الوقت- أتى الصمت الاعلامي الاسرائيلي بعد كلمة أمين عام حزب الله السيد "حسن نصرالله" الأخيرة في تأبين الشهيد "سمير القنطار" ليؤكد على حالة الارباك والهلع التي بعثتها كلمات السيد نصر الله في داخل الکیان الاسرائیلي. فبعد طفرة التعليقات الشامتة خلال اليومين الماضيين صمت الضجيج الفارغ ليحل مكانه الترقب المربك للرد الذي تحدث عنه صادق القول "السيد نصر الله". وتختصر عبارة "على الاسرائيليين انتظار الرد بدءا من الليلة" التي أوردها موقع "اسرائيل اليوم" الواقع الاسرائيلي الذي استفاق من النشوة الفارغة التي عاشها خلال اليومين الماضيين ليبدأ النقاش والحديث حول صحة التقديرات الاسرائيلية بعدم الرد من قبل حزب الله.
حيث كانت تقديرات الکیان الاسرائيلي حسب الاعلام الاسرائيلي بأن الرد سيكون في أقصى حالاته ردا رمزيا. ولكن كلمة "السيد نصر الله" أتت لتغير الموازين وتكون نقطة عطف في مسير الصراع ما بين المقاومة وإسرائيل. حيث تدرك إسرائيل جيدا بأن كلام "السيد نصر الله" وتوعده بالرد سيأتي لا محالة. وهذا ما يؤكده مراسل الشؤون العسكرية في القناة الثانية العبرية "روني دانيئيل" والمعروف بأنه يعبر عن توجهات الأجهزة الأمنية الاسرائيلية حيث قال تعليقا على الحادث وقبل كلمة السيد نصر الله "أن الجيش الاسرائيلي يصغي جيداً إلى كل ما يصدر عن حزب الله، وتحديداً ما صدر في تشييع القنطار، الأمر الذي دفعه إلى اتخاذ خطوات احترازية". مضيفا تطمينا للداخل الاسرائيلي بأن الرد سيكون محدودا على اعتبار أنه لا مصلحة بالانجرار الى حرب في هذا الوقت. ولكن الواضح أن هذه التطمينات لم تلقى الصدى المطلوب في الداخل الاسرائيلي حيث أعلنت مستوطنات في شمال فلسطين عن فتح الملاجئ استعدادا للأسوأ.
وحول الردود المتوقعة يؤكد متابعون بأن أمام المقاومة خيارات عدة للرد ان كان على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة كما حصل سابقا ابان استهداف الشهيد "جهاد مغنية" ورفاقه أو الرد في جبهة الجولان التي تقض مضجع الكيان الاسرائيلي والتي لعب الشهيد سمير القنطار دورا كبيرا في إحيائها واستنهاضها كيف لا؟ وهو الذي قال بعيد تحريره "لم أعد من فلسطين الا لكي أعود الى فلسطين". وتؤكد أوساط السكان في جبل الشيخ والجولان المحتل أن الشعب اتخذ القرار الحاسم بمقاومة الاحتلال وتتحدث الأخبار الواردة من هناك عن جهوزية عالية لدى لجان المقاومة الشعبية في حال اتخذ القرار بالرد. هذا فضلا عن إمكانية الرد في داخل فلسطين المحتلة. وخلاصة المشهد هو ما أوردته وسائل الاعلام الاسرائيلية عن توقع رد قوي ومفاجئ لم يفكر به العقل الأمني والعسكري الاسرائيلي.
أما وبالعودة إلى شهادة الشهيد القائد "سمير القنطار"، فان ثمارها المباركة حتما سيكون في اشتداد شوكة المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي وليس العكس. وهذا ما يؤكده "السيد نصر الله" بأن المسيرة لا تنتهي باستشهاد قائد وكلنا كنا نعلم ونفس "سمير" كان يعلم أن اسرائيل لن تتركه على قيد الحياة. وهذا ما كتبه الشهيد بنفسه في وصيته "أؤكد لكل محبي المقاومة أن الانتقام لدمائنا يكون من خلال التمسك بهذه المسيرة ومن خلال تنامي قوة الردع التي تمتلكها المقاومة، و أيضا من خلال استمرار رفع جهوزيتنا التي تضمن تحقيق النصر على هذا العدو الصهيوني في أي مواجهة قادمة، إن النصر على هذا العدو هو الإنتقام الأكبر والأهم لكل الدماء المظلومة".
وهنا من الجيد الاشارة الى بعض مما ورد في وصية الشهيد سمير القنطار التي يقول فيها: "منذ اختياري لطريق النضال والجهاد في سبيل رفعِ الظلم عن فلسطين وأهلها ولدفع الظلم والموت عن أهلنا وشعبنا في لبنان كنت على يقين أن هذا الطريق الذي اخترته بقناعة تامة نهايته النصر أو الشهادة" وفي كلام آخر "وصيتي أن يكون الجولان المحرر هديتي على شاهد قبري" وأيضا يختم "وصيتي أودعها أمانة بين يدي السيد حسن نصر الله والسيد الرئيس بشار الاسد" في تأكيد على أهمية حفظ المقاومة وسوريا و رموزهما. خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تعيشها سوريا والتي من المؤكد أن استشهاد "سمير القنطار" ستكون له الآثار الايجابية على جبهاتها ضد التكفير والارهاب المرادف للعدو الاسرائيلي.
وأما فلسطين فالأكيد أن من ثمار شهادة القائد "سمير القنطار" أنها ستؤدي الى توحيد الصف أكثر فأكثر ما بين فصائل المقاومة المختلفة اللبنانية والسورية والفلسطينية بالخصوص. فهو الذي عاش جل عمره في سجون الاحتلال الاسرائيلي ونسج العلاقات الطيبة مع زملائه من الأسرى الفلسطينيين. وهو صاحب الخصوصية في وجدان الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة حتى أنه كان يملك أما فلسطينية لطالما كانت تزوره في السجن و تتفقد أحواله بالاضافة الى أبنائها الاخرين من الفلسطينيين.