الوقت- أفادت وسائل إعلام فلسطينية، يوم السبت، باعتقال شخص اعترف خلال التحقيقات الأولية بالمشاركة في اغتيال "فادي البطش" العالم الفلسطيني الشاب في ماليزيا عام 2018.
وأظهر هذه النبأ أن المقاومة تطورت ليس فقط خارج قطاع غزة، ولكن قدرة ردعها تطورت أيضًا داخل قطاع غزة، ولن تسمح بعمليات التخريب والتجسس من قبل العدو.
القبض على منفذي عملية اغتيال "فادي البطش"
وحسب وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، فقد اعتقلت الوزارة الرجل المتورط بالاغتيال لدى عودته إلى قطاع غزة بسبب مشاكل مالية. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، إياد البزم، أن الرجل في سياق اعترافه الأولي أشار إلى أنه قام مع شخص آخر باغتيال فادي البطش في ماليزيا في مهمة كلف بها من قبل الموساد. كان أحد شخصين الذين قتلهما فادي البطش، عالم فلسطيني يبلغ من العمر 34 عامًا، في 21 أبريل 2018 ، عندما غادر المنزل للصلاة في الصباح في منطقة حول كوالالمبور.
اعتقال الجاني من قبل مخابرات المقاومة
قصة اعتقال أحد القاتلين - الذي لم يتم الكشف عن اسمه بعد - هي أن الشخص المذكور عاد إلى قطاع غزة لحاجته إلى المال. في بداية عودته، اتصل بالضابط الذي وظفه وطلب منه المال. عميل الموساد، بعد سماع الطلب، سأله من أين يتصل، وعندما قال إنه عاد إلى غزة وأن هذه المكالمة من قطاع غزة، واجه رد فعل قوي وغاضب من عميل الموساد، حيث أخبره عميل الموساد أن الهاتف يتم التنصت عليه وأغلقه. ولم يمض وقت طويل قبل أن يقوم رجال الأمن باعتقال الرجل بحضورهم غير المحسوس مع نخبة استخبارات المقاومة.
تاريخ مخابرات المقاومة
ليست هذه هي المرة الأولى التي تخيف فيها المقاومة العدو بإمكانياتها الاستخباراتية. كان استخدام الجواسيس بين الفلسطينيين من أهم أدوات الكيان الصهيوني في ضرب المقاومة الفلسطينية. وتم التخطيط للتجسس على أساس العقيدة الأمنية للنظام الصهيوني منذ عقود، وتشير بعض المصادر إلى أن الصهاينة قاموا ببناء البنية التحتية لتوظيف الجواسيس منذ أوائل القرن العشرين، قبل احتلال فلسطين. اغتيال القادة والقصف الصاروخي على مراكز المقاومة دائما ما كان ينفذها الكيان الصهيوني بمساعدة جواسيسه. منذ عام 2007، عندما أصبح قطاع غزة تحت السيطرة الكاملة للمقاومة، أصبح قادة المقاومة يحاربون هذه القضية. الطريقة الوحيدة للتعامل مع الجواسيس كانت من خلال نخبة المخابرات والعمل المغلق للمقاومة داخل غزة، عمل كان على جدول أعمال المقاومة تم تنفيذه بعناية.
تطوير واستمرار الإمكانيات الاستخباراتية في فترة ما بعد حرب 2014
بعد حرب 2014، وسعت المقاومة الفلسطينية إمكانياتها في قطاع غزة، وبمجرد استهداف نقاط ما، تبدأ باستكشاف تلك النقاط المستهدفة، وهكذا يستمرون على هذا المنوال حتى تتم عملياتهم. كانت علامة اكتمال الإمكانية الاستخبارية هي الأخبار التي تُنشر كل عام منذ 2014 حول اعتقال وإعدام الجواسيس الإسرائيليين. علامة أخرى على هذه الإمكانية الاستخباراتية هي فشل العدو في استهداف قادة المقاومة في سنوات ما بعد 2014. والمثال الوحيد على اغتيال قادة المقاومة منذ ذلك التاريخ هو "بهاء الله العطا" عام 2019، ويقال إنه حدث بسبب الإهمال. علامة أخرى هي أنه منذ عام 2014، لم يتلق النظام الصهيوني حتى معلومات عن أسرى المقاومة، وهل هم أحياء أم فقط أجسادهم في حوزة المقاومة. في جانب آخر من هذه القدرة، أظهرت المقاومة عام 2018، من خلال إحباط عملية سرية لفريق استخبارات من الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة، أنها كانت على دراية كاملة بتحركات العدو ولديها معلومات استخبارية شاملة في المنطقة الواقعة تحت سيطرتها.
توقيف منفذ عملية اغتيال "فادي البطش" وإدراك العدو قدرة المقاومة
إن حقيقة عودة قاتل فادي البطش إلى قطاع غزة بعد 3 سنوات ووقوعه في فخ استخبارات المقاومة مع عملية الاتصال الأولى تظهر قدرة المقاومة كنخبة استخبارية في المنطقة، لكن الأهم هو الرد الذي تلقاه العميل من ضابط الموساد، عندما أعلمه بهذه الإمكانية الاستخبارية، وأبلغ الضابط القاتل باعتقاله الوشيك، والذي حدث على الفور. الآن، وعلى الرغم من الردع الكبير الذي خلفه "سيف القدس" في فلسطين حتى الآن، فإنه يظهر نفسه للعدو في مجال المخابرات أيضا. ويخبر الجميع أن الردع الذي خلقته المقاومة هو رادع شامل يشمل النخبة الاستخبارية للمقاومة. الآن تتجلى مظاهر هذا الردع أكثر فأكثر، والعدو يدرك هذا الأمر تمام الإدراك.