الوقت - وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى إيران، اليوم 13 أيلول، في زيارة رسمية على رأس وفد سياسي رفيع المستوى. هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها الكاظمي إلى طهران منذ تولي الحكومة الجديدة السلطة في إيران، ويعتبر الكاظمي من أوائل الضيوف الأجانب رفيعي المستوى لحكومة آية الله رئيسي منذ توليه منصبه، ما يشير إلى عمق العلاقة الاستراتيجية بين طهران وبغداد. وقال الكاظمي ومسؤولون سياسيون عراقيون إن الهدف من الزيارة هو تعزيز العلاقات الثنائية وقضية خفض التصعيد الإقليمي.
العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون على مختلف المستويات
لا يزال تعزيز العلاقات الثنائية بين إيران والعراق، محور البحث الرئيسي بين مسؤولي البلدين على مدى السنوات القليلة الماضية، وهو المحور الرئيسي للمحادثات خلال زيارة الكاظمي الأخيرة إلى إيران. فيما يتعلق بالتعاون والعلاقات الثنائية، يمكن أن نذكر المحور المهم للتعاون الأمني - السياسي، والتعاون في إقامة زيارة الأربعين، وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية.
تعزيز التعاون الأمني - السياسي: كما هو الحال في جميع الاجتماعات السابقة بين المسؤولين السياسيين الإيرانيين والعراقيين على مختلف المستويات الإدارية وصنع القرار، سيكون تعزيز التعاون السياسي والأمني أحد أهم المحاور بين الطرفين. في الوقت الحالي، يمكن أن تكون ثلاث قضايا هي محور محادثات الكاظمي مع المسؤولين الإيرانيين. على المستوى الشعبي، أثار الانسحاب الأمريكي الكارثي من أفغانستان وسيطرة طالبان على كابول شائعات في الأسابيع الأخيرة بأن بغداد يمكن أن تسقط في سيناريو مشابه لما حدث في أفغانستان. وهذا يعني أنه في المستقبل القريب، سيتم إحياء تنظيم داعش الإرهابي وسيطر على مختلف المدن العراقية. في مثل هذه الحالة، ستناقش طهران وبغداد مرة أخرى محاربة الإرهاب وداعش. في الواقع، سيتم البحث بين الكاظمي والمسؤولين الإيرانيين عن كيفية التنسيق والتعاون مع بعضهم البعض في حالة رحيل أمريكا.
أما المستوى الثاني، فيبدو أن التركيز على العلاقات الاستراتيجية سيرفع بعد اجتماع بغداد وعدم دعوة الكاظمي سوريا. حقيقة الأمر أن عدم دعوة دمشق لاجتماع بغداد أدى إلى حالة استياء صريح من إيران. يبدو أن الكاظمي يؤكد الآن حسن نية بغداد في التعاون مع دمشق وأشار إلى أن عدم دعوة الحكومة السورية كان نتيجة ضغوط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وعلى المستوى الثالث أيضًا، هناك موضوع مهم آخر بين الكاظمي والسلطات الإيرانية يمكن أن يكون مرتبطًا بوجود مجموعات مخلة بالأمن الإيراني في مناطق شمال العراق. في الوضع الحالي، تريد إيران ضمانات من الحكومة المركزية العراقية وحكومة كردستان العراق من أجل السيطرة على الحدود والتعامل مع انعدام الأمن في المناطق الحدودية. هذا الموضوع سيناقش بالتأكيد خلال زيارة الكاظمي لإيران.
التعاون الاقتصادي: على صعيد آخر، ستكون زيادة حجم التبادل والتعاون الاقتصادي بين طهران وبغداد، كما في السنوات القليلة الماضية، أحد المحاور الرئيسة لزيارة مصطفى الكاظمي إلى طهران. في السنوات الأخيرة، درست الجمهورية الإسلامية زيادة مستوى الصادرات إلى العراق إلى نحو 20 مليار دولار، ويبدو أن كلا البلدين مهتم بمثل هذا المستوى من التجارة، لذلك يبدو أنه في أي حوار بين طهران وبغداد، فإن المستوى زيادة التعاون الاقتصادي يجب أن يكون على جدول الأعمال. ضافة إلى تحديد الآلية المالية والمصرفية لسداد ديون العراق لإيران لمواصلة استيراد الكهرباء والغاز، وكذلك إزالة الحواجز التجارية والاقتصادية، جميعها قضايا مهمة أخرى من المرجح أن تتم مناقشتها خلال زيارة الكاظمي.
عدد الزائرين في مراسم الأربعين وأمنهم: موضوع مهم آخر خلال زيارة مصطفى الكاظمي إلى إيران، يمكن مناقشته من الجانبين، يتعلق بمسألة عدد الزائرين في مراسم الأربعين وأمنهم هذا العام. بسبب القيود الواسعة التي فرضها كرونا، قامت الحكومة العراقية، بأمر من مصطفى الكاظمي، بتعيين 40 ألف زائر من مختلف الدول الإسلامية لحضور مراسم الأربعين الحسينية، والتي تضاعفت إلى 80 ألفًا قبل السفر إلى طهران. أكد وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية، حسين أمير عبد اللهيان، مرارًا، في الأيام الأخيرة، أن طهران تسعى للتشاور مع الحكومة العراقية لزيادة عدد زائرين الأربعين وفقًا للبروتوكولات الصحية. لذلك فإن قضية عدد الزائرين يمكن أن تكون قضية جادة ومهمة في محادثات الكاظمي مع القادة الإيرانيين، وكما كان الحال في السنوات السابقة فإن موضوع أمن الزائرين سيكون بالتأكيد على جدول الأعمال في الأسابيع الأخيرة بسبب التحركات الإرهابية في مناطق وسط البلاد.
وساطة بين طهران والرياض
ومن القضايا المهمة الأخرى التي تناولها بعض المراقبين السياسيين أثناء زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لإيران، إمكانية التوسط أو إرسال رسالة سعودية إلى إيران. حقيقة الأمر هي أن المسؤولين السياسيين في بغداد أكدوا مرارًا جهودهم ودعمهم لتهدئة التوترات بين طهران والرياض. في الواقع، في السياق الحالي، إيران والمملكة العربية السعودية يناقشون القضايا الإقليمية، ولا سيما الأزمة اليمنية. في الأشهر الأخيرة، كان السعوديون، الذين هزم أنصار الإسلام تحالفهم في مأرب ويبدو أنهم غير قادرين على الصمود، يحاولون إنهاء الحرب بالحوار مع إيران عبر بغداد. وحسب تقارير إعلامية، فقد عقدت أربع جولات من المحادثات بين البعثات الدبلوماسية الإيرانية والسعودية في بغداد حتى الآن، ويبدو أن الكاظمي يسعى أيضًا إلى تسريع عملية التهدئة هذه.