الوقت- قال باحث كبير في معهد أبحاث الأمن القومي، وهو أيضاً مسؤول سابق في المؤسسة الأمنية والعسكرية، إن "الاتفاق الذي وُقّع بين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية في الشهر الماضي بوساطة صينية يشكّل بالنسبة إلى طهران إنجازاً دبلوماسياً إضافياً ينضم إلى سلسلة إنجازاتها في المدة الأخيرة".
ورأى الباحث الإسرائيلي يهوشع كليسكي، أنّه عند تحليل تداعيات الاتفاق السعودي – الإيراني على إسرائيل، يجب الأخذ بالحسبان حركة أنصار الله، "حليف طهران وحزب الله، التي ترى في أميركا وإسرائيل أعداء يجب القضاء عليهم"، بحسب تعبيره.
وذكر أنّ أنصار الله مسلّحون اليوم بوسائل قتالية متقدّمة وبتقنيات سيطرة وتحكّم متطورة، "الأمر الذي يمكّنهم من مهاجمة أهداف في دول الخليج وفي السعودية في الوقت نفسه"، مشيراً إلى أنّ "هذا التسليح يشمل صواريخ أرض وصواريخ جوّالة بمدايات مختلفة من 50 كلم إلى 2000 كلم، وصواريخ ضد الدروع، وطائرات مسيرة، بما فيها المسيّرات الهجومية".
ووفق قوله، فإنّ مهاجمة مرفأ أبو ظبي بواسطة طائرات مسيرة في كانون الثاني/يناير 2022، من مسافة نحو 1500 كلم، "جسّدت الخطر المتوقع من الحوثيين على إيلات ومحيطها"، الواقعة على مسافة أقل من 2000 كلم من الحدود الشمالية – الغربية لليمن.
هذا الهجوم ينضم إلى هجماتٍ أخرى، كتلك التي نُفّذت في أيلول/سبتمبر 2019 عندما هاجمت عشرات الطائرات المسيّرة والصواريخ الجوالة منشآت النفط التابعة لشركة "أرامكو" في السعودية، وأوقعت ضرراً اقتصادياً شديداً، وعطّلت 50% من قدرة إنتاج النفط.
كذلك، وقعت هجمات مشتركة من أسراب مسيّرات وصواريخ جوالة منسّقة في الوقت نفسه، ومن اتجاهات مختلفة، في عامي 2021 و2022 على منشآت شركة "أرامكو" ومنشآت مدنية في جنوب السعودية وشرقها.
وقال: "بالنسبة إلى إيران، فإن أنصار الله حليف إستراتيجي سيهاجم إسرائيل في ظروفٍ معينة. وبناء عليه، هناك خشية معقولة من أنهم، بتشجيعٍ إيراني، سيوجّهون قدراتهم المُثبتة نحو إسرائيل".
وأعطى الباحث الإسرائيلي مثلاً على ما يطرحه، وقال إنّ "رداً إيرانياً على مهاجمة أهداف لإيران في سوريا أو في العراق، أو بالعكس، هو سيناريو محتمل، وقد يتم من خلال مهاجمة منشآت إستراتيجية، كمرفأ إيلات ومحيطه، ومنشآت النفط، ومهاجمة مطارات في المنطقة، أو مهاجمة سفن في البحر الأحمر تعود ملكيتها إلى رجال أعمال إسرائيليين ضمن ضربة قاسية للخطوط التجارية لإسرائيل مع الهند ودول الشرق الأقصى".
وفي هذا السيناريو، "تجد إسرائيل نفسها محاطة بحلقة شيعية – سنية مسلّحة بأسلحة متنوعة وسهلة الاستخدام، ويصعبكشفها واعتراضها، وهي ذات قدرة تدميرية كبيرة"، بحسب تعبيره.
وتابع أن "هذه الحلقة تشمل، عدا عن أنصار الله في الجنوب، العراق من الشرق، وحزب الله من الشمال، وحماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة من الغرب".
وأورد أنّ دبلوماسياً يمنياً صرّح مؤخراً بأن "التقارب غير المتوقع" بين السعوديين وأنصار الله "يشكّل خطراً على حرية الملاحة في البحر الأحمر، ويمكن أن يؤدي إلى استهدافٍ محتمل لسفينة إسرائيلية في المسار التجاري لإسرائيل مع دول شرق آسيا على يد الحوثيين، بدعمٍ وتوجيهٍ إيراني".
وأشار الباحث الإسرائيلي إلى أنّ زعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي "سبق أن هدد إسرائيل"، ما يجسّد، وفق ما ذكر، "الخطر المنعكس على إسرائيل من الوضع الجديد".
وختم بالقول: "على إسرائيل التفكير في مسارٍ إستراتيجي مستجد من أجل التعامل مع التهديد الذي يمكن أن ينبع من استئناف العلاقات بين السعودية وإيران".