الوقت-يعيش الكيان الصهيوني وكل السلطات التابعة لكيان الاحتلال الإسرائيلي حالة من الهلع والخوف على جميع المستويات، الهلع والرعب الذي يعيشه كيان الاحتلال الصهيوني جاء نتيجة تصاعد موجات عمليات المقاومة الفلسطينية بشكل لا يشبه أيّ مرحلة سابقة أبداً، حيث إن المقاومة المسلحة ضد جنود الاحتلال وخلال الفترة الاخيرة جعلت الكيان الصهيوني يقف عاجزاً أمام العلميات التي نفذتها المقاومة، وفي هذا السياق يمكن القول إن جميع الاقتحامات التي قامت بها القوات التابعة لجيش الاحتلال الصهيوني كان مصيرها الفشل بل إن المقاومة المسلحة في نابلس أعادت للمقاومة المسلحة زخمها في أوساط أبناء الشعب الفلسطيني وعادت لتؤكد أن المقاومة المسلحة ضد كيان الاحتلال الصهيوني هي الخيار الأمثل لردع الكيان المحتل.
محاولة اسرائيلية فاشلة لاقتحام مدينة نابلس
لطالما حاول الكيان الصهيوني وخلال الفترة الماضية تنفيذ عمليات في داخل مدينة نابلس ومع كل محاولة لجيش الاحتلال الصهيوني بتنفيذ عمليات يلقى مقاومة شرسة من قبل المقاوميين. موخرا في فجر يوم الأربعاء، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، مدينة نابلس وبلدتها القديمة من عدة محاور وحاصرت البلدة القديمة فيها، وأفادت مصادر محلية، بأن المقاومين في مدينة نابلس تصدوا لقوات الاحتلال وأمطروها بالرصاص، كما سمعت أصوات انفجارات قوية في المنطقة.وحسب وزارة الصحة الفلسطينية فإن عددا من الفلسطينيين أصيبوا برصاص قوات الاحتلال خلال عملية اقتحام مدينة نابلس، وتم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.وفي هذا الصدد قالت صحيفة “معاريف” العبرية، إن الجيش الإسرائيلي فشل في اعتقال أحد المطاردين من البلدة القديمة في مدينة نابلس، في اقتحام يعدّ الأوسع للمدينة وبلدتها القديمة.وقال المراسل العسكري للصحيفة العبرية، تال رام ليف، إنه كانت هناك محاولة لاعتقال أحد المطاردين وفشلت.
مقاومة فلسطينية باسلة
عند المتر الأول من اقتحام قوة إسرائيلية خاصة مُدججة بالسلاح والعتاد، لمدينة نابلس وتحديدًا الجزء الغربي من البلدة القديمة، تعرضت للنيران من كل جانب دون هواده، فحاولت القوة الاقتحام والرد، إلا أن صمود المجموعة الفلسطينية وكثافة النيران التي سقطت على رأس الجنود الإسرائيليين أجبرت قائد الفرقة على اتخاذ قرار الانسحاب الفوري خوفًا من حدوث “الكارثة”.هذه ليست الحادثة الأولى التي تُفشل المقاومة فيها مُخططا إسرائيليا لاقتحام مدن وقرى الضفة أو اعتقال المطلبين فيها أو تنفيذ عمليات اغتيال، فاعترف الكثير من قادة جيش الاحتلال أن عمليات الاقتحام والتي عادة ما تتم في ساعات الفجر الأولى تكون خطيرة للغاية، والاشتباك مع المقاومين أصبح أمرا يوميا ورغم أن هذه العملية قد فشلت، إلا أن الاحتلال لم يترك المنطقة دون أن يلحق أضرارًا ويتركب جريمةً فأصاب عددا من الفلسطينيين بنيرانه، في محاولة منه لإظهار أن المهمة قد نجحت وأنجزت كما كان مخطط لها.
مجموعة “عرين الأسود” تصدر بيانًا ناريًا
لقد برهن المقاومون الجدد “عرين الأسود” أنّهم قادرون على فرض معادلاتهم على العدو الصهيوني، بل إن مجموعة“عرين الأسود” استطاعت أن تربك حسابات القيادات الإسرائيلية منذ اللحظة الأولى التي بدأت ترسم حكايات انتصار جديدة للمقاومة الشعبية، كما أنها بعثت الأمل في نفوس الفلسطينيين بسرعة فائقة، لم تكن في حسبان الإسرائيليين. وفي هذا الصدد وبعد فشل العملية الإسرائيلية الاخيرة أصدرت مجموعة “عرين الأسود” الناشطة في نابلس مؤخرًا، بيانًا ناريًا حول الحادثة موجهة رسالة تهديد لإسرائيل وجيشها، وأكدت إحباط مخطط لقوات الاحتلال خلال اقتحامها البلدة القديمة والتي فشل فيها باعتقال أحد المطلوبين.وقالت في بيان لها “كنا نعلم بأمر جلل وتجهزنا له جيدا وحذرنا منه وأعلنا النفير وحاصرناكم ولم تحاصرونا في كل زقاق وفي كل بيت”.وقالت في رسالة للاحتلال: “حربنا معكم طويلة.. فانتظروا إنا منتظرون .. نقول لقائد وحدة اليمام الذي قال إن العرين ينتهي عندما ندخل البلدة القديمة ننفذ اعتقالا هادئا هذا زمانٌ ولى ولن يعود وسيرى العرين وشعب العرين من سيحاصر من”. من جهةٍ اخرى وجهت رسالة للمقاومة جاء فيها: “أيها المقاومون في نابلس وجنين والخليل ورام الله اليقظة التامة لا نوم بعد اليوم والنصر حليفنا بإذن الله”.
