الوقت- بعد الاجتماع الرباعي الذي عقد في إطار قمة نادي المجتمع السياسي الأوروبي في براغ يوم 6 أكتوبر، أصدرت أذربيجان وأرمينيا بيانا يعترفان فيه بوحدة أراضي وسيادة كل منهما. وبعد هذا الاجتماع، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إنه يمكن توقيع اتفاقية السلام مع أرمينيا بحلول نهاية العام. وجاء في بيان صدر عقب اجتماع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل في براغ يوم الخميس الماضي، أن أرمينيا وأذربيجان تلتزمان بميثاق الأمم المتحدة ويعترفان بوحدة أراضي وسيادة كل منهما. وقال موقع الرئيس الفرنسي على الإنترنت في بيان إنه أعاد تأكيد التزامه بإعلان ألماتي لعام 1991.
ولقد تم التوقيع على إعلان ألماتي في 21 ديسمبر 1991. وأضفى هذا الإعلان الطابع الرسمي على حل الاتحاد السوفيتي واعتبر الوثيقة التي أعلنت عن إنشاء كومنولث الدول المستقلة. ووعدت الدول الموقعة على هذا الإعلان بالاعتراف واحترام وحدة أراضي بعضها البعض وحرمة الحدود التي كانت قائمة في ذلك الوقت، ووقعت على هذا الإعلان 12 جمهورية من دول الاتحاد السوفيتي السابق. وجاء في البيان أن "أذربيجان وأرمينيا أكدا أنه في الاجتماع المقبل للجان الحدود الذي سيعقد في بروكسل في نهاية أكتوبر، سيكون هذا الاتفاق أساس عمل لجان ترسيم الحدود. كما تنص الوثيقة على أن أرمينيا وافقت على إرسال وفد مدني من الاتحاد الأوروبي إلى حدود أذربيجان، ووافقت أذربيجان على التعاون مع هذه البعثة.
ووفقًا للتقارير، سيصل وفد الاتحاد الأوروبي في أكتوبر وسيعمل لمدة شهرين كحد أقصى، بهدف بناء الثقة ومساعدة اللجان الحدودية من خلال تقاريرها. وجاء لقاء براغ بين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بعد وقت قصير من لقاء الزعيمين في بروكسل في أغسطس الماضي، بعد يومين من القتال على الحدود الأذربيجانية الأرمنية التي خلفت أكثر من 200 قتيل من الجنود.
"علييف": إذا كانت هناك نوايا حسنة من جانب أرمينيا، فيمكن توقيع معاهدة السلام بحلول نهاية العام
عقد هذا الاجتماع الرباعي مرتين في براغ"، وبعد الاجتماع الأول، أجرى إلهام علييف مقابلة مع الصحافة الأذربيجانية. وقال إلهام علييف: "إذا وافقت أرمينيا، يمكن توقيع اتفاقية السلام بحلول نهاية العام." وبعد هذا الاجتماع، أكد الرئيس الأذربيجاني في تصريحه لوسائل الإعلام الأذربيجانية قائلا: "إنني أرى اتفاقية السلام كوثيقة مدمجة تتكون من عدة مقالات وليس عدة مجلدات، ورغم أن الاجتماع الأول لوزراء الخارجية لم يؤد إلى نتائج ملموسة، أعتقد أن هذه خطوة إيجابية. أعتقد أنه إذا تم اتخاذ قرار قريبًا، فستبدأ مجموعات العمل في البلدين العمل على نص اتفاق السلام ويمكننا التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام". وحسب مصادر رسمية محلية، غادر نيكول باشينيان، رئيس وزراء أرمينيا، لحضور اجتماع رؤساء كومنولث الدول المستقلة في روسيا دون التعليق بعد هذا الاجتماع. وقبل يوم واحد من اجتماع براغ، قال نيكول باشينيان في البرلمان الأرميني إنه ملتزم بـ "أجندة السلام" التي اقترحها فريقه.
