الوقت- بعد أن أصبح الكيان الصهيوني غير قادر على مواجهة محور المقاومة بشكل مباشر اتخذ خيارات أخرى لتعويض ضعفه وإلحاق الضرر بدول محور المقاومة.
بيَّن اكتشاف شبكات واسعة من جواسيس الكيان الصهيوني في لبنان العام الماضي عن أبعاد جديدة للنشاطات التخريبية للصهاينة في دول المنطقة. آخرها كان اعتقال وحدة المخابرات التابعة لجهاز الأمن الداخلي اللبناني مواطناً سورياً كان يتجسس لمصلحة جهاز الموساد، كان هذا المواطن السوري طبيباً في مستشفى في ستوكهولم بالسويد، ودخل لبنان عبر مطار بيروت في آب / أغسطس، وتمت محاكمة هذا الطبيب بعد أن تعقب ضباط وحدة المخابرات التابعة لجهاز الأمن الداخلي اللبناني الحسابات الإلكترونية التي يستخدمها ضباط أجهزة التجسس الصهيونية. والتي استخدمها ضباط صهاينة للتواصل مع مرتزقتهم وجواسيسهم الذين اعتقلوا في الماضي.
وحسب مصادر لبنانية، كان هذا الطبيب يأتي إلى بيروت من السويد ثم يسافر براً إلى سوريا ويتجسس لمصلحة الموساد، هذا الطبيب السوري كان يبحث عن الخرائط والمعلومات المتعلقة بشبكات الصرف الصحي والبنية التحتية للمياه في سوريا وقدمها للسلطات الإسرائيلية، بهذه الاعترافات، يبدو أن إسرائيل تنوي أن تُفاقم الأزمة الاجتماعية في سوريا من خلال تعطيل كيان تزويد المياه السوري.
كان تجنيد الجواسيس من رعايا الدول العربية إحدى خطط الكيان الصهيوني للحصول على معلومات من المسؤولين والشخصيات البارزة في هذه الدول، وخلال السنوات الماضية، تعرض العشرات من قادة المقاومة والشخصيات البارزة المحسوبة على المقاومة للاغتيال من خلال هؤلاء الجواسيس. بينما تتسع رقعة شبكات التجسس التابعة للكيان الصهيوني في المنطقة، أصبحت الدول والجماعات في المقاومة أقوى من ذي قبل في اكتشاف وتحييد شبكات استخبارات الكيان هذه، وهذا يشكل تهديدًا خطيرًا على الصهاينة الذين يعرضون أمنهم للخطر بسبب تزايد قوة محور المقاومة. وأكدت السلطات الإسرائيلية مرارًا أنه من أجل إضعاف فصائل المقاومة، يجب استهداف قادتها ووضع سياسة الإرهاب على جدول الأعمال، ومن الضروري المضي قدمًا في هذا الهدف دون تعطيل أنشطة جواسيس الكيان.
من أجل التجسس على دول المنطقة، إضافة إلى الأعمال التخريبية، يدخل الصهاينة حتى من باب الصداقة والأهداف الإنسانية لتحقيق مخططاتهم. كما أفادت مصادر أمنية عراقية بتسلل جواسيس الموساد إلى مخيم الهول بسوريا الذي تعيش فيه عوائل داعش، يقال إن هؤلاء الأشخاص كانوا متواجدين في هذا المخيم بذريعة المساعدات الإنسانية وكانوا يتجسسون لمصلحة الكيان الصهيوني، وأدى الضعف الاقتصادي وانتشار الفقر في دول المنطقة إلى قيام جواسيس الموساد بالتسلل إلى هذه البلدان بسهولة وبأساليب بسيطة والحصول على معلومات حول البنية التحتية الحكومية وحياة المسؤولين المحليين.
حتى أن الصهاينة يستخدمون الاسم الرمزي للاستثمار في أجزاء من الدول العربية والتفاعل مع بعض السلطات المحلية لتوفير نفوذهم في هذه البلدان حتى يتمكنوا من تنفيذ خططهم في الوقت المناسب. كما هو الحال في إقليم كردستان العراق، حيث وضع ضباط أمن الموساد خططًا لضرب قوات المقاومة وإيران باسم رجال الأعمال، والتي تم إحباطها جزئيًا بالهجوم الصاروخي للحرس الثوري الإيراني على مقرات الجواسيس الإسرائيليين.
أهداف الجواسيس الصهاينة في المنطقة
إضافة إلى اغتيال العلماء والشخصيات السياسية، فقد تسلل الجواسيس الصهاينة إلى الهياكل الاقتصادية والثقافية والعسكرية للدول، وخاصة في الدول العربية في المنطقة بطريقة منظمة، ويقومون بتنفيذ سياسات هذا الكيان، وزادت مهمة الجواسيس الإسرائيليين في الدول التي تستضيف المقاومة في السنوات الأخيرة بهدف مهاجمة محور المقاومة بالتسلل إلى الشرائح الحساسة في هذه الدول واغتيال شخصيات بارزة، حيث تتم متابعة هذا البرنامج بجدية في لبنان وسوريا، وهدفه الأساسي هو الحصول على معلومات من كبار قادة حزب الله وكبار المسؤولين السوريين، الذين يعتبرون تهديداً خطيراً لمصالح إسرائيل في المنطقة، وقد تم اغتيال قادة المقاومة في بغداد وقادة من حزب الله في سوريا في السنوات الأخيرة بناءً على معلومات قدمها عملاء المخابرات الإسرائيلية إلى الكيان الصهيوني.
في السنوات الأخيرة، حاول الكيان الصهيوني اختراق المجتمع اللبناني من خلال الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان واستخدام الجماعات المدنية والجمعيات غير الحكومية وحتى توظيف بعض الشباب كجواسيس، وحسب اعترافات بعض الجواسيس المعتقلين، فقد وقع هؤلاء الأشخاص دون علمهم في الفخ الصهيوني، ولم يعرف الكثير منهم حتى أنهم كانوا يتجسسون لمصلحة الموساد، وكان أحد الجواسيس المعتقلين في لبنان قد اعترف في وقت سابق خلال الاستجوابات بأنه تم تكليفه من قبل المخابرات الإسرائيلية لتحريض المتظاهرين ضد حزب الله خلال احتجاجات 2019 وترديد الشعارات ضد هذه الحركة وقيادتها.