الوقت- فضائح فساد ضخمة تلاحق كبار المسئولين في صندوق الاستثمارات السعودي الذي يترأسه ولي العهد محمد بن سلمان ويستخدمه بشكل كبيرفي تبديد ثروات المملكة ومقدراتها وإنفاقات ضخمة على أمور لا تعود بالنفع والفائدة على الاقتصاد الذي بات على شفا الانهيار التام.
صندوق الاستثمارات العامة هو صندوق الثروة السيادية للمملكة تأسس سنة 1971م، ويعتبر من بين أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، إذ يحتل المركز السابع عالمياً بإجمالي أصول تقدر بـ 430 مليار دولار.
وفي هذا السياق كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن تفاصيل صادمة ومروعة بشأن سجل محافظ صندوق الثروة السيادية السعودي ياسر الرميان المقرب من الأمير الشاب محمد بن سلمان.
وقالت الصحيفة إن وثائق داخلية سعودية سرية مرفوعة إلى محكمة كندية تظهر صلته بقضية حملة مكافحة الفساد الشائنة في عام 2017.
كما أظهرت هذه الوثائق أن واحدة من 20 شركة استولى الرميان عليها كانت شركة طائرات مستأجرة استخدمت بمؤامرة السعودية لقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وأخيراً عين محمد بن سلمان المقرب منه ياسر الرميان رئيساً لنادي نيوكاسل عدا عن منصبه في رئاسة مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية.
وتوكد تقارير أن ابن سلمان أهدر أكثر 3.5 مليار دولار من أموال الشعب السعودي، كاستثمار خارجي من دون فوائد مجدية.
شخصيات يستخدمها ابن سلمان في فساده المالي
في هذا الصدد ، قدم موقع يُدعى خط البلدة مؤخرًا تفاصيل وأسماء عدد من رجال الأعمال السعوديين الذين دعمهم بن سلمان بقوة ، وبعد وصول ابن سلمان إلى الولاية ، حصلت زيادة فلكية في رؤوس أموالهم حتى يتمكن ولي العهد من الاستفادة من نفوذهم عند استيلائه على السلطة.
وفقًا للتقرير ، يسعى محمد بن سلمان إلى إنشاء إمبراطورية مالية لإنشاء فئة من رجال الأعمال والأمراء السعوديين غير المعروفين في بعض الأحيان والذين يحظون بدعمه الكامل. لقد زاد هؤلاء الأشخاص ثروتهم بطريقة أسطورية بعد وصول محمد بن سلمان إلى السلطة. لقد احتكروا العديد من المشاريع الكبيرة ، ولا سيما تلك المتعلقة برؤية 2030 وعقود صندوق الاستثمار السعودي.
ياسر الرميان وخالد الفالح وأحمد الخطيب يعتبرون الركائز الاقتصادية الرئيسية الثلاثة لهيمنة محمد بن سلمان على الأسواق السعودية. فقد احتكروا إدارة وتوزيع المشاريع الكبيرة في البلاد وجعلوا هذه المشاريع تحت إدارة أشخاص معينين.
كما يذكر الموقع الالكتروني هذا أسماء عدد من التجار الآخرين ويسرد أنشطتهم التجارية.
صالح التركي أحد أهم رجال الأعمال ومؤسس شركة نسما المحدودة ، والتي تعد من أهم المعارض التجارية لمحمد بن سلمان اليوم ، استطاع الحصول على إيجارات كبيرة من خلال صندوق الاستثمار الوطني السعودي.
مشعل الكثيري صاحب مجموعة الكثيري. واجهت أسهم الشركة في 2018 نموًا غريبًا جدًا في سوق الأسهم السعودي ، ما يشير إلى معاملات مشبوهة وغير قانونية. وارتفعت أسهم هذه الشركة من 10 ريالات إلى 20 ريالاً خلال ستة أشهر في 2018 ، وبلغت قيمة هذه الأسهم نحو 100 ريال في 2020.
محمد بن عبد الله أبو نيان هو أحد المستثمرين والمالكين الرئيسيين لشركة أكوا باور المتخصصة في إنتاج الطاقة وتحلية المياه. تقوم الشركة بتنفيذ 41 مشروعًا كبيرًا داخل السعودية. تم إدراج شركته بشكل أساسي في مشروع الطاقة المتجددة رؤية 2030 واحتلت المرتبة 26 في قائمة أفضل 100 شركة في السعودية في عام 2019.
عبد المحسن العثمان هو رئيس شركة تكفين للتنمية الصناعية ، وهي شركة تكبدت خسائر عدة مرات ، ولكن لأسباب غير معروفة ، بعد سنوات قليلة فقط من تولي بن سلمان منصبه ، زاد رأس ماله من 100 مليون ريال في عام 2010 إلى 950 مليون ريال. و مازال بارتفاع في الوقت الحالي.
عامر عبد الله الزينل رئيس مجموعة زينال أحد أهم المستثمرين والمساهمين في شركة شيسكو للخدمات الصناعية التي واجهت توسعًا سريعًا في أسهمها منذ بداية عام 2016 و ازدادت قيمة سهم الشركة من 11 ريالًا إلى 30 ريالًا في غضون سنوات قليلة.
عبد المحسن الراشد هو أكبر مساهم في شركة الأسمنت وأحد المساهمين في مشروع نيوم ، وبعد فوزه بعقد رؤية 2030 ، ارتفعت قيمة أسهمها إلى 3.3 مليارات ريال سعودي في عام 2019.
إبراهيم الحديثي هو أحد مالكي شركة ساسكو السعودية لخدمات ومعدات السيارات ، والتي زادت قيمة أسهمها من 10 ريالات إلى 36 ريالاً في عام 2016 ، وفي عام 2020 نجح في إبرام عقد حصري لاستيراد المعدات مع جهاز الأمن في النظام السعودي.
