الوقت - أفادت مصادر لبنانية بأن رئيس الوزراء اللبناني الحالي نجيب ميقاتي بدأ المشاورات النيابية غير الملزمة لتشكيل الحكومة منذ أمس، من أجل رسم خارطة طريق للحكومة المقبلة.
لكن الاتصالات بين القوى السياسية في هذا المجال، تظهر أن دور الأطراف الأجنبية ما زال قائماً في عملية تشكيل الحكومة اللبنانية، وتحاول هذه الأطراف التأثير على المناخ السياسي اللبناني حسب مصالحها، في الفترة التي تسبق انتخاب رئيس لبناني جديد.
وقالت مصادر مطلعة، إن نجيب ميقاتي يريد أن تظهر أن هناك قضايا كثيرة في عملية تشكيل الحكومة، وإنه لم يبدأ بعد العمل الجاد للتشاور مع القوى الرئيسية.
بشكل عام، يبدو أن رئيس الوزراء اللبناني الحالي ينأى بنفسه عن أي اتصال للتنسيق مع القوى السياسية ذات الصلة لتشكيل الحكومة، لكن الأدلة تشير إلى أن نجيب ميقاتي لا يريد في الواقع التواصل مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
وأضافت المصادر إنه يبدو أيضاً أن ميقاتي يعتزم السير على خطى رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري في تشكيل الحكومة، وليس لديه مبادرة عملية لتشكيل الحكومة بسرعة.
وحسب التقارير، فإن الفرنسيين الذين دعموا نجيب ميقاتي للترشح لرئاسة الحکومة اللبنانية المقبلة، لا يريدون تشكيل الحكومة اللبنانية قبل انتهاء رئاسة ميشال عون، وهم ينوون الإبقاء على حكومة مؤقتة في لبنان. لذا، يتحدث نجيب ميقاتي حالياً عن بعض الإصلاحات على المستوى الوزاري، قبل أن يبدأ عملية تشكيل الحكومة.
في المقابل، كانت هناك بعض التحركات من قبل الموالين للسعودية بخصوص تشكيل الحكومة اللبنانية. وعليه، نصحت الرياض حلفاءها في لبنان بالإبقاء على الوضع الراهن دون تشكيل حكومة، أو عدم السماح بتشكيل حكومة يشارك فيها ميشال عون وحزب الله.
کما أفادت مصادر مطلعة بأن السعودية نصحت جميع حلفائها بعدم اتخاذ موقف حازم من عدم تشكيل الحكومة اللبنانية، بل عرقلت ذلك بشكل غير مباشر. وهذا الموقف السعودي ترجمه ممثلو الحزب التقدمي الاشتراكي وأعلنوا أنهم لن يشاركوا في الحكومة الجديدة.
يشار إلی أن المشاورات غير الملزمة بين النواب اللبنانيين ونجيب ميقاتي بدأت بالأمس، لتحديد أعضاء الحكومة اللبنانية الثامنة والسبعين. حيث حضر 128 نائباً من مجلس النواب اللبناني مبنى البرلمان، لمناقشة وجهات نظر وأولويات الحكومة المستقبلية مع رئيس الوزراء المؤقت.
بعد حوالي شهر من الانتخابات النيابية اللبنانية وتعيين أعضاء ورئيس مجلس النواب، استأنف نجيب ميقاتي مهمته لتشكيل الحكومة في لبنان خلال المشاورات الإلزامية يوم الخميس الماضي.
ووفقًا للدستور اللبناني، سيتولى ميقاتي المنصب حتى 31 تشرين الأول/أكتوبر، نهاية رئاسة ميشال عون، وحتى ذلك الحين، يمكن لحكومة نجيب ميقاتي الحالية إدارة البلاد كحكومة تصريف أعمال.
ولكن في هذه المرحلة أيضًا، كانت السفارتان الأمريكية والسعودية في بيروت تحاولان التأثير على خيارات رئيس الوزراء المکلف في لبنان. حيث تحدث السفير السعودي في لبنان وليد البخاري مع عدد كبير من نواب السنة وكذلك أعضاء مستقلين في مجلس النواب اللبناني، للتصويت لنواف سلام، سفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة. لذلك، من المتوقع أن تستمر هذه التدخلات في عملية تشكيل الحکومة.
ويرى بعض المحللين أن نجيب ميقاني قد لا ينجح في تشكيل الحكومة في المستقبل القريب، وأنه قد يقوم بتغيير الحكومة الحالية بدلاً من تشكيل حكومة جديدة، وبالطبع يجب عليه الحصول على موافقة البرلمان لهذه الخطوة.