الوقت- العدوان السعودي الذي انطلق تحت مسمى عاصفة الحزم والعزم ثم تغيرت عناوينه وشعاراته عدة مرات مُني بهزيمة كبيرة حيث تفكك ما يسمى التحالف العربي الذي اطلقته السعودية، ولم يستطع هذا التحالف او هذه الحرب ان تحقق اي اهدافها التي رفعتها ومنها تدمير قوة اليمن الصاروخية واعادة ما تسمى حكومة منصور هادي الى العاصمة صنعاء او القضاء على حركة انصارالله. ومع فشل التحالف وارتكابه العديد من المجازر بحق المدنيين في اليمن وكذلك احداثه دمارا واسعا وكبيرا جدا في البنية التحتية وفرضه حصارا خانقا على الشعب اليمني طوال هذه السنوات، الا ان اليمن لم ينكسر واستطاع الصمود، وتحول في الاعوام الاخيرة من موضع الدفاع الى الهجوم واستطاع ان يحقق انجازات عسكرية كبيرة ووصلت قواته الى قلب العواصم المعتدية ما احدث حالة من توازن القوى، كما استطاعت القوات اليمنية استعادة العديد من المناطق التي خسرتها خلال السنوات الاولى.
وتقدر المنظمات الدولية بان اليمن تكبد خسائر فادحة تتجاوز 500 مليار دولار، كما قتل بشكل مباشر او غير مباشر اكثر من نصف مليون مدني اغلبهم ماتوا بسبب تفشي المجاعة والاوبئة التي احدثها العدوان جراء استهدافه البنية التحتية للبلاد واستخدامه كماً هائلاً من الاسلحة التي زودته بها القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية وخلال سنوات العدوان المتواصلة عملت دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي على احتلال منابع النفط والغاز اليمني ونهبه في محافظات حضرموت وشبوة ومأرب وتوريد قيمة ما يظهر منه للعلن الى حسابات قيادات تابعة لها عبر البنك الأهلي السعودي.
كما قامت دول تحالف العدوان وحسب احصائيات خلال سنوات العدوان بمحاولة تنفيذ المخطط السعودي القديم الحديث المتمثل بمشروع السعودية بمد انبوب نفط عبر صحراء الربع الخالي مرورا بمحافظتي حضرموت والمهرة وصولا الى البحر العربي والذي ان تم انجازه سيوفر ملايين الدولارات شهريا بدلا من عناء تصدير النفط السعودي عبر البحر الأحمر. وتذكر الإحصائيات ايضا انه وخلال سنوات العدوان قامت دول تحالف العدوان على اليمن بنهب الثروات اليمنية السمكية والنفطية الى جانب نهب مناجم الذهب بمحافظة حضرموت ونهب الاثار اليمنية ورصد تقرير دولي تهريب اكثر من مليون قطعة أثرية للخارج خلال سنوات العدوان الماضية.
وتتعدد اشكال النهب والتدمير الموثقة لدول تحالف العدوان السعودي الإماراتي الامريكي وتتعدد أجنداته الاستعمارية التي من ضمنها ايضا سيطرة الدول العظمى المشاركة بالعدوان وفي مقدمتها امريكا وبريطانيا وفرنسا وسيطرتها على مضيق باب المندب الممر الدولي المهم. الى ذلك ظهرت مطامع أخرى تتمثل بتسهيل وصول ضباط كيان الاحتلال الاسرائيلي للجزر اليمنية المحتلة وخاصة بعد إعلان دويلة الإمارات تطبيعها مع كيان الاحتلال الاسرائيلي.
وبالنظر إلى مطامع دول العدوان في اليمن تتضح جليا الصورة الحقيقية لاهدافها الحقيقية وأكذوبة دفاعها عن اليمنيين الذي لم توفر لهم سوى الدمار ولم تخلف لهم في حربها سوى تفاقم المجاعة الذي وصل حسب تقارير أممية حد وجود اكثر من اثنى عشر مليون يمني تحت خط الفقر وملايين الأطفال الذي يعيشون في مجاعة وسوء تغذية وتشريد وقتل الملايين وكل ذلك لأجل تحقيق دول العدوان لأهدافها غير المشروعة على حساب أشلاء اليمنيين ودمار اليمن. وعشية الذكرى الثامنة للعدوان على اليمن أو ما تسمى عاصفة الحزم التي انطلقت في 26 مارس 2015م كشفت جهات حقوقية عن إحصائية خسائر اليمن البشرية والبنية التحتية خلال 8 سنوات من العدوان والحرب على اليمن التي يقودها تحالف دول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وأعوانه وأدواته.
وعلى صعيد متصل، أعلنت وزارة حقوق الإنسان اليمنية أن عدد الضحايا ــ خلال ثماني سنوات من العدوان والحصار ــ تجاوز 49 ألف شهيد وجريح بينهم نساء وأطفال، فيما توفي قرابة مليون ونصف مليون مدني بطريقة غير مباشرة جراء الأسلحة المحرمة وتفشي الأمراض والحصار الذي يمارسه تحالف العدوان السعودي الأميركي على اليمنيين. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته وزارة حقوق الإنسان بالشراكة مع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالعاصمة صنعاء اليوم الأربعاء تحت عنوان: "ثماني سنوات من العدوان والحصار.. تآمر دولي وتواطؤ أممي".