عبد المجيد العساكر هو مؤسس شركة العساكر للمعدات الطبية ، وهو شقيق بدر العساكر ، رئيس مكتب بن سلمان.
باستخدام هذه الشخصيات ، التي تحظى بدعمه الكامل في المجالين السياسي والتجاري ، وسع ابن سلمان هيمنته على القطاع الخاص في الاقتصاد السعودي حتى يتمكن من استخدام هذه الأذرع لقمع خصومه عند الضرورة.
ابن سلمان يستخدم سلطته للإيستلاء على مقدرات المملكة
يرى خبراء ومحللون لشخصية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أن طموحه السلطوي والسادي لن يتوقف حتى يستولي تماماً على جمیع مقدرات وأموال الشعب السعودي القابع بين مطرقة الفقر والبطالة وسندان القمع والفساد، مشيرين إلى أن حلم الثراء الفاحش وتخطي ثروة جميع أمراء آل سعود ظل يرواد ابن سلمان منذ أن كان مراهقاً.
ومنذ أن تولى محمد بن سلمان منصب ولاية العهد في المملكة إضافة إلى مناصبه الأخرى، انطلق هذا الشاب المتهور في حملةٍ لتبديد المال العام غير معلومة الحدود، وفي الوقت الذي تعاني فیه المملكة من صعوبات اقتصادية كبرى، نجده يستمر في التبذير غير آبهٍ لما سيجره هذا التصرف على المملكة من مشاكل اقتصادية، لا تؤثر على الدولة فقط، إنما ستؤثر على معيشة المواطن السعودي، بشكل عام في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعاني منها الاقتصاد السعودي.
وبعيدًا عن المشاريع الكبرى التي ورَّط بن سلمان المملكة فيها، والتي لا تزال مجهولةً في مدى نجاحها من فشلها، نسلط الضوء على تصرفاته التي يبدد فيها مال المملكة ومال المواطن، على أوجه لا تعود للمملكة بمنفعةٍ، اقتصادية أو ثقافية، بل إنها لا تعود بمنافع شخصية حتى لابن سلمان نفسه. وتكشف التسريبات التي روج لها مغردون ومعارضون للنظام السعودي إبان حملة الفساد المزعومة التي قادها محمد بن سلمان ضد رجال أعمال وأمراء من الأسرة الحاكمة، عن تحصيل ولي العهد السعودي لمليارات الريالات من المعتقلين وإيداعها في حسابه الشخصي أو تحت تصرفه المباشر، بدلاً من إيداعها خزينة المملكة بوصفها اموال الشعب المنهوبة على مدى عقود.
الفساد هو ابن سلمان
من أهم الصفقات التي قام بها بن سلمان و التي لم يقم بها أمير سعودي من قبله بحسب صحيفة نيويورك تايمز قيامه بشراء لوحة فنية للفنان الشهير ليونارد دافنشي من أحد المتاحف الفرنسية بقيمة 450 مليون دولار أمريكي و التي تضم في ثناياها رموزاً مسيحية، هذا في الوقت الذي يُعرف عن ابن سلمان عدم اكتراثه بالثقافة و الأدب أو أي نوع من الاهتمام بالفنون. وجاء ذلك بالتزامن مع كشف وسائل الاعلام الأمريكية عن قيام الشاب المتهور بشراء يخت فاره خلال زيارته إلى فرنسا، مقابل 550 مليون دولار، هذا اليخت الذي يعتبر أيضًا الأغلى في العالم، أو على الأقل من بين أغلى وأفخم يخوت العالم، قد اشتراه محمد بن سلمان، من ملياردير روسي يدعى يوري شيفلر وفق ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، أثناء قضائه عطلة في جنوب فرنسا.
ولم ينس بن سلمان أن ذلك اليخت لا بد له من لوحة بمستوى لوحة ليوناردو دافنتشي لتزين يخته الباهظ الثمن، فقام بتعليقها داخل يخت! لم ينته الأمر عند هذا الحد. فقد قام الأمير المطلق الصلاحيات، بشراء منزل في فرنسا بمبلغ كشفت عنه صحيفة “نيويورك تايمز” وصفته بالقصر الفاره في فرنسا مقابل 300 مليون دولار، لينضم هذا القصر إلى جملة المبالغ الفلكية التي ينفقها الأمير الشاب منذ وصول والده إلى الحكم في السعودية قبل سنوات. ولکن تورط ولي العهد محمد بن سلمان في مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي وسمعته الدموية، ربما تكون من أهم الأسباب التي دفعت باريس لرفضها زيارة بن سلمان لقصره، تجنباً لأي ردود فعل داخلية غاضبة.
كل هذه المبالغ المهدورة من قبل ابن سلمان على رفاهيته الشخصية، تأتي في الوقت الذي أعلن عن فرض حالة من التقشف على البلاد بأكملها، وشن حملة اعتقالات واسعة على أثرياء المملكة بدعوى تطهير الفساد، وأجبر أمراء ورجال أعمال وأثرياء على التنازل عن أموالهم، بعد أن احتجزهم في فندق “ريتز كارلتون” بحجة أنهم حصلوا على أموالهم بطرقٍ غير مشروعة.
إذاً من يعرف ابن سلمان يعرف تماماً أن الفساد يتمثل بشخص ابن سلمان وأن كل مخططاته و مشاريعه يستخدم فيها أذرعه الخفية من أجل نهب الثروات وإنفاقها على ملذاته و فساده وسهراته بدون أي مسؤولية تجاه الشعب الذي يعاني الأمرين في تسيير أمور معيشته.