الوقت- زعمت وسائل إعلام إسرائيلية وصول شخصية إندونيسية مرموقة إلى إسرائيل في زيارة سرية بالتزامن مع وجود وفد باكستاني برئاسة وزير التنمية الأسبق رفقة بعض الشخصيات الباكستانية سواء من داخل الدولة أو مقيمين خارجها.
حيث نفت وزارة الخارجية الاندونيسية تقرير صحيفة ”جيروزاليم بوست” بأن جاكرتا أرسلت وفداً إلى إسرائيل في زيارة سرية، مؤكدة أن نشر مثل هذه الخدعة يعكس طريقة قديمة لوسائل الإعلام الإسرائيلي لجني الأرباح.
وقال باجوس هندرانينج كوبارسي، مدير الشرق الأوسط في الوزارة :” طالما أن فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي، فإن إندونيسيا لن تفتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل”، وفقاً لموقع ” تيمبو” المحلي الناطق باللغة الانكليزية. وأضاف باجوس إن وسائل الإعلام الإسرائيلية غالباً ما تختلق مثل هذه الأخبار، التي لا أساس لها من الصحة، لتأطير قضية لصالحها، وأكد أن موقف إندونيسيا سيظل هو نفسه.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الوزارة توكو فايزاسياه إنه لا يعرف من هي الشخصية الرفيعة المزعومة التي أشارت إليها الصحيفة الإسرائيلية، وشدد على أن موقف إندونيسيا لم يتغير وأن البلاد لا تزال تطرح “حل الدولتين” كوسيلة لإنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.
وقد ذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن وفدين من باكستان وإندونيسيا كانا في إسرائيل في زيارات سرية. وزعمت الصحيفة أن التجارة والسياحة بين إسرائيل وإندونيسيا قد نمت بشكل أوثق بعد سلسلة من الاجتماعات.
ولم تذكر الصحيفة أي تفاصيل جديدة بشأن اقتراح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشأن إمكانية إقامة علاقات بين إسرائيل وإندونيسيا خلال اجتماع مع مسؤولين في جاكرتا في ديسمبر الماضي.
وإندونيسيا هي أول دولة تعترف باستقلال فلسطين بعد إعلان دولة فلسطين في الجزائر( 15 نوفمبر 1988) وكجزء من المزيد من الدعم من اندونيسيا إلى فلسطين، تم توقيع “فتح البيان المشترك لاقامة العلاقات الدبلوماسية”، يوم 19 أكتوبر عام 1989 في جاكرتا، بين وزير الخارجية الاندونيسي علي العطاس، ووزير الخارجية الفلسطيني فاروق القدومي، الذي صادف، أيضاً، افتتاح سفارة دولة فلسطين في جاكرتا.
وقدم أول سفير فلسطيني إلى إندونيسيا أوراق اعتماده إلى الرئيس سوهارتو في 23 نيسان 1990.
ومنذ ذلك الحين، من خلال مختلف المحافل، بما فيها الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز، عبرت اندونيسيا باستمرار عن دعم النضال الفلسطيني من أجل الاستقلال والسيادة بالكامل. وفي هذا الصدد، كانت اندونيسيا من بين الدول التي صوتت على قرارات تدعم فلسطين.
وحسب رأي بعض المحللين أنه حين تتحدث وسائل الإعلام الإسرائيلية عن دولتي إندونيسيا وباكستان فهي تضرب في مقتل، إذا إننا أمام أكبر دولتين مسلمتين من الناحية العددية (اندونيسيا 275 مليون نسمة، وباكستان 230 مليون تقريبا)، تمثلان مجتمعتين حوالي ثلث العالم الإسلامي، وهما مجتمعتان أكبر من عدد سكان العالم العربي المقدر بـ 450 مليون نسمة.
وأكد بعض المحللين أنه ستكون إندونيسيا هي الجائزة الكبرى، والحلم الذي لطالما حلم به القادة الصهاينة وآخرهم وزير الخارجية يائير لابيد الذي قال مؤخرا “إذا سألتني ما الدول المهمة التي نتطلع إليها، فإن إندونيسيا واحدة منها، لكن هذه الأشياء تستغرق وقتا”، ولذا لم تتوقف المحاولات الإسرائيلية منذ إنشاء الكيان لوضع قدمها في أكبر الدول الإسلامية.
أما باكستان التي قادت المعارضة الإسلامية في الأمم المتحدة ضد قرار تقسيم فلسطين سنة 1947، ورفضت الاعتراف به لاحقا، ويحمل جواز سفرها تنبيها بارزا أنه صالح للسفر إلى كل الدول ما عدا إسرائيل.
دائماً ما تتحدث وسائل الإعلام العبرية عن زيارات لوفود باكستانية إلى الأراضي المحتلة وتخرج الخارجية الباكستانية لنفي هذه التقارير وتقول نرفض "رفضا قاطعا فكرة قيام أي وفد باكستاني رسمي بزيارة إسرائيل".
يذكر أن باكستان نفسها ألغت تحت الضغط الشعبي الجارف من قبل مؤتمرا زراعيا دوليا لمنظمة الأمم المتحدة للزراعة (الفاو) تجنبا لمشاركة وزير الزراعة الإسرائيلي بعد تلقيه دعوه للمشاركة من المنظمة الأممية، كما أن إدارة ترامب فشلت في ضم إندونيسيا لقافلة الموقعين على اتفاقيات أبراهام، وشهدت عاصمتها أيضا احتجاجات واسعة ضد معرض لتخليد ضحايا الهولوكوست أقيم في يناير/ كانون ثاني الماضي، بخلاف العديد من الاحتجاجات الأخرى ضد أي مسعى للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
يبقى الرهان الحقيقي على إرادة الشعوب العربية والإسلامية الرافضة للاحتلال الإسرائيلي، والتي حرمت العدو الصهيوني حتى اللحظة من الاندماج في المنطقة، واعتبرته جسما غريبا وملفوظا، وأوقفت تطبيعه عند الحدود الرسمية مع الحكومات مع استثناءات نادرة في دول هامشية لا تتمتع شعوبها بحرية التعبير أساسا.