الوقت-أشعلت التصريحات الأخيرة لقائد فرقة ما يسمى "السلطان سليمان شاه" المثير للجدل محمد الجاسم الملقب "أبو عمشة" الصراع ضمن الفصائل المنضوية ضمن فرقته، والتي أعلن فيها استعدادها التفاهم مع أبو محمد الجولاني، وتأييده الإندماج الكامل لمناطق المعارضة بما فيها هيئة تحرير الشام التي يرى "أنها تغيرت للأفضل".
وكما اعتبر القيادي المدعوم بشكل كبير من المخابرات التركية أن مقاتلي هيئة تحرير الشام هم من أبناء البلد، ولا ينكر أعمالهم ضد الجيش السوري، في حين سخر ناشطون من هذا التصريح واعتبروا أن معظم مقاتلي هيئة تحرير الشام من جنسيات أجنبية، وليسوا من أبناء البلد، ساهموا بشكل كبير في إنهاء أكثر 10 فصائل بشكل كامل بعد قتل وجرح المئات من عناصرها.
وأولى نتائج تصريحات أبو عمشة التي استفزت بعض الفصائل في صفوفه، إعلان كتيبة "المعتز بالله" انشقاقها عن الفرقة، معتبرة التصريحات الصادرة عن "أبو عمشة" ضرب بعرض الحيط تاريخ هيئة تحرير الشام الإجرامي، والمصنفة على قوائم التنظيمات الإرهابية، وأنها ستعمل تحت قيادة قائدها أبو زيد قسطون بشكل مستقل إلى جانب كل الفصائل في الجيش الوطني السوري فقط.
ورأى ناشطون في تصريحات أبو عمشة محاولة للتقارب من أبو محمد الجولاني الذي أصبح يملك القرار الكامل في مناطق نفوذه في إدلب، وما يشكله من خطر في محاولاته المتكررة في اختراق مناطق الجيش الوطني شمال حلب، مستغلاً حالة الغليان الشعبي من الانتهاكات والفلتان الأمني المنتشر في الشمال السوري الذي تحكمه العديد من الفصائل المختلفة فيما بينها.
وتشير المعلومات إلى أن أبو محمد الجولاني لديه محاولات متكررة في اختراق شمال حلب، حيث ألمح في تصريحات أخيرة له (خلال لقائه عدداً من العائلات المهجرة من شمال حلب والمقيمة في مناطق نفوذه في ادلب)، إلى أن الأهالي في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون التي يُسيطر عليها الجيش الوطني يطالبون تحرير الشام بالدخول إلى مناطقهم.
وارتبط اسم أبو عمشة بالكثير من الانتهاكات والجرائم وعمليات اغتصاب نساء مقاتليه في المناطق التي يسيطر عليها شمال حلب، إلى جانب قيامه بتأمين والإشراف على سفر مئات المقاتلين السوريين الذي طلبتهم تركيا للقتال في صفوفها في ليبيا وأذربيجان.
وينحدر أبو عمشة من قرية جوصة التابعة لمنطقة حيالين شمال حماة، وشكل فصيلاً مسلحاً بداية الأزمة السورية، ومن ثم هرب إلى شمال حلب عام 2013 خلال القتال بين جمال معروف قائد "جبهة ثوار سوريا" و الجولاني زعيم تنظيم جبهة النصرة خلال فترة مبايعته للقاعدة، وانضم حينها إلى الجبهة الشامية.
وشكل أبو عمشة بعدها "لواء السلطان سليمان شاه" عقب إعلان تركيا معركة غصن الزيتون في عفرين عام 2018، والتي من خلالها بدأ القيادي المثير للجدل بتنصيب نفسه حاكماً على المناطق التي هجر فيها الجيش التركي العائلات الكردية من منطقة عفرين، وبدأ بارتكاب عمليات القتل والخطف مستغلاً الدعم المطلق الذي تلقاه من تركيا.