وقال رئيس وزراء أرمينيا في جلسة أسئلة وأجوبة بالبرلمان: "آمل أن تدعم غالبية أعضاء البرلمان والشعب تنفيذ هذه الأجندة". كما قال إلهام علييف في مقابلة مع وسائل الإعلام الأذربيجانية: "في هذه الاجتماعات، لم يكن لدى أحد - لا أرمينيا ولا الاتحاد الأوروبي - أي أسئلة حول المبادئ الخمسة التي اقترحتها أذربيجان على أرمينيا من أجل معاهدة سلام. واليوم في لقائي بالرئيس الفرنسي رأيت أن هذه المبادئ الخمسة قد تم قبولها، وهذا طبيعي، لأننا لم نخترع شيئًا جديدًا، فهذه المبادئ تقوم على العلاقات بين الدول التي تريد تطبيع العلاقات". ولقد قيم إلهام علييف هذا الاجتماع الرباعي بأنه إجراء مهم لتحقيق السلام. وفي بيان الأطراف بعد هذا الاجتماع، ورد أن أرمينيا وأذربيجان اعترفتا بوحدة أراضي وسيادة كل منهما من خلال الإشارة إلى ميثاق الأمم المتحدة لعام 1991 وإعلان ألماتي بشأن أهداف ومبادئ كومنولث الدول المستقلة. وقال الرئيس الأذربيجاني إنه سيلتقي بالأطراف مرة أخرى بعد العشاء، وأضاف إن عملية السلام قد أعطت دفعة بالفعل. ومن المقرر أن يجتمع الوزراء للمرة الثانية في القريب العاجل، وقد اقترحنا بعد ذلك أن تجتمع مجموعات العمل في البلدين، ربما ليس كاجتماع، ولكن لإعداد نص اتفاق سلام حول عدة قضايا. وحول هذا السياق، قال علييف، "اجتمعنا هذا الصباح مع شارل ميشيل لمدة ساعة ونصف، ناقشنا العديد من القضايا، والاجتماع الحالي والاجتماع الذي سيعقد هذا العام، والاجتماع المسائي له نفس الهدف، واتفاقية السلام بين ارمينيا واذربيجان ستوقع قريبا". وأضاف إلهام علييف: "يجب التوقيع بالأحرف الأولى على المبادئ الخمسة لاتفاقية السلام في أسرع وقت ممكن، ويجب البدء في العمل على نص اتفاق السلام على أساس هذه المبادئ". معربا عن ثقته في تحقيق السلام في وقت مبكر، وقال إن هذه الوثيقة تغلق صفحة الحرب والعداوة بين البلدين.
علييف: لم يتوصل الطرفان بعد إلى اتفاق بشأن الطريق البري إلى ناختشفان
قال الرئيس الأذربيجاني إنه لا يزال غير قادر على الحصول على إجابة على سؤاله حول مسار طريق ناختشيفان السريع من نيكول باشينيان. وقال إلهام علييف: "من غير المفهوم أننا لم نمنح طواعية مرور لناختشفان. إن كسر الالتزام هو بالطبع حقيقة مخزية للغاية، ومع ذلك، ما زلنا صبورين ونتحلى بضبط النفس". وكتب نيكول باشينيان على حسابه على تويتر بعد الاجتماع أنه كرر اقتراحه بفتح كتلة جميع الاتصالات الإقليمية في براغ. وكتب نيكول باشينيان على تويتر: "أذربيجان لم تعط إجابة إيجابية بعد. وأقول مرة أخرى إن أرمينيا مستعدة لفتح منع جميع الاتصالات الإقليمية بشرط الاحترام الكامل لسيادة وتشريعات أرمينيا". وقال إلهام علييف أيضا: "إن الأسئلة المتعلقة بالنقل أثيرت في اجتماع رؤساء الدول في نوفمبر في بروكسل ورؤساء الخارجية وستثار في اجتماعات ترسيم الحدود التي ستعقد في بروكسل هذا الشهر".
