الوقت-أعرب معهد "بروکینغز الأمريكي للابحاث" عن إعتقاده بأن إيران و روسيا ستهزان العالم إذا غفلت عنهما أمريكا ولم تسارع لوقف تقدمهما، مشيراً إلى ان طهران و موسكو في طريقهما لتشكيل حلف استراتيجي قد يغيّر المعادلات الدولية في المستقبل.
وقال المعهد في تقرير له بقلم الخبير بشؤون الشرق الأوسط "سيرجئي الکساشنکو" ان العلاقات الروسية - الإيرانية في تطور مستمر في مختلف المجالات، واصفاً الشائعات التي تتحدث عن وجود خلافات بين الطرفين بأنها لا أساس لها من الصحة.
وأشار الکساشنکو إلى وجود أواصر قوية بين روسيا و إيران في كافة الجوانب السياسية والاقتصادية، إضافة إلى العمق التاريخي والجوار الجغرافي بين الجانبين.
وذكر أن إيران وروسيا وأمريكا هم اللاعبون الأساسيون في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما فيما يتعلق بالأزمة السورية، معرباً عن إعتقاده بإمكانية التعاون الدبلوماسي بين الدول الثلاث لتسوية هذه الأزمة.
ورجّح التقرير أن يلعب التحالف الإيراني - الروسي دوراً سياسياً وعسكرياً حاسماً في هذا المجال، بسبب تراجع الدور "الدبلوماسي" الامريكي مقابل هذا التحالف.
واستبعد الکساشنکو احتمال حصول إختلاف جوهري في وجهات النظر بين روسيا و إيران بشأن الأزمة السورية، خصوصاً وان الجانبين يشددان على ضرورة تسوية هذه الأزمة سلمياً، ويؤكدان على حفظ وحدة و سيادة سوريا و بقاء الرئيس بشار الاسد على رأس السلطة بإعتباره حليفاً استراتيجياً للبلدين. وأضاف: إن طهران وموسكو يسعيان في الوقت ذاته إلى تقليص النفوذ الأمريكي في المنطقة والعالم.
وأشار التقرير أيضاً إلى وجود تفاهم عميق بين روسيا و إيران في مجالات الطاقة و صناعة السيارات، وبناء المنشآت النووية والفضائية، مؤكداً أن هذا التفاهم قد ساهم بشكل كبير في تعزيز العلاقات بين الجانبين.
وفي جانب آخر من تقريره أكد الکساشنکو أن إيران تمكنت طيلة العقود الثلاثة الماضية من حفظ أمنها واستقرارها رغم التعقيدات والمخاطر الأمنية الكثيرة التي تحيط بها في عموم المنطقة. وأعرب عن إعتقاده بأن التطور الكبير الذي حققته إيران في المجال العسكري رغم الحصار المفروض عليها على خلفية أزمتها النووية مع الغرب، لم يصطدم مع طموحات روسيا لتعزيز موقعها العسكري في المنطقة ورغبتها في عقد صفقات أسلحة ضخمة مع عدد من الدول الإقليمية كما حصل مع مصر والسعودية.
ورأى التقرير أن رفع الحظر المفروض على إيران في إطار الاتفاق النووي الذي وقّعته مع المجموعة السداسية الدولية (أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) سيفتح بالتأكيد آفاقاً جديدة لرفع مستوى التعاون بين طهران وموسكو في شتى المجالات.
وفي الختام دعا تقرير "معهد بروکینغز" المسؤولين الأمريكيين إلى إعادة النظر في سياسة واشنطن تجاه منطقة الشرق الأوسط و تحديداً فيما يتعلق بالأزمة السورية قبل فوات الأوان وقبل أن تكتمل حلقات التحالف الروسي - الإيراني والذي سيؤثر حسب إعتقاده بشكل كبير في رسم مستقبل العلاقات الدولية على المستويين الإقليمي والعالمي.