الوقت - العديد من الخبراء ووسائل الإعلام في الکيان الصهيوني، ليس لديهم وجهة نظر إيجابية حول حكومة بنيامين نتنياهو. حيث جمع أكثر الأشخاص عنصريةً وإجراميةً من الطبقة السياسية للکيان. ويبدو أن كل هذه الأحداث والإجراءات، تهدف إلى استراتيجية بدء التوتر في الشرق الأوسط.
ومن الممكن أنه حتى مع وقوع حادثة إرهابية، بناءً على تصميم الموساد، فإنهم سيستخدمونها لتصعيد الأزمة. هذا في حين أن الكيان الصهيوني كان يعاني دائمًا من مشاكل في شؤونه الداخلية، وحجم هذه المشكلات يتزايد باستمرار. وسبب عدم الاستقرار هذا هو الحكومة المزيفة داخل المجتمع اليهودي كشعب غير مستقر.
إنهم يلتزمون بأيديولوجية متخلفة تضعهم في مواجهة غير اليهود. وبقدر ما هم متخلفون، فهم غير قادرين على إنشاء نظام سياسي فعال. في هذه السطور، هناك محاولة لشرح تحديات الکيان الإسرائيلي مع حكومة بنيامين نتنياهو.
المؤكد هو أن الدراسة المستقبلية للمقاومة في الضفة ربما تقترب من التوتر الإقليمي. ويبدو أن اليهود يستعدون لبرنامج "النكبة الثانية"؛ ومن الممكن أن يُطرد كل فلسطيني غير يهودي بعنف من الضفة الغربية وغزة.
من ناحية أخرى، مع تراجع أمريكا وعجز بايدن، سيفعل نتنياهو الآن أي شيء. ووفقًا لتاريخ وسلوك حكومة نتنياهو، قد تكون هناك توترات إقليمية بين الکيان وجيرانه، بما في ذلك لبنان وسوريا.
يبدو أن على محور المقاومة الاستعداد لاختبار جديد بالتعاون مع روسيا. وحسب معظم المحللين السياسيين، فإن وجود اليمين المتطرف والأحزاب الدينية الصهيونية في السلطة، سيزيد من حدة الأزمة والانقسامات الاجتماعية والسياسية الداخلية. لأن الائتلاف الحاكم برئاسة نتنياهو يتخذ سياسةً متطرفةً وفاشيةً للغاية تجاه الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة وفي الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، ومن ناحية أخرى سيزيد من التوترات الإقليمية.
ومن المهم أن نلاحظ أن نتنياهو يحاول دائمًا لعب دور البائع الذي يأخذ المال لكنه لا يعطي شيئًا في المقابل. لذلك، قد يفعل الشيء نفسه فيما يتعلق باتفاقيات أوسلو. وبعبارة أخرى، سيتم تعطيل اتفاق ترسيم الحدود البحرية، لحل مسألة احتياطيات الغاز اللبنانية في شرق البحر المتوسط.
يرى نتنياهو أن هذا الاتفاق هو شكل من أشكال الخضوع لحزب الله، كما أشار في تصريحاته إلى التخلي عن هذا الاتفاق. إن سلوك نتنياهو السياسي هو حكومة مؤلفة من مجرمين. هذه الحكومة هي الحكومة اليمينية الأكثر تطرفاً في تاريخ الكيان الصهيوني، ما سيقلل من دعم الشعب؛ ونتيجةً لذلك، تضعف شرعية الکيان.
حتى أن بعض المحللين يعتقدون أن بنيامين نتنياهو سيدمر كل أعمدة هيكل الکيان. لأنه من خلال تأجيج الخلافات الداخلية وفقدان الدعم الأجنبي والأسرة الدولية، سيتم توفير الأرضية لتدمير وانحطاط الکيان الصهيوني.
ومن المؤشرات المهمة على هذا التراجع تحليل بيانات معهد ديمقراطية الکيان، والتي تنص على أن المستوى العام لثقة المواطنين في مؤسسات الکيان، قد انخفض من متوسط مرتفع يبلغ 61٪ إلى انخفاض غير مسبوق بنسبة 23٪ من 2012 إلى 2022.
بشكل عام، مشاكل وتحديات الکيان الإسرائيلي المتأثرة بحكومة نتنياهو المحتملة هي كما يلي:
1. سقوط أسطورة التفوق: على الرغم من التكنولوجيا والأسلحة الحديثة، فإن المؤسسة العسكرية للکيان، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، لم تكن قادرةً على تحقيق استراتيجية "الجيش الذي لا يقهر"، وقد ثبت في كثير من الأحيان أنهم غير قادرين على تحقيق الفعالية في أنشطتهم العسكرية.
2. خوف جنود الکيان من الصراع العسكري المباشر، بسبب عدم النجاة والبقاء على قيد الحياة.
3. بسبب خوف جنود الکيان، فإن سلاح الجو والحرب عن بُعد على جدول الأعمال، وهذا يسبب كسلًا وقلة دافعية للجنود في الصراع العسكري، وسيؤدي إلى نقص القوة في القتال المباشر.
4. وحسب الملاحظات الميدانية في الصراعات السابقة، فإن الکيان لا يملك القدرة على القتال في عدة أماكن وساحات في الوقت نفسه، ووضع الدعم سيجعل الکيان عالقًا في مستنقع.
