الوقت- في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك تنتفض الشعوب المقاومة وتصدح حناجر الأحرار في العالم لإحياء ليوم القدس العالمي، هذا اليوم الذي اختاره الامام الخميني (قدس) ليكون يوماً يقض مضجع العدو الاسرائيلي كل عام ويذكره أنه لا تنازل عن حق الشعب الفلسطيني ولا انهزام ولا تراجع و لا مساومة فالأرض لنا والقدس لنا وفلسطين عربية، حول أهمية هذا اليوم وانطباعه في الوجدان العربي والفلسطيني وأبعاده على مستوى العالم والرسائل التي يحملها المقاومون في هذا اليوم المبارك أجرت مراسلة موقع الوقت الاخباري التحليلي مقابلة مع ممثل الجهاد الاسلامي في سورية السيد اسماعيل أبو مجاهد ودار الحوار حول التالي:
الوقت: ما أهمية إحياء يوم القدس في الوجدان الفلسطيني منذ سنوات وحتى اليوم ؟
اسماعيل: احياء يوم القدس العالمي والذي دعي اليه الامام الخميني (قدس) بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران هي رسالة دعم وتأييد للشعب الفلسطيني والتأكيد على أن الصهيونية العالمية غدة سرطانية لا بد من زوالها. وجاء الإعلان عن يوم القدس العالمي بعدما وقعت مصر معاهدة استسلام مع الاحتلال الصهيوني وتخلت عن قضية فلسطين
وفي الحقيقة إحياء هذه المناسبة يجعل من قضية فلسطين والأقصى حاضرة بين الشباب الفلسطيني وفي المخيمات والمدن الفلسطينية.
الوقت: ما الفرق بين إحياء يوم القدس هذا العام والسنوات السابقة سواء في فلسطين او العالم ؟
اسماعيل: تتعرض القدس في هذا العام لأكبر خطر من قبل الاحتلال الصهيوني وخاصة مع حكومة التطرف والغاشية والتي تبنت برامج دعاة بناء الهيكل المزعوم وذبح القرابين وإقامة الصلوات التلمودية ومحاولة فرض الأمر الواقع وحسم الصراع والسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى وهذا العام وحدت هذه المناسبة ساحات المقاومة والأحرار، وكان شعار يوم القدس الضفة درع القدس وتأتى هذه التسمية بعد صفقة القرن وضم القدس واعلانها عاصمة للاحتلال .
وكما كانت الضفة درعا للقدس وتدافع عنه محور المقاومة لن يسمح لهذا الاحتلال بالعدوان والعبث في المسجد الأقصى ورسالة محور المقاومة وصلت للاحتلال بعد الاعتداء على المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى من خلال صواريخ غزة وصواريخ جنوب لبنان مع صواريخ الجولان و هذا العام فلسطين حاضرة في قلب كل عربي ومسلم وفي العواصم العالمية.
الوقت: ما هو أثر يوم القدس في الحفاظ على القيادات الفلسطينية وتقويتها؟ وماذا يعني الاحتفال بهذا اليوم بالنسبة للكيان ؟
اسماعيل: احياء يوم القدس يعطى دعماً للقيادة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني حيث إن الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة الربيع العربي أعتقد بأن قضية فلسطين لم تصبح شأنا عربيا واسلاميا وأن الدول والشعوب العربية شغلت في الصراعات الداخلية والبحث عن لقمة العيش، ولكن هذه الجماهير الغفيرة التقت وخرجت في شوارع طهران ومشهد ومعظم مدن العالم هذه رسالة بأن الجماهير الحرة تدعم فلسطين وتقف ضد الاحتلال الغاصب لفلسطين والاحتفال في يوم القدس يجعل من فلسطين حاضرة كل عام في الجمعة الأخيرة من رمضان والاحتلال يحاول أن يحاصر فلسطين والشعب الفلسطيني وجعل قضية فلسطين في غيابات النسيان وفي يوم القدس هو يوم الدفاع عن الأقصى أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.
الوقت: ما هو دور يوم القدس بالنسبة لعملية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ؟
اسماعيل: التطبيع مع الكيان الصهيوني يأخذ عدة مجالات ومنها الثقافية والتسليم بالرواية التوراتية الصهيونية بخصوص المسجد الأقصى فإحياء يوم القدس رسالة للاحتلال اقصانا لا هيكلهم وانه لا يمكن فرض الأمر الواقع في مدينة القدس والدعم الغربي الإمبريالي اللا محدود من أجل التطبيع مع الكيان الصهيوني هو تطبيع مع الحكام وليس مع الشعوب التي تقرأ في القرآن سورة الإسراء وقصص اليهود وقتلهم الأنبياء .
الوقت: ما هو واجب الحكومات والأمم الإسلامية في احتفال يوم القدس؟
اسماعيل: القدس هي عقيدة الأمة والأقصى ومكة هم عنوان الأمة و واجب الحكومات العربية والإسلامية الدفاع عن الأقصى وحماية المقدسات وفضح جرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين وحل مشكلة اليهود لن تكون على حساب الشعب الفلسطيني و دعم المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني هو واجب ومن أجل مصلحة الأمن القومي للمنطقة والحكومات العربية لا تقوم بدورها . ففى عام 2020 في بيروت كان إعلان رسمي من الدول العربية الاعتراف بإسرائيل والتنازل للاحتلال عن فلسطين ولكن بجهود جمهورية إيران الاسلامية ودعمها للمقاومة تم إفشال كل مشاريع الاستسلام من المبادرة العربية إلى اتفاق أوسلو الخياني، ودعم سوريا وفتح أبوابها للمقاومة الفلسطينية جعل من فلسطين والقدس قضية حاضرة وعلى جدول اعمال العالم كله.