الوقت - فاجأت كل من السعودية وايران العالم باتفاقهما، حيث لقى هذا الاتفاق كل الترحيب لدى الغالبية لقدرته على حل الكثير من المشاكل في الشرق الأوسط ، بينما خلق الكثير من التساؤلات لدى بعض الأطراف، فحول هذا الاتفاق وأهميته ودوره ومصير معارضيه ومؤيديه أجرت مراسلة موقع الوقت الاخباري التحليلي مقابلة مع الاستاذ الصحفي محرز العلي تمركزت حول التالي:
الوقت: ما هو رأيكم بالاتفاق الأخير المبرم بين السعودية وايران وما هي أهدافه ؟
محرز: بالنسبة للاتفاق المبرم بين السعودية وايران هو خطوة مهمة جدا وهو اتفاق استثنائي لأنه يشكل صفعة قوية للمشروع الصهيوامريكي في المنطقة الذي يهدف الى ابقاء المنطقة في حالة من التوتر والغليان وخلق الفتن، وما كانت تخشاه الدول الخليجیة حسب ما كانت تخطط له الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني من أن العدو الأول للدول الخليجية هو ايران، فهذا الاتفاق سوف يدحض قول الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي فسوف يكون لهذا الاتفاق اهمية كبيرة من ناحية التأثير على أوضاع المنطقة وافشال المخطط الصهيو أمريكي فهو، خطوة كبيرة فللسعودية وزن كبير في المنطقة وايران ايضا لها وزن كبير في المنطقة ونزع حالة العداء بين الدولتين سوف يؤثر ايجابا على مجمل الاوضاع في المنطقة والتي كانت في حالة من التوتر والغليان بسبب الفتن والحروب التي تسعى إليها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني لتحقيق مآربهم واضعاف كلتا الدولتين ومحاولة نهب خيرات الدول الخليجية على أساس أن الولايات المتحدة الامريكية تؤمن لهم الأمن والحماية من ايران حسب زعمها.
الوقت: ما تأثير هذا الاتفاق بين إيران والسعودية على مسار العلاقات السعودية السورية؟
محرز: فيما يتعلق بتأثير الاتفاق الايراني السعودي على مسارات العلاقات السورية السعودية، نحن لاحظنا في الفترة الأخيرة أن السعودية حاولت عدم التدخل في الشأن السوري وخاصة في المرحلة الأخيرة أيضا وبالتالي هناك أيضا محادثات سورية سعودية غير معلنة وهناك توجه نحو إعادة العلاقات السورية السعودية وبالتالي هذا الاتفاق سوف يسرع هذه الخطوات ويعطيها زخماً أكبر على أساس أن إيران دولة صديقة وشريكة مع سورية وبالتالي سوف يكون لها تأثير كبير في إسراع هذه الخطوات التي من شأنها أيضا أن تعيد الدفء لهذه العلاقات وبالتالي حالة الاستقرار والأمن في المنطقة والتي هي تعود لصالح الشعبين السوري والسعودي وكذلك الأمر.
الوقت: في ظل هذا الاتفاق وترسيخ مكانة سورية من جديد عربياً ودولياً، ما هو مصير القوى المعارضة الموالية للسعودية؟
محرز: موضوع القوى المعارضة الموالية للسعودية، في الحقيقة لا توجد معارضة بمعنى المعارضة هناك أشخاص مأجورون كانوا يخدمون الأجندة الأجنبية ضد بلدهم، ولاحظنا أن السعودية في الفترة الأخيرة اكتشفت أن هؤلاء المعارضة هم موالون للذي يدفع لهم رواتبهم واقامتهم في الفنادق وليس لديهم أي أرضية في سورية وليس لديهم أي انتماء وطني وتأثيرهم في الداخل السوري معدوم تماما، وبالتالي لاحظنا أن هناك تضاؤلا في عملية اعطاء ما تسمى المعارضة هذا الزخم الذي كانت تحصده في البداية، ولاحظنا أن هناك تخل تدريجي عن أولئك الموالين لمن يدفع لهم أكثر وبالتالي مصيرهم إلى مزابل التاريخ وهو مصير كل عميل ليس له أي انتماء لوطنه ولا يدافع عن وطنه والسعودية وكل الدول الأخرى سوف تتخلى تدريجيا عن هؤلاء المأجورين لأن الحكومة السورية هي حكومة قوية والدولة السورية هي دولة قوية وجيشها متماسك وهو بمساعدة الأشقاء والأصدقاء الإيرانيين والروس وكل الاصدقاء وقوى المقاومة يسعون لتطهير كل شبر من سورية وبالتالي هؤلاء من يسمون معارضة هم مأجورون وليس لهم مستقبل ومستقبلهم سيكون إلى مزابل التاريخ الى شعوب المنطقة.
