الوقت - تتصاعد الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وقوات المقاومة الفلسطينية في غزة مرةً أخرى هذه الأيام.
وفي هذا الصدد، أفادت تقارير إعلامية فلسطينية، أن الطائرات الحربية التابعة لقوات الاحتلال قصفت في ساعات فجر الثلاثاء 24 أغسطس، موقعاً للمقاومة الفلسطينية في خان يونس جنوب قطاع غزة، ومنطقة حي الزيتون شرقي غزة.
ورداً على هذه الهجمات الوحشية من قبل الكيان الصهيوني، ردت حرکة حماس بإطلاق أسلحة مضادة للطائرات على المقاتلات المهاجمة.
لكن في غضون ذلك، يُشار إلى أن هجمات الكيان الصهيوني على قطاع غزة تحدث، بحسب تقارير إعلامية، في وقت أصابت فيه البالونات الحارقة الفلسطينية التي انطلقت من قطاع غزة تسع نقاط في المستوطنات المحيطة بالقطاع.
وتشير الدلائل إلى أن شباناً فلسطينيين استخدموا بالونات الهيليوم والطائرات الورقية، وزوَّدوها بالنيران لإطلاقها نحو المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، وبدأ الحريق الأول في مستوطنة "أشكول" المحاذية لشرق وجنوب ووسط قطاع غزة. ومجموع هذه الظروف قد زاد من احتمالية تصعيد الصراع في الأيام المقبلة.
إظهار العناد من قبل بينيت
يمكن قراءة الموجة الجديدة من الهجمات الإسرائيلية على غزة، على أنها أول عمل سياسي-عسكري لحكومة نفتالي بينيت.
أكد بينيت، الذي وصل إلى السلطة نتيجة عدم كفاءة وهزيمة بنيامين نتنياهو خلال حرب 11 يومًا في غزة، مرارًا وتكرارًا أنه سيتخذ موقفًا أكثر صرامةً من الحکومة السابقة في مواجهة هجمات قوات المقاومة.
والآن، بعد هجمات جديدة للبالونات والطائرات الورقية الحارقة، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعتزم إثبات قدرته على إدارة الشؤون للأحزاب السياسية الإسرائيلية، من خلال اتخاذ رد فعل شامل على هجمات البالونات الورقية الحارقة.
حقيقة الأمر أن حكومة بينيت ليس لها موقع قوي في برلمان الكيان الصهيوني، وبقاؤه في رئاسة الحكومة سينتهي بمقعد واحد فقط. ولذلك، يبدو أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني ينتهج سياسة المواجهة الصعبة، الأمر الذي قد يؤدي إلى توسيع دائرة الصراع في الأيام القليلة المقبلة.
دفاع قوى المقاومة المشروع عن نفسها
في ظل الوضع الذي فرض فيه الکيان الصهيوني جميع أنواع العقوبات والحصار الاقتصادي والغذائي والمساعدات الخارجية على قطاع غزة في السنوات الأخيرة، من الحقائق الراسخة أن قوات المقاومة والمواطنين الفلسطينيين يجب أن يكون لديهم دفاع شرعي عن النفس.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم التزام تل أبيب باتفاق وقف إطلاق النار الأخير في قطاع غزة، هو عامل مهم آخر يضفي الشرعية على المقاومة المشروعة للفلسطينيين أكثر من أي وقت مضى.
ويجادل النشطاء الفلسطينيون الآن بأن مثل هذا الضرر الاقتصادي لا يختلف عن الضرر الناجم عن حصارهم. وبتعبير أدق، يمكن لاستخدام البالونات الحارقة لمهاجمة المزارع الصهيونية، أن يكون سياسةً فعالةً مضادةً لعقوبات الکيان الإسرائيلي والحصار الاقتصادي على غزة.
حيث أظهر الصهاينة خلال العقود الماضية أنهم ليسوا مستعدين بأي حال من الأحوال لقبول حقوق أهالي قطاع غزة عبر بوابة السلام والحوار، ولذلك يبدو أن اللجوء إلى حل يضر بهم بشكل متبادل يمكن أن يكون أكثر فعاليةً وشرعيةً.
ذکاء حرب الطائرات الورقية والبالونات الحارقة
يمكن اعتبار استخدام الفلسطينيين للبالونات والطائرات الورقية الحارقة لإشعال النار في المستوطنات الصهيونية، سياسةً ذكيةً من قبل الفلسطينيين.
على المستوى الابتدائي، يعدّ استخدام البالونات الحارقة والطائرات الورقية خطوةً ذكيةً أصابت القطاع الزراعي الإسرائيلي، كأحد المحاور الرئيسية لاقتصاد الکيان، بأضرار لا تعوَّض.
في شهر يونيو، على سبيل المثال، تم إرسال أكثر من 600 طائرة ورقية وبالون إلى المستوطنات الإسرائيلية، مما أدى إلى اندلاع حرائق في المحاصيل والغابات وحرق أكثر من 3200 هكتار(32 كيلومترًا مربعًا) من الأراضي الزراعية. في الوقت نفسه، تقدَّر الأضرار الزراعية بنحو 2 مليون دولار، وتكاليف إخماد الحرائق بنحو 550 ألف دولار.
إن فرض مثل هذه التكاليف على الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية، سيثير موجة من الاستياء من حکومة الكيان الصهيوني، وسيؤدي إلى إلحاق ضرر كبير بثقة الجمهور.
وفي المستوى الثاني، من الضروري الانتباه إلى أن استخدام البالونات الحارقة، الذي تطوَّر في الوضع الحالي مقارنةً بالسنوات السابقة، أصبح سلاحًا قويًا لضرب الكيان الصهيوني. وعلى الكيان أن ينفق الكثير من الأموال على الصواريخ والضربات الجوية وما إلى ذلك، لمهاجمة قوات المقاومة.
حتى الهجمات الصاروخية لقوات المقاومة على المناطق الصهيونية لها تكاليف نسبية، لكن البالونات والطائرات الورقية الحارقة، كسلاح وأداة فعالة وقوية بأقل تكلفة ممكنة، أصبحت الآن كابوسًا صهيونيًا.
وهذا يوضح بشکل جلي مدى ذكاء وفعالية استخدام الفلسطينيين لهذا السلاح منخفض التكلفة والفعال، وكيف يمكن استخدامه بشكل متزايد في المستقبل.