الوقت- توصلت باكستان خلال الأيام الأخيرة إلى اتفاق مع جماعة طالبان الباكستانية لإنهاء الصراع بعد سنوات. وفي هذا الصدد، قال وزير الإعلام الباكستاني فؤاد تشادهدري، إن بلاده توصلت إلى اتفاق مع طالبان الباكستانية بشأن وقف إطلاق النار بشكل كامل. لكن الاتفاق الآن حول ما إذا كان بإمكان إسلام أباد أن تتفاءل في حل مشاكلها الأمنية مع الميليشيات السلفية أو العرقية المسلحة أو الحد منها بشكل كبير مع تولي طالبان السلطة في أفغانستان. أيضا، إلى أي مدى يمكن لحكومة طالبان في أفغانستان التأثير على تحركات طالبان الباكستانية وتعزيز الأمن في باكستان؟
للإجابة على هذه الأسئلة الأساسية، أجرى موقع "الوقت" حوارا مع بير محمد ملازهي الخبير في شؤون شبه القارة الهندية. حيث يعتقد ملازهي أن اتفاق إنهاء الصراع بين طالبان الباكستانية والحكومة الباكستانية لن يكون له نتائج ملموسة على المدى القصير، وأن على الأقل انتظار تطورات متوسطة المدى لتحديد تأثير هذه الاتفاقية على أمن باكستان.
شبكة حقاني كانت لاعباً رئيسياً في اتفاقية إسلام أباد مع طالبان الباكستانية
يرى بير محمد ملازهي أن المفاوضات الأخيرة بين الحكومة الباكستانية وطالبان الباكستانية في هذا البلد تمت بوساطة شبكة حقاني. حقيقة الأمر هي أن شبكة حقاني لها علاقات وثيقة مع كل من طالبان باكستان وجهاز الاستخبارات والأمن الباكستاني.
وبالتالي، يمكن تقييم هذه الخطوة في سياق يقظة باكستان حتى تتمكن من إدارة تأثير طالبان في أفغانستان بشكل صحيح على أمنهم القومي. بالنظر إلى القضية من هذه الزاوية، يمكن القول إن إسلام أباد أدركت الآن أنه بعد استيلاء هذه الحركة على كابول، لن نرى نشاطًا لطالبان يتقدم بسهولة في اتجاه أهدافهم ومصالحهم. ويبدو أن القلق نفسه دفع إسلام أباد إلى اللجوء إلى شبكة حقاني والتوصل إلى الاتفاق الأخير.
الاتفاق بين إسلام أباد وطالبان الباكستانية قد يكون لعبة خطيرة على المستوى الإقليمي
وأضاف في هذا الصدد، فإن تأثير هذا الاتفاق على الأمن القومي الباكستاني مرتبط بشكل مباشر بوجهة النظر الباكستانية لقضايا الأمن الإقليمي. وهذا يعني أن هدف طالبان الباكستانية واضح وهو جعل باكستان جزءا من الإمارة الإسلامية. إذا تم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة وطالبان باكستان لتشكيل حكومة أمر واقع في إطار دولة إسلامية، فسيتم إجراء صفقة خطيرة للغاية بشأن إنقاذ إسلام أباد من الأزمات ولعية خطيرة لاشغال المنطقة في التطرف الإسلامي. لكن إطار المفاوضات ليس واضحا بعد، لا يمكن الحديث صراحة عن مضمون الاتفاقية، وستكون آثارها غير واضحة إلى حد ما.
حركة طالبان الأفغانية تسعى إلى اتفاق بين طالبان الباكستانية والحكومة الباكستانية
واشار الخبير في شؤون شبه القارة، إلى حكومة طالبان في أفغانستان لن تسمح لطالبان الباكستانية بالنشاط ودخول حدودها، وقال، لقد وصلت طالبان الى المكانة الراهنة في أفغانستان بدعم من باكستان. كذلك، ليس هناك شك في أن أي نشاط لحركة طالبان باكستان في باكستان بدعم من طالبان الأفغانية لن يكون مفيدا لحكومة إسلام أباد أو حكومة طالبان في كابول. في الوضع الحالي، تسعى طالبان إلى حل سياسي لحصول اتفاق بين إسلام أباد وطالبان الباكستانية. في هذا السياق، يمكن القول أن طالبان في كابول تأمل في التمكن من توقيع اتفاق بين طالبان الباكستانية والحكومة، وبالتالي تعزيز العلاقات بين كابول وإسلام أباد.
الحوار والاتفاق في صميم خطط الحكومة الباكستانية وطالبان الباكستانية
وقال الخبير في شؤون شبه القارة، من المهم ملاحظة أن حركة طالبان الأفغانية لديها فرصة ضئيلة للتأثير على شبكة حقاني وطالبان باكستان. في الواقع، يمكن القول أنه كلما توطدت قوة شبكة حقاني في إطار الحكومة الأفغانية الجديدة، زادت إمكانية التعاون والنشاط التخريبي لطالبان الباكستانية في باكستان. بشكل عام، يبدو أن طالبان وضعت حلا منطقيا امام طالبان الباكستانية والحكومة الباكستانية.
وخلص الخبير من شبه القارة الهندية إلى القول: يبدو أنه في المستقبل غير البعيد على الأقل، لن يكون هناك مخرج سوى اتفاق وحوار بين الحكومة الباكستانية وطالبان الباكستانية. لا تملك طالبان القوة العسكرية لموازنة المعادلة عسكريا كما هي الحال في أفغانستان، لذلك يبدو الآن أن هناك إرادة قوية للحوار بين الجانبين. إذا تم التوصل إلى اتفاق، يمكن التنبؤ باستمرار السلام على المدى القصير على الأقل، ولكن إذا لم يكن هناك اتفاق بين الطرفين، فهناك احتمال حدوث عمليات انتحارية وأعمال شغب من قبل هذه الحركة.