الوقت: ما تأثير هذا الاتفاق على العلاقات السعودية مع الدول الغربية والاوروبية ؟
محرز : العلاقات السعودية مع الدول الغربية والأوروبية بعد هذا الاتفاق مع إيران بالتأكيد سيكون له تأثير كبير نحن الآن في مرحلة تكوين نظام عالمي متعدد الأقطاب وبالتالي السعودية تسعى لتحقيق مصالحها وهي تسعى لأن يكون لها دورها الفاعل في هذا النظام العالمي الجديد وبالتالي هذا الاتفاق سوف يطرح كل ما هو ليس جدير بإعطاء دور فاعل أو تحقيق مصلحة السعودية، الدول الغربية هي بحاجة للسعودية، والسعودية ليست بحاجة الدول الغربية كما الدول الغربية بنفس الحاجة لمصدرالطاقة السعودي وبالتالي السعودية سوف يكون لها تأثير وسوف تأخذ دورها ولا أهمية لما سيتخذه الغرب والدول الأوروبية من خطوات تجاه السعودية لأنهم بحاجة لمصدر الطاقة الأساسي، ولاحظنا عندما روسيا قطعت النفط أو مصدر الطاقة عن الدول الأوروبية كيف تهافتت الدول الأوروبية على الدول الخليجیة ومن أهمها السعودية لاستجرار الطاقة والنفط والغاز من أجل تأمين حاجات بلادهم.
الوقت: ما هو رأیکم حول رعاية الصين للاتفاق السعودي الإيراني؟
محرز: رعاية الصين للاتفاق السعودي الإيراني له أهمية كبيرة وهذا يدل بشكل كبير على أن المرحلة القادمة هي مرحلة نظام عالمي متعدد الأقطاب تلعب الصين فيه دورا كبيرا جداً وأن السعودية وكل دول المنطقة شعرت بأن الهيمنة الأمريكية بدأت تتآكل، ولاحظنا أن الاقتصاد الأمريكي أيضا يتآكل وهناك أكثر من ثلاثين بنكاً قد أعلنوا افلاسهم في الولايات المتحدة الأمريكية وهذا يبشر على تآكل الدور الأمريكي في المنطقة وصعود كبير لدور الصيني والدور الروسي وبالتالي كل دولة من الدول تسعى لتحقيق مصالحها وإثبات وجودها وإلى أي قوى سوف تنحاز من أجل تحقيق هذه المصالح، وبالتالي فإن السعودية رأت في التعامل مع الصين له أهمية وله مصداقية وبالتالي كان من نتائج هذه العلاقات السعودية -الصينية والعلاقات الإيرانية- الصينية إنجاز هذا الاتفاق الذي أخذ وقتا كبيراً لإعداده بشكل جيد وبشكل يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة والخير لكل شعوب المنطقة بعيداً عن الهيمنة الأمريكية والفتن والحروب التي كانت تريد أن تبقيها الولايات المتحدة الأمريكية وكيان الاحتلال الإسرائيلي من أجل تنفيذ مصالحهم على حساب مصالح شعوب المنطقة.