الوقت- بين فترة واخرى يشن كيان الاحتلال الصهيوني عدوناً على غزة المحاصرة، ويحاول من خلال القصف والدمار أن يحقق انتصارا هنا أو هناك، ولكن يحدث العكس تماماً فمع كل عدون يقوم به الكيان الصهيوني على حركات المقاومة يخرج مهزوماً خاسراً، وتُظهر حركات المقاومة الفلسطينية بسالتها في الدفاع عن غزة من خلال إطلاق الصواريخ واستهداف المستوطنات الصهيونية، حيث أثبتت حركات المقاومة ضعف الكيان الصهيوني في اعتراض الصواريخ التي تنطلق من غزة، فالمقاومة وخلال كل السنوات الماضية استطاعت أن تطور من قدراتها العسكرية ، حيث أصبحت المستوطنات الصهيونية تحت مرمى صواريخها.
قدرة حركات المقاومة جعلت الكيان الصهيوني يُصاب بالذعر والخوف ، حيث إن تطور القدرة العسكرية للمقاومة جعل مساحة الصراع بين الكيان الصهيوني وحركات المقاومة مفتوحة وكبيرة ومتعددة الجبهات وهذا بحد ذاته جعل الكيان الصهيوني يفشل فشلاً اضافياً في التصدى للصواريخ التي تطلقها المقاومة، فإضافة إلى الفشل الذي ظهر فيما تسمى "المنظومات الدفاعية للكيان الصهيوني " يظهر الفشل واضحاً في القبة الحديدة التي حاول الكيان الصهيوني الترويج لها خلال الفترة الماضية.
وفي هذا السياق وبناءً على ما تم ذكره وبعد العدوان الاخير على غزة ظهر الخوف والقلق لدى الكيان الصهيوني من القدرة التي ابدتها حركات المقاومة وخاصة حركة الجهاد الإسلامي ، حيث ظهرت اعترافات واضحة من قبل ما يسمى قادة الكيان الغاصب بقوة حركة الجهاد الإسلامي وتطور قدرتها العسكرية التي أرعبت الصهاينة وأصابتهم بالعجز والخوف أمام الصواريخ التي انطلقت من قطاع غزة المحاصر.
وفي هذا السياق اجرى موقع الـوقت مقابلة صحفية مع القيادي الفلسطيني البارز وممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران ناصر أبو شريف حول العدوان الاخير على غزة .اليكم فيما يلي تفاصيل المقابلة وأهم ما جاء فيها.
الوقت: خلال العدوان الاخير على غزة اغتال الكيان الصهيوني اثنيين من قادة حركة الجهاد الإسلامي، برأيكم لماذا اختارت "إسرائيل " هذا التوقيت بالذات ولماذا أقدمت على هذا العمل دون التفكير بالعواقب؟
ناصر أبو شريف: الكيان الصهيوني دائماً يتصرف بهذا الشكل والأسلوب مع الفلسطنيين، وكما ترون في الضفة الغربية هناك اعتقالات بشكل متواصل وهناك اغتيالات وهناك إعدامات وكذلك الأمر بالنسبة لغزة ، فبعد الاستنفار الذي قامت به حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة على إثر اعتقال الشيخ بسام السعدي، أغلق الكيان الصهوني كل محيط غزة ومنع التجول "اجراء ذاتي صهيوني"، هذا أدى إلى موجة احتجاج داخل الكيان الصهيوني من الكتاب و الصحفيين وكان له أثر كبير وسلبي على قيادة الكيان الصهيوني، وبالتالي ايضاً كانت هناك معلومات عن وساطة مصرية تجري وايضاً كان هناك عدم اجماع داخل الشعب الفلسطيني لخوض حرب نظرا لتكلفتها الباهظة على سكان قطاع غزة الذين إلى الان لم ترمم بيوتهم الذي هدمت في عام 2021 في ظل الحصار المستمر، لذلك "إسرائيل" استغلت هذه الفرصة وقامت بقصف غزة على أمل أن حركة الجهاد الإسلامي سوف ترد بشكل أو بأخر ، طبعاً حركة الجهاد الإسلامي ردت بشكل مباشر وفوري واطلقت أكثر من 1000 صاروخ على الاحتلال، وأغلقت كل محيط غزة وايضاً مدن كبيرة مثل عسقلان وتل ابيب والقدس وحتى جنوب نتنيا وهذا بالتاكيد كان له اثر كبير على الكيان الصهيوني لكن لأسباب وبسبب المعادلة الداخلية الفلسطينية وايضاً الإقليمية سارعت كل الأطراف من أجل احتواء هذه الحرب والتوسط لإيقافها والكيان الصهيوني هو من طلب التهدئة بوساطة مصرية وفي النهاية تم إيقاف هذه الحرب ونحن دائماً ننظر إلى المعادلة الداخلية و وضع الشعب الفلسطيني وكما ذكرنا ونذكر دائماً أننا مستعدون لحرب مفتوحة مع الكيان الصهيوني لمدة أشهر نظل نشاغله بشكل يومي من خلال إطلاق الصواريخ من قطاع غزة وبالتاكيد ثمن ذلك سيكون كبيرا على الشعب الفلسطيني وعلى الوضع الداخلي.
