشة مثل دارفور، المنطقة التي خرج منها "حميدتي" مع قوات الدعم السريع.
على الرغم من سقوط مئات القتلى وتحول الخرطوم إلى منطقة حرب، فلا يوجد ما يشير إلى حل الأزمة بين قوات البرهان وحميدتي.
قال عبد الله حمدوك، رئيس وزراء السودان المتقاعد، في اجتماع في نيروبي، إنه إذا انجر السودان إلى حرب أهلية حقيقية، فإن ما حدث في سوريا واليمن وليبيا لن يكون أكثر من صراعات صغيرة.
وقال إن مثل هذه الحرب ستكون بلا شك أسوأ حرب أهلية في العالم وستكون كابوسًا له تداعيات قوية في العالم.
وأكد حمدوك أن ما يحدث في السودان حرب لا معنى لها بين قوتين عسكريتين لن ينتصر فيها أحد، وبالتالي يجب إيقافها.
من ناحية أخرى قال فولكر بريتس رئيس مكتب الأمم المتحدة في السودان إن أطراف النزاع في هذا البلد تبنوا نظرة أكثر إيجابية لمقترحات وقف إطلاق النار.
كما أكد فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، على أنه لا يمكن لأي طرف من الأطراف المعنية في السودان تحقيق نصر عسكري ، وأضاف إن الأمم المتحدة تعمل على تحقيق وقف إطلاق نار طويل الأمد في السودان.
وأفاد مراسل الجزيرة عن تحليق مروحيات تابعة للجيش فوق "شمبات" شمال الخرطوم تم التصدي لها من قبل الدفاع الجوي لقوات الإسناد السريع.
وطلب الجيش السوداني من سكان الخرطوم البقاء في منازلهم والابتعاد عن النوافذ.
احصاءات القتلى والجرحى في الصراع
أعلنت وزارة الصحة السودانية مقتل أكثر من 528 شخصًا وإصابة 4600 شخص بجروح في الصراع بين الطرفين.
كما أعلن اتحاد الأطباء السودانيين أن 70٪ من المستشفيات القريبة من المناطق المتضررة قد توقفت عن العمل.
كما أعلنت هذه النقابة عن الهجوم على 15 مستشفى وإخلاء 19 مستشفى آخر قسرا، واستهداف 6 سيارات إسعاف وإعاقة عملية نقل المصابين وتقديم المساعدات.
وضع مرعب
وفر العديد من المدنيين من العاصمة إلى مناطق أكثر أمانًا، لكن الوضع مريع وينهار مع انتشار المجرمين في الشوارع الخالية، بينما دمرت الغارات الجوية والمدفعية بعض الأحياء، ونفد الطعام والوقود.
ستكون عواقب الصراع على السودان وسبع دول مجاورة مرعبة، ولا سيما في بلد له تاريخ من الحرب الأهلية، بما في ذلك تلك التي أدت إلى انفصال جنوب السودان بعد عقود.
أكثر من 10000 شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، غادروا هذا البلد إلى تشاد.
يتوقع "أحمد سليمان" من مركز تشاتام هاوس في لندن، سيناريو سيئًا للغاية ويعتبر أي حل قصير المدى غير محتمل.
وأضاف: "إن قوات الدعم السريع تستخدم أسلوب حرب العصابات، والجيش لديه قوة جوية ودبابات، فضلاً عن إمدادات لوجستية أفضل". إذا كان الجيش قادرًا على إخراج قوات حميدتي من الخرطوم بمرور الوقت، فسوف يصبح الوضع في دارفور حرجًا وتظهر بوادره.
استمرار عملية إجلاء الرعايا الأجانب
أفادت مصادر مطلعة في مطار الوادي شمال أم درمان باستمرار عملية إجلاء الرعايا الأجانب. ومنذ استئناف الرحلات الجوية، تم إجراء 4 رحلات في هذا المطار.
هذا فيما أوقفت وزارة الخارجية المصرية عملية الإخلاء من هذا المطار لأسباب أمنية وطلبت من المصريين التوجه إلى معبري "القسطل وأرقين" البريين.
وفي الوقت نفسه، وصلت إلى ميناء جدة سفينة تحمل 1886 شخصًا، بينهم 20 سعوديًا و65 إيرانيًا ومواطنين آخرين.
أعلن التلفزيون السعودي، إجلاء نحو 5000 شخص من السودان إلى جدة منذ بدء عملية الإجلاء.
كما وصلت إلى ميناء جدة سفينة تقل 500 مواطن صيني.
أعلنت وزارة الخارجية العراقية، خروج 7 مواطنين عراقيين من السودان ونقلهم إلى أبوظبي. وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف، إنه تم نقل 7 مواطنين عراقيين من السودان إلى أبوظبي بالتنسيق مع السلطات الإماراتية.