الوقت-وافق الكونغرس الامريكي، أمس الأربعاء، على تأليف لجنة لتقييم إخفاقات حرب أفغانستان التي استمرت 20 عاماً، وانتهت باستيلاء حركة "طالبان"، مجدداً على السلطة في البلاد.
ولجنة التقييم هي جزء من قانون ميزانية للدفاع الوطني بقيمة 768 مليار دولار، الذي أقرّه مجلس الشيوخ بغالبية 89 مقابل 10 أصوات، بعد أن نال تأييداً ساحقاً مماثلاً الأسبوع الماضي في مجلس النواب.
ويعزز القانون الإنفاق الدفاعي الامريكي بمقدار 28 مليار دولار مقارنة بالعام الماضي، ويشمل زيادة 2,7 في المئة على رواتب جميع العسكريين والعاملين المدنيين في وزارة الدفاع.
كما جدّد قانون ميزانية الدعم لتايوان، وسط تصاعد التوتر مع الصين، التي تعتبر هذه المنطقة ذات الحكم الذاتي جزءاً من أراضيها بانتظار إعادة التوحيد.
ويدعو القانون الولايات المتحدة إلى تطوير القدرات الدفاعية لتايوان، والجزيرة إلى المشاركة في مناورات عسكرية عام 2022 في هاواي.
ووسط حالة الاستقطاب الحادة في واشنطن، تجاوز القانون العديد من القضايا المثيرة للجدل، بما في ذلك الدعوة إلى فرض عقوبات على خط أنابيب "نورد ستريم 2" بين روسيا وألمانيا، إضافة إلى إلغاء تفويض غزو العراق الصادر عام 2002.
وقال البيت الأبيض، قبل يومين، إنه "لم تعد هناك قوات امريكية بدور قتالي في العراق"، وذلك بعدما أنهى نائب مساعد الرئيس الامريكي بريت ماكغورك، وهو المنسّق لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، زيارة للعراق استمرت يومين، تشاور خلالها مع مجموعة من القادة السياسيين والأمنيين.
وقال الجيش الامريكي إنه "أكمل انتقاله من مهمة قتالية في العراق إلى مهمة تهدف إلى تقديم المشورة والمساعدة وتمكين القوات العراقية التي تقاتل فلول تنظيم داعش".
ومن المتوقع أن يقوم الرئيس جو بايدن الذي أمر بسحب القوات الامريكية من أفغانستان في آب/أغسطس الماضي، لإنهاء أطول حروب امريكا، بالتوقيع على قانون ميزانية الدفاع للسنة المالية 2022.
وستضم اللجنة الخاصة بأفغانستان 16 عضواً، يجري تعيينهم من قبل الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وأمامها مدة عام من تاريخ اجتماعها الأول لإصدار تقرير أوّلي، إضافة إلى تقرير نهائي في غضون ثلاث سنوات.
وجاء في القانون أنّ "على اللجنة إجراء تقييم شامل للحرب في أفغانستان، ووضع توصيات لإطلاع العمليات المستقبلية على الدروس التكتيكية والاستراتيجية المستخلصة، بما في ذلك تأثير زيادة القوات وخفضها".
وستنظر اللجنة أيضاً في قرار الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش شنّ الحرب، وكذلك في السياسة الامريكية بشأن أفغانستان قبل عام 2001.
وكان الرئيس الأسبق باراك أوباما قد أمر بإرسال تعزيزات من عشرات آلاف الجنود إلى أفغانستان، بعد توليه منصبه عام 2009، لكنه سحب معظمهم في وقت لاحق، فيما فاوضت إدارة خلفه دونالد ترامب "طالبان" على اتفاق حدّد في أيار/مايو 2021 جدولاً زمنياً لانسحاب القوات الامريكية من أفغانستان.