الوقت- منذ بداية الحرب الكونية على سوريا عام 2011، قامت أمريكا والدول الموالية لها من خلال تنظيم جماعات ارهابية وميليشيات مسلحة بالقيام بالكثير من الانتهاكات بحق سوريا و الشعب السوري من رجال ونساء وأطفال.
وعلى اثر تلك الانتهاكات شُرد مئات الآلاف من الأشخاص من ديارهم وأصبح عدد كبير من الشعب السوري في حاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة، اضافة الى الجرائم غير الانسانية التي ارتكبت بحق المدنيين.
وبينما يظن البعض أن الصراع في سوريا على وشك الانتهاء، فإن الحقائق على الأرض ترسم صورة مختلفة، فتبعات الحرب على سوريا لم تنته بعد، بسبب الأضرار الهائلة التي لحقت بسوريا كاملة وبالشعب السوري وعلى جميع الأصعدة، ومن يعلم ربما حال السوريين أصبح أكثر سوءا من قبل.
وفي هذا الصدد قام موقع الوقت الاخباري التحليلي باجراء حوار صحفي مع المحامي والكاتب والمحلل السياسي ودكتور العلاقات الدولية "د.بشير بدور".
وفيما يلي نص المقابلة:
الوقت: قال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، ان معاناة الشعب السوري مستمرة نتيجة تصرفات الدول الغربية، ما الضرر الذي ألحقته الحرب على الشعب السوري في سوريا؟
الدكتور بدور: لا شك أن سوريا لم تدخر أي جهد خلال الأزمة، لا على الصعيد الدبلوماسي ولا حتى على الصعيد المحلي من خلال الدفاعات العسكرية و الاقتتال العسكري الذي جرى بين الجيش العربي السوري والجماعات الارهابية المتطرفة والتي تعمل بالوكالة لدى الادارة الامريكية.
اضافة الى ما ظهر من خلال الميليشيات الانفصالية التي الحقت أضرارا كبيرة بالجغرافية السورية، شعبا وجغرافيا و ربما من النواحي الاقتصادية ايضا، فكان هناك تدمير للبنى التحتية وتسببت بعزلة الدولة السورية عن الكثير من المواقف والكثير من الدول.
إضافة الى الأضرار بلقمة عيش الشعب السوري، وهذا كله جراء أعمال الادارة الأمريكية وتوجيهاتها وتعليماتها التي كانت تعطيها لتلك الجماعات التي تعمل بالوكالة.
وبالتالي اليوم هذا الأمر أصبح واضحا وضوح الشمس رغم كل الفبركات والأبواق الاعلامية بمحاولة منهم لطمس الهوية السورية، ولكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، لأن صمود الدولة السورية والشعب السوري واصرار الجيش العربي السوري على التحرير حال دون ذلك، ما دفع الادارة الامريكية الى الانكفاء لحد ما عن متابعة هذا المشروع لأنها علمت أن مشروعها هو مشروع فاشل.
وحقيقة الاضرار كانت كبيرة جدا من خلال القطاع الصناعي، القطاع الصحي، القطاع الغذائي حتى، والقطاع العمراني وماتهدم من مبانٍ وبنى تحتية علاوة على المعالم الأثرية وهي من أبرز الأشياء التي حاول المعتدي تدميرها لطمس التاريخ والحضارة السورية علاوة على تعرض تلك الآثار للسرقة، هنا يمكننا القول إن هذه الأضرار تعتبر أضراراً مادية الى حد ما.
كذلك التأثيرات النفسية والتدمير الفكري الذي جرى في بعض المناطق والبلدات التي تقع تحت سيطرة الاحتلال الأمريكي ومليليشيات قسد والجماعات التكفيرية من خلال تجنيد الأطفال وحجز حرياتهم بالاكراه وهذا مافعلوه أيضا مع الشبان والعوائل.
فتلك الحرب الكونية على سوريا الحقت أضرار كبيرة ومن مختلف النواحي، والمؤامرة الكبرى التي استمرت على مدى عشر سنوت كانت تحاك ضد الدولة السورية نتيجة المواقف والمبادئ التي تمسكت بها.
الوقت: ما الأضرار التي لحقت باللاجئين بالتحديد؟
الدكتور بدور: الأضرار التي لحقت باللاجئين الذين فروا من سوريا نتيجة لحصار بلداتهم من قبل الجماعات الارهابية، ربما كان هذا الفرار مغموسا بشخصيته؛ بمعنى آخر أنه هو أيضا كان من الطرف السلبي وذلك عندما رأى أنه لم يعد له مكان في سوريا نتيجة مواقفه العدائية لاذ بالفرار.
هنا اتحدث عن اللاجئين الذين هربوا بعد أن تمت محاصرت بلداتهم ومناطهم من قبل الارهابيين فبعضهم من ذهب الى لبنان وبعضهم الى الاردن وغيرها من الدول.
الوقت: ما الضرر الذي لحق بمن لم يغادر سوريا؟
الدكتور بدور: وهذا أيضا أحد أنواع الأضرار التي لحقت بالشعب السوري الذي صمد وتحدى له تبعيات كبيرة ان كان عليهم بشكل مباشر أو على اطفالهم في المستقبل، وكل ذلك يمكن أن نضعه في خانة عدم احترام القانون الدولي، وعدم احترام الحريات الشخصية وعدم احترام سيادة الدول.
اليوم هناك من تضرر ولم يغادر البلد، هناك من تحدى وصمد لعدة أسباب ربما السبب الأول لأنه لا يستطيع المغادرة، السبب الآخر أنه مؤمن بشكل مطلق أنه حياته ومماته على هذه الأرض وهذا يعتبر ايمانا كبيرا بانتماءاته وارادته وكرامته التي لا يمكنه التفريط بها.
هؤلاء لحق بهم الضرر الأكبر من خلال الاجراءات القسرية التي فرضت عليهم من قبل (قانون قيصر) وشح المواد الغذائية وتدني المستوى المعيشي من متطلبات الحياة من كهرباء وماء و مواد غذائية.. الخ.
هؤلاء معاناتهم قد تكون أكبر أو هي بالغعل كذلك من الذين هاجروا أو كانوا لاجئين وربما دفعوا أثماناً أخرى أكبر من ذلك، من خلال التضحيات التي قدموها فمنهم من قدم أبنائه ومنهم من قدم نفسه ومنهم من لحقت به اضرار شخصية في منزله على سبيل المثال.
وبالتالي اليوم بالعقلية الجمعية للمواطن السوري كانت كبيرة جدا من هذه الاجراءات وهذا الاعتداء الكبير من الادارة التي لم تعرف الا أن تكون ارهابية أو مسيطرة أو لها هذه الأفعال الجرمية.
الوقت: بالنظر الى انتصار الحكومة السورية على الارهابيين والضغط المستمر على الشعب، كيف يتعامل الشعب السوري مع الاكراه الغربي الحالي؟
الدكتور بدور: الحكومة السورية اليوم مصرة على مواقفها قيادة وشعبا وجيشا على أن تكون في الاطار الصحيح والموقف الصحيح بانتمائها الوطني وبموقفا التحالفي؛ فهي تقف الى جانب الدول الصديقة والدول الصديقة أيضا يقفون الى جانبها وهذا المسار الصحيح الذي اختارته الدولة السورية لأنه موقف الكرامة وموقف الانتماء وموقف التمسك بالأرض تاريخا وشعبا وكرامة وبالتالي من يهاجم في بيته ماعليه سوى أن يدافع بكل ما أوتيه من قوة على هذا البيت وهذا هو حال الشعب السوري.