تصاعد المقاومة في الضفة الغربية.. ماسبب الفشل الصهيوني؟
من خلال العلميات التي تقوم بها مجموعة"عرين الاسود" يتضح جلياً أن الساحة الفلسطينية تعيش وضعاً فريداً وهذا يدل على أن مقاتلي المقاومة اخترعوا عدة أدوات لتنفيذ عملياتهم، فالضفة الغربية تشهد اليوم بلا شك تصاعداً في نوعية وعدد الفعل المقاوم، فالعمل المقاوم قائم على مواجهة العدوان والانتهاكات الإسرائيلية. وفي هذا الصدد يمكن القول إن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تثبت قدرتها على المواجهة وان تلحق خسائر في الجانب الإسرائيلي حيث إن فشل العدو الصهيوني في احتواء الوضع في نابلس قد جعل الضفة الغربية عنوان المرحلة القادمة التي ستغير كل المعادلات على الساحة الفلسطينيّة المستعمرة من العصابات الصهيونيّة وبعض المتخاذلين، فتصعيد عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال وعصابات مستوطنيه يؤكد أن المقاومة لا تموت ولهذا من الواضح أن الكيان الصهيوني سوف يفشل في القضاء على حالة المقاومة المتصاعدة في فلسطين بل ستزداد الأمور سوءاً بالنسبة للكيان الصهيوني، فمجموعة “عرين الأسود”، تشكل معادلة قوية في الصراع مع المستعمرين، وأصبحت قادرة على قلب الموازين في الضفة المحتلة والقدس بعد أن نجحت في تحويل البيئة الأمنية لجيش الاحتلال ومستوطنيه إلى حالة من الرعب المتواصل، وكل هذا بهدف تعميم حالة المقاومة وإشعال الضفة بركاناً في وجه المعتدين، للانعتاق من الاحتلال وإجرامه غير المسبوق.
من اين تحصل مجموعة "عرين الأسود" على السلاح والدعم المالي؟
يتضح جلياً أن مجموعة "عرين الأسود" هي إنجاز وطني فلسطيني ينطلق من هوية وتاريخ الشعب الفلسطيني، ويكمل مشروع مقاومة الاحتلال حيث إنها تمثل نموذجا للوحدة الوطنية على قاعدة الصمود والمقاومة، فـ“عرين الأسود”. مجموعة مقاومة فلسطينية، نشطت في مدينة نابلس ومحيطها، رداً على جرائم الاحتلال ومستوطنيه بحق الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم، التي تتعرض لاعتداءات شبه يومية وهي تتمتع بحاضنة شعبية كبيرة ودعم شعبي ولايخفى على أحد أن هذه المجموعة "عرين الأسود" ربما تتلقى دعما ماليا أو لوجستيا من حركات المقاومة الاخرى حيث إنه وخلال الفترة الماضية كان التأييد لهذه المجموعة المقاومة من خلال حركات المقاومة "حركة حماس" أو "الجهاد الإسلامي". كبيراً جيداً. وفي هذا الصدد فإن الكيان الصهيوني وبالرغم من فرض السلطات الإسرائيلية والفلسطينية رقابة شديدة على التحويلات المالية الا أنه وقف عاجزاً عن كشف الدعم الذي تحظى به هذه الحركة المقاومة وهذا بحد ذاته يعتبر خرقا كبيرا حيث استطاعت هذه الحركة المقاومة أن تحدث ثغرات في الترتيب الأمني ولا يستبعد وجود خروقات في أجهزة المراقبة الإسرائيلية الفلسطينية.
في النهاية لا يخفى على أحد أن ظهور مجموعة "عرين الأسود" كرافد للمقاومة لقي تأييد الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية لخيار المقاومة حيث إن التأييد الشعبي الفلسطيني لخيار المقاومة وهتاف الجماهير باسم المقاومة، ما هو الا تعبير عن ثقتهم الكاملة بالمقاومة ورجالها في نابلس، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الوحدة الميدانية لكل مكونات الشعب الفلسطيني هي أهم عوامل الصمود والتحدي والقدرة على مواجهة سياسات الاحتلال الصهيونية، فمجموعة "عرين الأسود" أعادت تموضع الداخل الفلسطيني في قلب المعادلة الإسرائيلية وأصبح الإسرائيلي يقف اليوم أمام قلقين أولهما هو التضامن والتكافل الفلسطيني، وأما القلق الإسرائيلي الآخر هو الخوف من تحول الشعب الفلسطيني إلى حامي حمى المقاومة وخطها الخلفي فلقد عبّر المشهد مؤخراً عن التضامن الشعبي الكبير في جبهات المقاومة حيث إن العدو الغاصب بات يدرك أنه لا يمكنه الاستفراد بأي منها.