الوقت: أعلنت وسائل الإعلام الصهيونية أن العملية العسكرية الإسرائيلية"العدوان على غزة" كانت تهدف لإيجاد خلاف بين حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، فهل حصل هذا الخلاف فعلاً أم إن الكيان الصهيوني كما هي العادة بعد كل هزيمة يتلقاها على أيدي أبطال المقاومة يلجأ إلى استخدام الشائعات لتضليل الراي العام للمجمتع الصهيوني؟ في السياق نفسه هل كانت حركة الجهاد الاسلامي تتوقع أنها سوف تخوض الحرب بمفردها؟
ناصر أبو شريف: لا ليس بالمعنى الصحيح، طبعاً عندما تم اغتيال أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي نحن في حركة الجهاد الإسلامي لا نجبر الجميع على خوض مثل هذه المعركة مع الكيان الصهيوني نظراً - كما ذكرت- لأن معركة مفتوحة مع كيان الاحتلال الصهيوني من قبل جميع مكونات الشعب الفلسطيني وعلى راسها حركة الجهاد الإسلامي وحماس ولأنها ستكون حربا كبيرة وسيتأذى السكان المدنيين بشكل كبير لذلك تم الاتفاق على أن تقود حركة الجهاد الإسلامي الرد بدعم من الشعب الفلسطيني وبمساعدة من بقية القوى الاخرى، وبالتاكيد كان هناك لغط كبير حول عدم دخول حماس في المعركة إلى جانب حركة الجهاد الإسلامي، لكن تبريرنا أن عدم دخول حماس قلل التكاليف وبانتظار مواجهة أخرى مع الكيان الصهيوني وهذه فقط كانت معركة من المعارك نحن نريدها من أجل اشغال الكيان الصهيوني وتأكيد القوة وايضاً من أجل إبراز القضية الفلسطينية والربط ما بين ساحات الوطن وكل هذه الامور تحققت وهذا التفاعل الكبير مع هذه الموجة من المواجهة مع الكيان الصهيوني كلها تحقق الاهداف ونحن بانتظار المعركة الفاصلة عندما تتحد كل قوى المقاومة في مواجهة هذا الكيان الصهيوني الذي وقف عاجزاً أمام فصيل صغير"حركة الجهاد الإسلامي" بالمقارنة مع حركات المقاومة مثل حزب الله وحتى حركة حماس وبقية حركات الشعب الفلسطيني لذلك من حسن حظ الكيان الصهيوني أن جميع الفلسطنيين لم يشتركوا في هذه المعركة الاخيرة والا كانت ستكون المعركة مختلفة تماماً لما تحمله من عواقب على كيان الاحتلال.
الوقت: أظهرت حركة الجهاد الاسلامي قدرة بارزة في الحرب الاخيرة في الدفاع عن نفسها وعن غزة بل عن الشعب الفلسطيني ككل، ماذا يعني ذلك للصهاينة؟ وماهي العواقب التي تنتظر الكيان الصهيوني بعد عدوانه هذا على حركة الجهاد الإسلامي واغتيال القادة؟
ناصر أبو شريف: نعم حركة الجهاد الإسلامي خاضت الحرب تقريباً لوحدها وعلى الرغم من ذلك استطاعت إغلاق محيط غزة بل إن حركة الجهاد الإسلامي استطاعت أن تغلق كل محيط غزة من يوم الإثنين قبل أن تبدأ الحرب بـ أربعة ايام، فإغلاق المحيط قبل أن تبدأ الحرب يدل على الاستنفار وليس تهديداً بمعركة فقط كذلك ايضاً شلت حركة الجهاد الإسلامي الحياة في نصف فلسطين المحتلة وابرزت أنها قادرة على المواجهة والاستمرار في المواجهة، حيث اطلقت أكثر من 130 صاروخاً دفعة واحدة وهذا يدل على قدرتها الكبيرة وعدم ارتباكها على الرغم من أن القياديين اللذين استشهدا هما قادة الأركان في حركة الجهاد الإسلامي "قائد المنطقة الشمالية وقائد المنطقة الجنوبية" الا أن هذا لم يؤتر على فاعلية وقدرة حركة الجهاد الإسلامي في الرد وهذا بالتاكيد له حسابات كبيرة عند الكيان الصهيوني.
الوقت: تفاعل المسلمون في كل أنحاء العالم ضد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وبينوا تعاطفهم الشديد وتأييدهم للفلسطينيين ضد هذا العدوان الغاشم، برأيكم كيف يتم توظيف هذه العاطفة الصادقة العربية والإسلامية لتحقيق مكاسب أكبر للشعب الفلسطيني المظلوم ضد عدوه المستهتر؟
ناصر أبو شريف: تعلمون أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية وقضية مقدسة للأمة، هذه القضية التي تمثل مطلق الحق في مقابل مطلق الباطل، للاسف الشديد على مدى السنوات حاول الكيان الصهيوني والقوى الخارجية والدول الدكتاتورية التي تحكم المنطقة حرف هذا الصراع وتشويهه. الدول العربية والإسلامية مازالت تقف خلف القضية الفلسطينية، وهذه الحرب التي تحدث بين الحين والاخر تذكر بالقضية الفلسطينية و تدفع الجماهير العربية مرة اخرى نحو فلسطين،و بالتأكيد نحن نحتاج إلى دعم نحتاج إلى مساعدة للوقوف ضد سياسة التطبيع لأننا بإذن الله قريبون من مواجهة كبرى مع كيان الاحتلال الصهيوني وهذه المعركة الشاملة ستشترك فيها كل قوى المقاومة وهذا بإاعتقادي سيغير الواقع إلى واقع اخر، فالمعركة الكبرى والشاملة ضد كيان الاحتلال الصهيوني سوف تزيل كيان الاحتلال الصهيوني.