الوقت- حظيت الانتخابات الرئاسية الثالثة عشرة في إيران باهتمام جماهيري فريد من نوعه في العراق، وردود الفعل بعد إعلان فوز آية الله السيد إبراهيم رئيسي رئيساً منتخباً كانت إيجابية.
لم يكتف الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بمجرد رسائل التهنئة، لكنهما كانا من أوائل القادة في المنطقة والعالم الذين اتصلوا بآية الله إبراهيم رئيسي عبر الهاتف وقدمو له التهاني. كما هنأ رئيس مجلس النواب، "محمد الحلبوسي"، ورئيس القضاء العراقي "فائق زيدان"، بعنوان رئيسَي الهيئة التشريعية والقضائية العراقية، وقال "فائق زيدان" إن آية الله رئيسي كان رئيساً للقضاء الإيراني قبل الانتخابات الرئاسية، ووصفه بأنه نظيره، وخاصة أنه استضافه في بغداد قبل أربعة أشهر فقط. كما هنأ رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، "نيجيرفان بارزاني"، ورئيس الوزراء "مسرور بارزاني"، آية الله رئيسي بفوزه بإرسال رسائل تهنئة باسم إقليم كوردستان العراق. كما أصدر قادة سياسيون وعلماء دين ومختلف التنظيمات العراقية رسائل تهنئة وبيانات وتغريدات بهذه المناسبة، على رأسهم "السيد عمار الحكيم" زعيم تيار الحكمة الوطني، و "هادي العامري" زعيم حركة الحكمة. مجموعة فتح السياسية البرلمانية، "نوري المالكي" زعيم ائتلاف دولة القانون والامين العام لحزب الدعوة الاسلامية، والشيخ "خالد الملا" الامين العام لجماعة العلماء السنة.
كما وجهت فصائل المقاومة في العراق رسائل وبيانات تهنئة بهذه المناسبة.
- الحركة الإسلامية "النجباء" (الشيخ أكرم الكعبي)، عصائب أهل الحق (الشيخ قيس الخزعلي)، كتب حزب الله في العراق، كتب سيد الشهداء في العراق (ابوآلاء الولایی) ومجموعة كبيرة من الجماعات والشخصيات المعروفة بتأييد المقاومة العراقية، لقيت نتائج الانتخابات ترحيبا واسعا، ووصفها البعض بأنها انتقام لدماء القائدين الشهيدين الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وانتصار آخر على الولايات المتحدة. كما هنأ ممثلو مختلف الأقليات العرقية والدينية آية الله الرئيسي وعامة الجمهور والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية عبر التغريدات والتصريحات. بصرف النظر عن كل هذا، كتب خبراء وصحفيون ومختلف وسائل الإعلام العراقية مذكرات ومقالات وتعليقات حول الأبعاد المحلية والإقليمية والدولية لانتخاب آية الله رئيسي وأثرها على العلاقات الثنائية بين إيران والعراق. وقد تم الإعلان عن موعد الانتخابات هذا البلد، والتي من المقرر إجراؤها في 10 أكتوبر (18 أكتوبر 1400). اللافت في كل هذه التصريحات والرسائل وتغريدات التهنئة والمقالات والملاحظات أنه تم التأكيد بوضوح على نهج المقاومة والتفاعل الثنائي بين إيران والعراق.
مواقف رسمية مع التركيز على تعزيز العلاقات الثنائية والمشاركة الإقليمية
أكدت تصريحات المسؤولين الحكوميين والقادة السياسيين العراقيين بشكل خاص على تطور العلاقات بين إيران والعراق خلال رئاسة آية الله الرئيسي. كما أعربت التصريحات عن الأمل في أن تؤدي فترة ولاية آية الله السيد إبراهيم رئيسي إلى إحلال السلام والهدوء في المنطقة وزيادة المشاركة الإقليمية. يمكن رؤية هذه المحاور في تصريحات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية ورئيس وزراء إقليم كوردستان العراق، إضافة إلى قادة سياسيين بارزين مثل السيد عمار الحكيم ونوري المالكي وهادي العامري. وقال صالح، "نتوقع تقوية العلاقات المتينة مع إيران المجاورة وشعبها وهي الأمة ذات الحضارة الأصلية والعميقة الجذور والعلاقات الثقافية والاجتماعية بأمتنا عبر التاريخ." كما قال مصطفى الكاظمي: "بهذه المناسبة، أؤكد على عمق العلاقات الممتازة بين البلدين والشعبين الصديقين، وكذلك تعزيز التعاون المشترك بما يخدم مصالح البلدين، ما يسهم في توسيع الأمن والسلام ". وأكد الحلبوسي في رسالة التهنئة لآية الله الرئيسي: "أنتهز هذه الفرصة لأكرر رغبتي القوية في تطوير العلاقات بين البلدين والارتقاء بها إلى الآفاق المنشودة". وقال نيجيرفان بارزاني في رسالة التهنئة: "أتمنى تعزيز العلاقات بين كوردستان والعراق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال رئاسة السيد رئيسي على أساس حسن الجوار والمصالح المشتركة وتطوير التعاون بين أربيل وبغداد مع طهران، من أجل تحقيق الأمن و الاستقرار للجانبين والمنطقة".
