الوقت- خلال الايام القليلة الماضية و في ظل الأوضاع الاخيرة داخل الكيان الصهيوني ظهر جلياً أن الفترة القادمة ستكون فترة عصيبة على كيان الاحتلال الصهيوني، فالاحتجاجات الاخيرة التي غطتها وسائل الإعلام العبرية والتي خرج فيها متظاهرون لمهاجمة "نتنياهو" والتي عبرت بشكل واضح عن الرفض القاطع لتشكيل حكومة يمينية باعتبارها "تهديدًا كبيرًا لمستقبل الكيان الصهيوني، حيث إنها تعتبر دليلاً وأضحاً أن الفترة القادمة ستحمل الكثير من المتغيرات داخل كيان الاحتلال الصهيوني، فالمجتمع الإسرائيلي يرى أن موقف حكومة نتنياهو المقبلة سيجعل من المستحيل عسكريًا وسياسيًا أن يظهر حل الدولتين على الإطلاق. في هذا السياق لابد من الإشارة أنه سبق وأن طالبت الاوساط الإسرائيلية الإدارة الأمريكية أن تفعل كل ما في وسعها للتعبير عن دعمها لمجتمع "تحكمه حقوق متساوية وسيادة القانون"، بدلًا من الموافقة على هذه النتيجة.
بعد التحذيرات التي أطلقها المتظاهرون خلال الاحتجاجات الماضية وبعد عدة أيام استطاع نتنياهو تشكيل حكومة جديدة حيث تم موخراً الإعلان عن تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة،
تشكيل الحكومة الجديدة جاء في ظل وضع امني هش يعيشه الكيان الصهيوني وفي ظل خروج مظاهرات ضد نتنياهو، وهنا يتساءل الكثير بعد أن تم الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة من قبل نتنياهو ما هي العواقب الوخيمة على أداء هذا الرجل خلال المرحلة القادمة؟ وما هي العواقب التي ستحل على الكيان الصهيوني؟ بالسياق نفسه فإن العديد من التساؤلات تُطرح حول المرحلة القادمة عن علاقة الكيان الصهيوني مع بعض الدول المجاورة والمطبعة حيث لا يخفى على أحد أنه ومع الإعلان عن فوز نتنياهو خلال الانتخابات الاخيرة تحدثث العديد من وسائل الإعلام أن العلاقات الصهيونية الأردنية لن تكون على ما يرام بسبب وجود نتنياهو على رأس أي حكومة مقبلة.
تشكيل حكومة جديدة في "إسرائيل"
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو في وقت متأخر ليلة الأربعاء نجاحه في تشكيل حكومة جديدة مع حلفائه في معسكر اليمين، وذلك قبل دقائق من انتهاء التفويض الممنوح له. حيث كتب نتنياهو على تويتر قبل دقائق من منتصف ليل الاربعاء أنه تمكن من تشكيل حكومة، كما أكد متحدث باسم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ تلقي إعلان نتنياهو عبر اتصال هاتفي، وفي بيان نشره قال نتنياهو إنه أرسل إلى هرتسوغ الرسالة التالية "بفضل الدعم الجماهيري الكبير الذي تلقيناه خلال الانتخابات الأخيرة أبلغكم أنني تمكنت من تشكيل حكومة ستعمل لمصلحة جميع مواطني إسرائيل".وكان زعيم حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش قد استبق إعلان نتنياهو، وكتب على تويتر "تهانينا، تمكنا (من تشكيل حكومة)".
وفي هذا الصدد من المقرر أن تؤدي الحكومة اليمينية القسم أمام الكنيست (البرلمان) الاثنين المقبل بعد انتهاء ما يعرف بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا)، وبذلك سيخلف نتنياهو رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد. وهنا لابد من الإشارة إلى أنه بعدما انتصر مع حلفائه في الانتخابات التشريعية التي أجريت مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كانت أمام نتنياهو مهلة تنتهي الساعة 11:59 مساء الأربعاء بالتوقيت المحلي لإبلاغ هرتسوغ بأنه نجح في تشكيل الحكومة.وسبق أن حصل نتنياهو من هرتسوغ على مهلة 28 يوما لتشكيل الحكومة، ثم تم تمديدها 10 أيام.
ما هي دلالات الحكومة الجديدة..هل هي الأكثر تطرفاً؟
بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة الإسرائيلية يتواصل الجدل الداخلي في داخل الكيان الصهيوني، حيث يقول خصوم بنيامين نتنياهو الحكومة الجديدة ستقود "إسرائيل" إلى أن تصبح دولة أصولية، وإن التيارات اليمينية المتطرفة في الكيان الصهيوني ، والتي وصلت إلى السلطة الآن ، تريد بجدية تطوير المستوطنات في الضفة الغربية على أساس مشاريعها الخاصة، ومن ناحية أخرى يحاول اليمينيون المتطرفون تنفيذ مشاريع خطيرة أخرى ، مثل الطرد الكامل للفلسطينيين مما تسمى المناطق C في الضفة الغربية.
