الوقت- ان فكرة تشكيل التكتلات الاقتصادية مثل منتدى الدول المصدرة للنفط أو الغاز يتم طرحها عادة من قبل الدول المنتجة و الهدف من ذلك هو امن المواد و السلع المعروضة و استقرار الاسواق و ايجاد مداخيل ثابتة لكن الدول المستهلكة لاتعتبر هذه التكتلات لصالحها لأن ذلك يرفع سعر المواد و السلع و يخفض قدرات الدول المستهلكة امام الدول المصدرة و لذلك نرى ان تشكيل منتدى الدول المصدرة للغاز أو "أوبك الغازي" واجهة معارضة من قبل الدول و الاوساط الغربية، ويمكن اختصار اسباب قلق الدول الغربية ومعارضي اوبك الغازي كالتالي :
1- ان الدول المستهلكة في الغرب تعتقد ان ايجاد تكتل غازي في العالم سيؤدي الى استقرار اسواق الطاقة.
2- يعتبر الامريكيون و الاوروبيون امكانية ايجاد اوبك الغازي بحضور دول مثل روسيا و ايران تهديدا على المدى البعيد لصادرات مصادر الطاقة في العالم و يعتقدون ان هذا التكتل يعتبر تهديدا للدول المستهلكة للغاز.
ان الدول الاوروبية وامريكا يعتقدون بان انشاء مثل هذا التكتل من قبل الدول العدوة لامريكا سيؤدي الى حصر اسواق الغاز في العالم بيد هؤلاء و رفع سعر مصادر الطاقة في الاسواق الغربية، و في الحقيقة ان وجود ايران و روسيا اللتين تسعيان لرفع مستوى قدراتهم الدولية في هذا التكتل الغازي يزيد من قوة التيار المناهض لامريكا و يعزز قدرات هذا التكتل خاصة اذا علمنا ان روسيا و ايران لديهما اكبر مخزون للغاز الطبيعي في العالم و سيكون لهما دور محوري في التكتل الغازي و ستعززان الاسوق و ستتخذان خطوات و قرارات معادية للغرب.
1- يعتقد معارضو تشكيل اوبك الغازي ان هذا التكتل الذي يحظى بدعم ايراني و روسي قوي سيغير الخارطة الجيوسياسية و الاستراتيجية العالمية و يحد من الدور الامريكي في الاقتصاد العالمي.
2- ان معارضي اوبك الغازي يعتقدون ان تشكيل هذا المنتدى سيزيد من الاسعار و سيضر بشدة بالانتاج الصناعي الامريكي لأن مشتقات الغاز الطبيعي تستخدم بشكل واسع في انتاج المعدات العسكرية و ان قطع صادرات الغاز مثلا سيزعزع الصناعات العسكرية الامريكية و لذلك اعلنت واشنطن معارضتها لهذا التكتل مرارا وتكرارا قائلة ان انشاء اوبك الغازي تهديد لقطاعها الصناعي والعسكري.
3- ان ايجاد اي منتدى للدول المصدرة للغاز سيقرب هذه الدول من بعضها البعض و يعتبر تهديدا مباشرا لمستقبل عملية تزويد الاتحاد الاوروبي بالطاقة لأن الدول المصدرة للغاز يمكنها ان تتفق فيما بينها على سعر الغاز الذي يباع للاوروبيين و هذا يزيد ارباح الدول المصدرة و يعتبر في المقابل تهديدا للاوروبيين خاصة اذا علمنا ان روسيا التي تمتلك ربع اسواق الغاز في اوروبا عبر شركة غازبروم يمكنها ان تعزز سيطرتها على قطاع الطاقة في كافة انحاء اوروبا عبر اوبك الغازي و تصبح موسكو الجبهة المتحكمة في قضية تصدير الغاز الى اوروبا وتسعيره و هذا يزيد من تبعية الاقتصاد الاوروبي للارادة السياسية الروسية كما يرفع سعر الغاز الذي تستورده اوروبا من روسيا و يرفع من مكانة شركة غازبروم الروسية امام الشركات الاوروبية الكبرى التي تحتكر توزيع و بيع الغاز ما يفقد الاوروبيين اداة ضغطهم على روسيا ويجعل سوق الغاز الاوروبي في قبضة الروس.
ونظرا للاسباب التي ذكرناها اعلنت المنظمة الدولية للطاقة ان نبأ تشكيل منتدى الدول المصدرة للغاز يعتبر نبأ محزنا للدول المستهلكة لأن الغرب لم يرغب في اتحاد الدول المصدرة للغاز و توحيد سياسات هذه الدول.