الوقت - اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً موقفاً عدائياً جديداً ضد وسائل الإعلام التابعة لمحور المقاومة في المنطقة. حيث أصدرت وزارة العدل الأمريكية بياناً أعلنت فيه حظر 33 موقعا يستخدمها اتحاد الإذاعات الإسلامية وثلاثة مواقع تابعة لكتائب حزب الله العراق.
وأصدرت وزارة العدل الأمريكية بياناً تبرر فيه تصرفها الذي يعد انتهاكاً واضحاً لحرية التعبير، وزعمت أن : الإجراء الأمريكي اتخذ لحجب مواقع مختلفة وفق القانون وذلك لانتهاكها العقوبات الأمريكية"! ومن المواقع التي حجبها الأمريكيون يمكن الاشارة الى "العالم" و "المسيرة" و "النبأ" و "الفرات" و "كربلاء" و "اللؤلؤة" و "الكوثر" و "النعيم" و "فلسطين اليوم". "آفاق" "الاشراق" و "المعلومة" و "المسار الأولى".
وأثارت خطوة وزارة العدل ردود فعل إقليمية وفي هذا الصدد، أصدر مكتب العلاقات العامة في قناة "المسيرة " بياناً بشأن الإجراء الأخير الذي اتخذته الحكومة الأمريكية في حجب موقع هذه القناة. وقال البيان: "لا مبرر لحجب موقع قناة المسيرة".
وحول هذه القضية أجريت مقابلة مع "أمين حطيط" المحلل الاستراتيجي اللبناني البارز، وفيما يلي تقرؤون تفاصيلها.
كما تعلم، أصدرت وزارة العدل الأمريكية مؤخراً بياناً اعلنت فيه حجب 33 موقعاً يستخدمها اتحاد الإذاعات الإسلامية و 3 مواقع تابعة لكتائب حزب الله العراق. برأيك ما هو سبب أو أسباب هذا القرار العدائي من قبل واشنطن؟
"أمين حطيط": تضع الولايات المتحدة الامريكية على جدول اعمالها تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة من حجبها المواقع التي ترتبط بمحور المقاومة في المنطقة. الهدف الأول: لمنع إعلام المقاومة من تغطية الهزائم العديدة والاستراتيجية للأمريكيين في المنطقة خلال الأشهر الماضية. يدرك الأمريكيون جيداً أن اطلاع الرأي العام في المنطقة والعالم بهذه الإخفاقات سيكون له عواقب وخيمة عليهم.
الهدف الثاني للولايات المتحدة هو تمهيد الطريق لتنفيذ استراتيجيات جديدة في المنطقة. حيث أعد الأمريكيون عدداً من الخطط والسيناريوهات لزعزعة استقرار دول مختلفة في المنطقة، ومن الواضح أن تنفيذ هذه السيناريوهات يتطلب أولاً اسكات الإعلام. ويبدو أن هناك فتنة جديدة قادمة سيثيرها الأمريكيون في المنطقة، لذلك اتخذوا إجراءات ضد إعلام المقاومة للتغطية على هذه الفتنة. ومن ناحية أخرى يمكن إرجاع الهدف الثالث إلى دافع الولايات المتحدة في الانتقام.
في الواقع، يحمل الأمريكيون أيضاً وسائل الإعلام المقاومة معاناتها من انتكاسات متعددة في المنطقة. لذلك اعتبروا أن حجب المواقع التابعة للمقاومة نوع من الانتقام.
لقد حجب الأمريكيون أكثر من 33 موقعا دينيا وسياسيا تابعاً لمحور المقاومة في المنطقة، في وقت يرددون فيه باستمرار شعارات مثل التمسك بـ "حرية التعبير". هل تعتقد أن الإجراء الأخير الذي اتخذته وزارة العدل الأمريكية لا يتعارض مع مبدأ "حرية التعبير"؟
"أمين حطيط" : يجب أن أقول بكل صراحة إن الأحمق والجاهل فقط من يستطيع القول إن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على العدالة والحق وحرية التعبير في سياساتها واستراتيجياتها. إن سياسات واستراتيجيات الولايات المتحدة تعتمد على عنصر واحد ثابت فقط، وهو تأمين مصالح واشنطن. وفي هذا الإطار، إن كل ما يؤمن مصالح الأمريكيين يعتبر أمراً مشروعاً.
من ناحية أخرى، فإن كل شيء لا يخدم مصالح الولايات المتحدة هو "غير شرعي" . تم بناء مختلف السياسات والاستراتيجيات للولايات المتحدة الأمريكية على هذا الأساس. بالنتيجة إذا كانت "حرية التعبير" تصب في مصلحة الولايات المتحدة ، فإن واشنطن ستدعمها. لكن إذا كانت لا تخدم مصالحها، فلن يكون لحرية التعبير أي معنى لدى لمسؤولين الأمريكيين. إضافة إلى أنه لا يوجد شيء مثل "الالتزام بحرية التعبير" في قانون الولايات المتحدة.
يأمل الأمريكيون كثيراً أنه بعد حجب أكثر من 33 موقعاً تابعاً لمحور المقاومة، ستتم عرقلة نشر الأخبار المتعلقة بهذا المحور في المنطقة والعالم. فهم اعتمدوا على تقويض تأثير وسائل الإعلام المقاوم على الرأي العام. هل تعتقد أن هذه الأهداف سوف تتحقق؟
"أمين حطيط" : ليست هذه هي المرة الأولى التي تحجب فيها الولايات المتحدة والدول الغربية قنوات ومواقع للمقاومة. وبنظرة سريعة على التجربة السابقة للأمريكيين في هذا الصدد تجد أن هذه السياسة تفشل دائماً. فعلى سبيل المثال، سبق للأمريكيين منع بث شبكة المنار. لكن ماذا حدث؟ استأنفت شبكة المنار نشاطها بقوة أكبر من ذي قبل. لذلك لن يتمكن الأمريكيون من تحقيق إنجاز لأنفسهم في هذا المجال.
في النهاية سيأتي محور المقاومة بحل يمكن من خلاله استئناف أنشطته الإعلامية. فالتكنولوجيا الموجودة لدى المقاومة تعطيها حلولاً بديلة. وباختصار ، فإن التحرك الأمريكي الأخير ضد إعلام المقاومة كان عملاً غبياً وجائراً وعدوانياً، ولا شك أن محور المقاومة سيجد طريقة لمنع تداعيات هذا العمل.