الوقت-شدد مركز أبحاث الأمن القوميّ بتل أبيب في دراسةٌ جديدةٌ، التابِع لجامعة تل أبيب، أكّدت أنّ استمرار تدهور الوضع الاقتصاديّ في لبنان، إلى جانب الفوضى السياسيّة في البلاد، يزيد من حدّة المأزق الذي تُواجهه الحكومة الجديدة في إسرائيل فيما يتعلق بسياستها تجاه لبنان.
ووفقاً للدراسة، أنّه على أيّ حال، يبدو أنّ على إسرائيل أنْ تتبنّى مقاربة أكثر استباقية وألّا تقبل كمُنزلٍ من السماء بالنتائج السلبية لما يحدث في لبنان عليه، لا سيما في السيناريو المتطرّف المتمثل في سيطرة حزب الله الكاملة على البلاد والتحول إلى دولةٍ تابعةٍ بالكامل لإيران، كما هو الحال في سوريّة.
ومضت الدراسة قائلةً إنّ رفع العقوبات عن إيران، بعد عودة الولايات المتحدة المحتملة إلى الاتفاق النوويّ سيؤدّي إلى تسريع هذا السيناريو. وأوضحت الدراسة أيضًا أنّه “في غضون ذلك، يجب فحص ما إذا كانت التطورات الأخيرة في لبنان تخلق فرصةً للجيش الإسرائيلي لإلحاق ضررٍ كبيرٍ بقدرات حزب الله العسكرية ووقف محاولات إنتاج “معادلة ردع” جديدة، تشمل إطلاق النار من لبنان بعد الاشتباكات في الحرم القدسي والقدس”، على حدّ تعبيرها.
لذلك، شدّدّت الدراسة الإستراتيجيّة الإسرائيليّة، على أنّه من الضروري صياغة سياسة يمكن أنْ تدعم في نفس الوقت مصلحتين رئيسيتين لإسرائيل، والتي تشير التقديرات إلى أنّه لا يزال هناك مجال للترويج لهما: المصلحة الأمنيّة في التعامل مع التهديد الذي يشكله حزب الله، إلى جانب المصلحة في استقرار، بتحويل لبنان إلى جارٍ مُوالٍ للغرب، كما قالت الدراسة.
عُلاوةً على ما ذُكِر آنفًا، لفتت الدراسة إلى أنّه “من أجل تعزيز مصلحة لبنان الموالي للغرب وعدم الاعتماد على إيران، يجب على إسرائيل تشجيع شركائها في الغرب، وخاصّةً الولايات المتحدة وفرنسا، المشاركتيْن في جهود المساعدة للبنان، وكذلك أصدقائها الجدد في الخليج.
وبالإضافة إلى ذلك، أوضحت الدراسة أنّه من أجل تحقيق هذت الهدف، يتحتّم على إسرائيل العمل بجديّةٍ أكبر لتقديم مساعدةٍ فوريّةٍ وهادفةٍ للشعب اللبناني وتحويل المساعدات لمنع وقوعها في أيدي حزب الله وأنصاره، على حدّ قولها.
في غضون ذلك، مضت الدراسة الإسرائيليّة قائلةً إنّه “من المُهّم بشكلٍ خاصٍّ التنسيق مع الولايات المتحدة لفصل قنوات المساعدة عن إيران لحزب الله، إذا رفعت العقوبات عن إيران بعد اتفاق بين إيران والولايات المتحدة على العودة إلى الاتفاق النووي. وفي هذا السياق، شدّدّت الدراسة على أنّ إسرائيل ملزمة بالتعاون والتنسيق مع أمريكا من أجل تجفيف منابع الدعم لحزب الله، والعمل بشكلٍ مُكثّفٍ من أجل القضاء على الهيئات والجمعيات والمُنظمّات التي تعمل من أجل تحويل الأموال الإيرانيّة إلى حزب الله اللبنانيّ، فضلاً عن استكشاف أفكارٍ لتوسيع الوجود/المشاركة الدوليّة من قبل الجهات الفاعلة غير الشيعية (الولايات المتحدة وفرنسا من ناحية ، وروسيا والصين وربّما تركيا من ناحية أخرى)، بهدف القضاء على حزب الله اقتصاديًا، كما أكّدت دراسة مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ.
وأشارت الدراسة أيضًا إلى أنّ كلّ هذا يجِب أنْ يحدث في نفس الوقت الذي يستمر فيه الجهد المستمر لإضعاف حزب الله في كلٍّ من التحركات الدعائية السياسية لتشويهه وترسيخ تعريفه في الساحة الدوليّة كمنظمةٍ إرهابيّةٍ وفي العمل العسكريّ.
وأوضحت الدراسة أنّه على المستوى العسكريّ، إلى جانب الحاجة إلى مواصلة الاستعداد لاحتمال المواجهة على الحدود الشماليّة، من الضروري دراسة ما إذا كانت الأزمة في لبنان تخلق فرصةً لإسرائيل لتقويض قدرات حزب الله بشكلٍ كبيرٍ والعمل بحزمٍ أكبرٍ لعرقلة حماس، إيران وحزب الله الدّين باتوا يربطون بشكلٍ مُباشرٍ بين الأحداث في المسجد الأقصى المُبارك وبين واجبهم الدّيني في إطلاق الصواريخ من الشمال والجنوب على إسرائيل ردًّا على المواجهات بين شرطة الاحتلال وبين المقدسيين الفلسطينيين، كما قالت الدراسة في الختام.