اجتماع غير رسمي لعلييف - باشينيان - أردوغان
قبل الاجتماعات الرسمية، التقى إلهام علييف ونيكول باشينيان وكذلك رجب طيب أردوغان بشكل غير رسمي في إطار قمة المجموعة السياسية الأوروبية في براغ. ويمكن رؤية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في عدد من الصور. حيث التقى نيكول باشينيان وتحدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في براغ يوم الخميس الماضي. وكان آخر لقاء بين البلدين على أعلى مستوى في عام 2008 ، عندما ذهب عبد الله جول، رئيس تركيا آنذاك، إلى يريفان لمشاهدة مباراة كرة القدم بين تركيا وأرمينيا، وسيرج سركسيان، الذي كان رئيس أرمينيا في ذلك الوقت. ولقد جاء إلى المباراة الثانية بين البلدين في عام 2009، إلا أن الجهود التي عرفت في ذلك الوقت بدبلوماسية كرة القدم أدت إلى إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين وفتح الحدود وتوقيع بروتوكولين بهدف تطوير العلاقات الثنائية، لكن هذه العملية لم تنجخ بالنهاية بسبب استياء أذربيجان.
لقاء عليیف وميشال
منذ وقت ليس ببعيد، كتب تشارلز ميشيل، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، على حسابه على تويتر، أنه التقى إلهام علييف وقال شارل ميشيل إنه سيلتقي إلهام علييف ونيكول باشينيان إلى جانب الرئيس الفرنسي ماكرون للتباحث "بخصوص العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان وتحقيق سلام دائم في المنطقة".و بدأ يوم الخميس أول اجتماع لزعماء المجتمع السياسي الأوروبي في العاصمة التشيكية. وإضافة إلى 27 دولة من الاتحاد الأوروبي، حضر هذه القمة زعماء 17 دولة أخرى، بما في ذلك تركيا وبريطانيا العظمى وأوكرانيا وأذربيجان وأرمينيا ودول البلقان.
باشينيان: أبحث عن السلام
أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان خلال جلسة الأسئلة والأجوبة البرلمانية أنه يعتزم تحقيق السلام مع أذربيجان. ورداً على أسئلة المعارضة، قال رئيس وزراء أرمينيا إن أرمينيا لا تستطيع فصل ناغورنو كاراباخ عن أذربيجان. وقال الرئيس الأذربيجاني في وقت سابق إنه متفائل بشأن محادثات السلام مع أرمينيا. واستنادا إلى ذلك، أشار إلهام علييف إلى الاجتماع الثنائي لوزيري خارجية أذربيجان وأرمينيا في جنيف بهدف إعداد الصيغة الأولية لاتفاقية السلام وقال: "نأمل أن يتم إعداد نص اتفاق السلام. لن يستغرق وقتا طويلا. نريد إنهاء هذا العداء والكراهية المتبادلة وفتح صفحة سلام جديدة، لا أعرف مدى نجاحنا في هذا المجال، لكننا نتحرك في هذا الاتجاه". كما أشار إلهام علييف إلى أن باكو لا تزال تعتبر السكان الأرمن الذين يعيشون في منطقة ناغورنو كاراباخ في أذربيجان مواطنين لها ولن تتحدث إلى أي جهة دولية حول كيفية تنظيم حياتهم في المستقبل. وأكد: "لا نتحدث عن قضايا أذربيجان الداخلية مع أي منظمة دولية وأيضًا مع أي دولة بغض النظر عن حجمها وإمكانياتها الإقليمية". كما أعلن ديفيد بابيان، وزير خارجية جمهورية ناغورنو كاراباخ المعلنة من جانب واحد وقال: "أنه ينبغي اعتبار ناغورنو كاراباخ طرفًا في النزاع لإجراء مفاوضات مباشرة مع أذربيجان. لكن أذربيجان تقول إنه لا يوجد شيء اسمه "كاراباخ" وأن النزاع قد تم حله".
مبادئ أذربيجان الخمسة للسلام مع أرمينيا
يقال إن المفاوضات بين أذربيجان وأرمينيا تستند إلى خمسة مبادئ اقترحتها باكو، وحتى الآن كانت التصريحات التي صدرت في أرمينيا بشأن هذه المبادئ متناقضة. إلهام علييف تناول هذه القضية في كلمة وشرح ما هي هذه المبادئ. وقال الرئيس الأذربيجاني: "هذا يشمل الاعتراف المتبادل بوحدة أراضي الدول، والالتزام بإنهاء أي مطالبات إقليمية في المستقبل، وعدم استخدام القوة المسلحة للتهديد، وترسيم حدود الدولة وفتح خطوط الاتصالات".