وفي هذا الصدد يرى ايضاً خصوم بنيامين نتنياهو أن التحديات السياسية والأمنية المعقدة التي ستواجهها "إسرائيل" في الأشهر القريبة ستكون كبيرة بينما يتنبأ المراقبون ومن خلال القراءة الدقيقة للمشهد أن نتنياهو سيكون أمام ازمة لا تقل عن الازمات السابقة ويقول محللون إن هذه الحكومة الجدية ستكون الأكثر يمينية وتطرفاً وسوء في تاريخ "إسرائيل".
ماذا بعد تشكيل حكومة نتنياهو ؟
بعد إعلان رئيس “الليكود” بنيامين نتنياهو، عن نجاحه في تشكيل حكومته السادسة، استعداداً لطرحها رسمياً، في الأسبوع القادم، تواصل الولايات المتحدة التزام الصمت حيالها بعدما عبرت أوساط أمريكية، الشهر الماضي، عن قلقها من ضمّها أحزاباً غيبية متطرفة دينياً وسياسياً.من جهةٍ اخرى فإن جهات إسرائيلية رسمية وغير رسمية واصلت التحذير من تبعات مشاركة حزبي “القوة اليهودية”، برئاسة إيتمار بن غفير، و”الصهيونية الدينية” برئاسة باتسلئيل سموتريتش، على العلاقات المتينة بين إسرائيل والولايات المتحدة.في ورقة عمل جديدة بعنوان “الولايات المتحدة- إسرائيل: دلالات الحكومة الجديدة” حذّر الباحث في معهد دراسات الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، إلداد شافيط، من أن عدم مراعاة دولة الاحتلال المواقف والمصالح الأمريكية سيعود عليها كيداً مرتداً خطيراً جداً عليها. ويقول شافيط إنه منذ إعلان نتائج انتخابات الكنيست، تتصرف الإدارة الأمريكية بحذر شديد، وتمتنع عن اتخاذ موقف يتعلق بسياستها حيال الحكومة الجديدة التي شُكلت في إسرائيل. وفي تعليق رسمي وحيد حتى الآن، استغل وزير الخارجية الأمريكية أنطوني بلينكن ظهوره في مؤتمر اللوبي اليهودي اليساري الموالي لإسرائيل جي- ستريت، ليشدد على أن الإدارة تحترم الانتخابات الديموقراطية التي جرت في إسرائيل، وتنوي التعامل مع “سياسة الحكومة الجديدة، وليس مع أشخاص محددين موجودين.
بعد الإعلان عن تشكيل هذه الحكومة يتضح جلياً أن العلاقات بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ستشهد العديد من التعقيدات فالحكومة الاكثر تطرفاً والسلوك الإسرائيلي، وخصوصاً فيما يتعلق بحقوق الإنسان في الإطار الفلسطيني و حكومة نتنياهو ستشكل تهديداً لمستقبل هذا الكيان الصهيوني. وفي هذا الصدد تُطرح العديد من التساؤلات هل ستتخذ الإدارة الامريكية موقفاً رسمياً أم إنها ستمتنع عن الدخول في مواجهات مع الحكومة الجديدة بقدر الممكن؟
ماهي النتائج والعواقب الوخيمة التي تنتظر الكيان الصهيوني؟
لا بد من الإشارة إلى أن مواقف الولايات المتحدة يعكس تخوفاً كبيراً حيال السياسة المتوقعة للحكومة الإسرائيلية الجديدة، فإذا ما دفعت الحكومة الإسرائيلة قدماً بخطوات أحادية الجانب، فهل ذلك سيؤثر في سلوك الإدارة الامريكية حيال الحكومة الإسرائيلية وصولاً إلى تآكل فعلي في الدعم الذي تحظى به إسرائيل من الولايات المتحدة في المؤسسات الدولية عموماً، وفي مجلس الأمن؟
في كل الأحوال، ومع وصول نتنياهو إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية فإن العلاقات الإسرائيلية مع غيرها من البلدان لن تكون في طريقها إلى التحسّن، بل إلى الانحسار والتراجع في ظل تداعيات التطرف الذي يمارسه هذا الرجل وبالفعل سيكون الكيان الصهيوني أمام ورطة، لأن نتنياهو وتحالفه سيفرض تحديات كبيرة على الفلسطينيين، كما يعد فرصة لتوحيدهم، وحول ملف التطبيع فإنه سيتراجع وخاصة أن أنظمة الحكم المطبعة لن تستطيع تبريره، وستكون جميع مبرراتها محدودة، في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة وفيما يخص اتفاق ترسيم الحدود بين "إسرائيل" ولبنان، كيف سيتعامل نتنياهو مع هذا الملف المهم بعد عودة لرئاسة الحكومة؟
في النهاية يمكن القول إنه بعد عودة نتنياهو لرئاسة الحكومة وتشكيل هذه الحكومة والتي وصفها المراقبون بأنها الأكثر تطرفاً في تاريخ الكيان الصهيوني فإن الفترة القادمة ستشهد الكثير من الاحداث والمتغيرات سواء الخارجية أو حتى الداخلية والمتمثلة بزيادة المظاهرات في أوساط المجمتع الإسرائيلي أو حتى تلك التي تتعلق بالمقاومة بالفلسطينية حيث إن التطرف الذي ستنتهجة الحكومة الإسرائيلية الجديدة سيدفع بأبناء الشعب الفلسطيني إلى تكثيف جهودهم ضد الاعتداءات الصهيونية.