وأكدت الوزارة أن إجمالي عدد الشهداء والجرحى طوال ثمانية أعوام تجاوز تسعة وأربعين ألفًا بينهم أكثر من 8700 طفل وأكثر من 5400 امرأة. وأوضحت أنه توفي مليون و483 ألف مدني بطريقة غير مباشرة نتيجة تفشي أمراض مزمنة وسموم المواد الكيماوية للأسلحة المحرمة وسوء التغذية وغيرها. وبيّنت أن العدوان والحصار طوال ثمانية أعوام سبب ارتفاع نسبة الفقر الى 95% ومعدل البطالة إلى أكثر من 65 %، مؤكدة أن الحصار الجائر فاقم من المعاناة وتسبب في انعدام الأمن الغذائي الحاد لأكثر من 16 مليون شخص.
وأحصت وزارة حقوق الإنسان وفاة أكثر من 120 ألف حالة مرضية نتيجة إغلاق مطار صنعاء الدولي وحرمان ما يقارب مليون مريض بحاجة ماسة إلى السفر للعلاج. وتعرض أكثر من 3 آلاف صياد للقتل والإصابة والتعذيب من قبل بحرية العدوان وتدمير وإحراق أكثر من 4600 قارب صيد وسرقة 173 قاربًا. وأشار وزير حقوق الإنسان علي الديلمي إلى أن الوزارة وثّقت منذ آذار/ مارس 2015 وحتى آذار/ مارس 2023 ما لا يقل عن 12563 واقعة لإعاقة دول تحالف العدوان ومرتزقتها وصول المعونات الإنسانية والمواد الأساسية إلى المدنيين، مؤكدًا أن مطار صنعاء الدولي ما زال مغلقًا في وجه اليمنيين طالما يتعرض باستمرار لقيود حادة من قبل تحالف العدوان.
بدورها، قالت أمين عام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة أخلاق الشامي: "إن المنظمات الدولية ذكرت في غير مرة الوضع الإنساني المأساوي لليمن إلا أن ذلك لم يحرك ساكنًا ولم يدفعها للقيام بمسؤولياتها". ومن جهته، أكد وكيل وزارة حقوق الإنسان علي تيسير أن العدوان الأميركي السعودي مارس كل أصناف الإجرام بحق الشعب اليمني في كل مناحي الحياة، مضيفًا: "إننا كشعب يمني عصي على التركيع ولن تزيدنا هذه الجرائم إلا صمودًا وأكثر تحركًا لمواجهة العدوان"
وبعد ثماني سنوات وفي الذكرى السنوية للصمود في وجه العدوان وذكرى تدشين العام التاسع من الصمود في وجه العدوان خرج الملايين من الشعب اليمني في مسيرات مليونية تعطي صورة واضحة عن مدى تماسك الشعب اليمني وتغلبه على قوى الظلم والاجرام وأنه حاضر في كل ساحة وميدان للاستمرار في الصمود حتى تحقيق النصر المؤزر.
ساحة باب اليمن بالعاصمة صنعاء احتشد فيها جماهير الشعب لإحياء الذكرى الثامنة للصمود وتدشين العام التاسع للتأكيد على مواصلة مسيرة الصمود والتحدي ،وعدم الخضوع والاستسلام لمشاريع ومخططات الأعداء واستمرار رفد الجبهات بالمال والرجال والسلاح.
المشاركون بعثوا رسائل لقوى العدوان أكدوا أن حربهم وعدوانهم وجبروتهم وتكبرهم واستكبارهم طوال ثماني أعوام لن تهزم الشعب اليمني ولن يستسلم ولن يستكين وأن المجازر التي ترتكب بحقه لن تزيد الشعب الا صمودا وعزيمة واصرارا على الصمود حتى تحقيق الانتصار، مؤكدين أن العام التاسع سيكون بإذن الله عام القصاص وتأديب المعتدين. وحيا المشاركون أبطال الجيش المرابطين في جبهات القتال للدفاع عن الأرض والعرض، كما حيوا القوة الصاروخية والمجاهدين في مراكز الدراسات والأبحاث لتطوير قدرات الردع. وبعث المشاركون رسائل لتحالف العدوان أن كل خياراته ورهاناته سيدوسها اليمنيون بأقدامهم وله فيما مضى دروس وعبر، فمن استطاع الصمود طوال ثمانية أعوام رغم ما تعرض له من قتل وتشريد وحرب اقتصادية في مختلف المجالات فهو قادر بعون الله وقوته على الصمود والثبات وهزيمة قوى الغزو والاحتلال
وأكدت جماهير الشعب اليمني أن الصمود هو خيارنا المبدئي والإنساني والأخلاقي والإيماني، وأنه خيار مشروع لا نقاش فيه، وطالما استمر العدوان والحصار فإننا مستمرون في التصدي له بكل إباء وعزم وجد.. مؤكدين أن ثماني سنوات كافية لإثبات فشل المعتدين وإخفاقهم، وبات واضحا ألا أفق لتحالف العدوان إلا المزيد من الفشل والإجرام. كما أكد المشاركون أن موقفنا مشروع بكل الاعتبارات فالعرف والقانون الدولي وكل ما لدى البشر من قوانين يكفل لنا حق الدفاع عن بلدنا وشعبنا فالشعب لا يهمه مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة لأنه يمتلك المشروعة القرآنية، وأن التصدي للعدوان واجب إيماني وأخلاقي كما قال الله: ”أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير”.