5. شكّل الوضع الداخلي لفلسطين المحتلة واشتداد المقاومة المسلحة في الضفة الغربية، تهديداً خطيراً للکيان لم يجدوا حتى الآن أي وسيلة للتغلب عليه.
6. تفاقم الانقسام الحاد في المجتمع الصهيوني مع تشكيل الحكومة اليمينية المتطرفة، الأمر الذي سيؤدي إلى مشاكل كبيرة للکيان في تحقيق استراتيجيته طويلة المدى تحت عنوان الأمن الداخلي الشامل.
7. نصيحة الخبراء الاستراتيجيين لمسؤولي الکيان هي التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة باعتبارها أكبر داعم له، وهو جهد جاد للتعزيز والتطوير مع بعض البلدان في المنطقة، وفي نهاية المطاف إنشاء تحالف إقليمي وعالمي ضد إيران.
8. إذا تم تشكيل الحكومة الحالية، فإن المنظور التفاعلي لفلسطين مع السياسة سيكون أكثر صعوبةً مما كان عليه في الماضي.
9- بشكل عام، تتمثل التحديات الأمنية الخطيرة التي يواجهها الکيان في الآتي:
1/9– إيران، التي يعتبرها الکيان تهديدًا وجوديًا كبيرًا له في المنطقة، يؤكدون أن العالم كله يجب أن يقف ضد إيران؛ لأن إيران هي التي تسببت في فشل مشروع الشرق الأوسط الجديد.
2/9 - حزب الله اللبناني. إنه قوة عسكرية متنامية في قطاع الصواريخ المتخصصة، مع قدرة قتالية عالية وخبرة ميدانية في معارك سوريا ضد الإرهابيين. في الواقع، أصبح حزب الله اللبناني جيشاً لديه معادلة ردع استراتيجي مع قوات حرب العصابات التي تستخدم الأساليب التقليدية الإبداعية في الميدان. من ناحية أخرى، مع توسع وتطوير صواريخ حزب الله ونقص القدرات الدفاعية الجوية للجيش الصهيوني، كان ذلك أحد نقاط ضعف الکيان.
10- التحديات في ساحة فلسطين وأجزاء قطاع غزة والضفة الغربية والأراضي المحتلة:
1/10. باستراتيجية منتظمة، المقاومة في قطاع غزة قادرة على القيام بعمليات متقدمة في عمق المواقع الصهيونية. وأصبحت المقاومة في غزة من أخطر التهديدات الوجودية ضد الکيان، والتي ستشل القوة العسكرية للکيان من خلال تنفيذ عمليات صاروخية.
2/10. تعتبر الضفة الغربية عنوان أحداث الصراع المسلح والعمليات الاستشهادية للفلسطينيين في المستوطنات الصهيونية، ما دفع الکيان إلى إرسال نصف جيشه إلى قرى ومدن الضفة الغربية، وخاصةً في المناطق الشمالية. ويبدو أنه عندما تتولى الحكومة الجديدة السلطة، ستشتد المواجهة بين جيش الکيان، وقد تدفع السياسات الفاشية الجديدة لحكومة نتنياهو الوضع نحو صراع شامل عبر الضفة الغربية بين الفلسطينيين والصهاينة.
3/10. في الأراضي المحتلة(22٪ منها فلسطينيون)، كل جهود الکيان لنزع الهوية الفلسطينية من المنطقة المذكورة والسيطرة على العرب القاطنين فيها ذهبت سدى، ويمكن أن تصبح في المستقبل واحدةً من التحديات الرئيسية للصهاينة على الساحة الداخلية.
11- التحدي الداخلي للمجتمع الصهيوني هو العنصر الأساسي في خطة حصانة الأمن الداخلي للکيان، وتوحيد الساحة الداخلية للمجتمع الصهيوني أمر حيوي. لأن التماسك الداخلي شرط أساسي لمنع الأمن الداخلي للکيان من الانهيار، ودون الالتفات إليه، لا يمكنه التعامل مع التحديات الأخرى.
على الرغم من كل هذه الجهود، فإن الانقسامات العميقة التي نشأت في المجتمع الداخلي للکيان الصهيوني خلال السنوات الماضية، وكذلك الاستقطاب الداخلي الذي يظهر عمق الصراعات الاجتماعية والعرقية في الرأي العام الإسرائيلي، تتزايد وتتفاقم مع تشكيل حكومة نتنياهو الفاشية.
ويبدو أن الوضع الداخلي للکيان سيزداد سوءًا في ظل هذه الحكومة، وهذا هو السبب في قيام الخبراء الاستراتيجيين في توجيه الدعوة إلی نتنياهو لمراجعة سياساته.
وبناءً على السياسات التي ستنفذها حكومة الکيان الجديدة في الداخل وفيما يتعلق بالشعب الفلسطيني، فإن لها عواقب يمكن أن تنهي حياة حكومة نتنياهو قبل انتهاء مدتها القانونية.
كما استخدم السيد "حسن نصر الله"، الأمين العام لحزب الله اللبناني، مصطلح "الوجود المؤقت" للکيان الصهيوني في خطابه الأخير، وأكد أن هذا الکيان يتجه نحو الدمار، كما أن الوضع الداخلي للکيان الصهيوني والتطورات الدولية تقود الکيان إلى الدمار.