فصائل المقاومة والتأكيد على خط المقاومة
وبعيدًا عن الرسائل الرسمية للحكومة والقادة السياسيين، أشارت الجماعات الجهادية في العراق أيضًا إلى تعزيز محور المقاومة في عهد السيد إبراهيم رئيسي في رسائل التهنئة. واعتبرت حركة النجباء، عصائب أهل الحق، وكتب حزب الله، وكتب سيد الشهداء، والمنظمات الشعبية والاجتماعية والعقائدية في عموم العراق، انتخاب آية الله رئيسي بمثابة تعزيز لحركة محور المقاومة. وقالت كتائب حزب الله في بيان التهنئة "نأمل أن تحقق هذه الولاية الرئاسية الجديدة في إيران بشكل أكبر مصالح الشعبين العراقي والإيراني وتقيم علاقة تقوم على المبادئ الأساسية لانتصار الدول المضطهدة، ويتحقق ذلك باتباع طريق الشهيد العظيم الحاج قاسم سليماني (رضوان الله عليه) في مواقف المواجهة مع العدو الصهيوني الأمريكي وأدواته، أي حكام السعودية والإمارات، بحيث تفشل جميع المؤامرات الشريرة والمتغطرسة" وقالت عصائب أهل الحق: "نهنئ شعب إيران بهذا الفوز الكبير في الانتخابات الرئاسية، لأنه أثلج صدورنا، وخيب الأعداء، وأظهر أنه لا يزال صامداً وحيوياً. كما ذكرت حركة النجباء أن "الشعب الإيراني أثبت مرة أخرى التزامه بحكومة وقيادة المرشد الأعلى للثورة، وبمشاركتهم الحماسية في الداخل والخارج، حولوا التحديات إلى ملاحم انتخابية". كما ذكرت كتائب سيد الشهداء أن التهنئة بانتصار السيد إبراهيم رئيسي يعني تهنئة خط المقاومة وفشل التطبيع (التسوية مع النظام الصهيوني) وإذلاله. واستشهد بعض الصحفيين المقربين من المقاومة، مثل أحمد عبد السادة، بانتخاب رئيسي كبداية لمرحلة عملية الانتقام لدماء القائدين الشهيدان قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
خبراء عراقيون: التغيير ينتظر المنطقة ويزيل الشك عن رئيسي
المهم في الموقف العراقي من انتخاب رئيسي هو حرص الخبراء والصحفيين غير المسبوق على انتخاب هذه الشخصية الثورية. تم نشر عشرات المقالات والملاحظات والتعليقات في العراق من قبل شخصيات مختلفة حول الأبعاد المحلية والإقليمية والدولية لانتخاب آية الله الرئيسي رئيساً للعراق. وفي مذكرة تفصيلية سعى الخبير والكاتب العراقي محمد العبادي إلى معالجة الشكوك التي أثارتها وسائل الإعلام الغربية حول شخصية الدكتور رئيسي. وكتب في مذكرة بعنوان "هجوم إعلامي متعمد ضد الرئيس المنتخب لإيران" "الشائعات والتحليلات والمواقف المتشنجة من العواصم الغربية وإسرائيل ضد الرئيس الإيراني المنتخب زادت بشكل كبير". وبحسب العبادي، فإن وكالة أنباء رويترز ومنظمات مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومحطات إخبارية مثل بي بي سي وشبكات تلفزيونية ومواقع إخبارية شبيهة بقناة الحرة والصحف الغربية والإسرائيلية مثل الإندبندنت ويديعوت أحرونوت و "هآرتس" ... الخ، وراء هذه الإشاعات والتحليلات المتحيزة والموقف المعارضة للرئيس الإيراني المنتخب. وشدد العبادي على أن الهجوم الإعلامي على رئيسي فضح مرة أخرى الوجه القبيح للديمقراطية الغربية، حيث تحدثوا عن إعدامات كاذبة في الثمانينيات، بينما غضت النظر عن 17 ألف ضحية إيراني قتلوا من قبل جماعة إرهابية. ويعتقد خبير آخر أن انتخاب رئيسي هو إعادة تأكيد لإيران لمواصلة سياستها الحازمة، وفي المقابل، على الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبعض دول المنطقة تغيير نهجها وفقًا لهذه الشروط الجديدة. وقال "محمد فخري مولى" في مذكرة: "تغيرت السياسة الأمريكية مع وصول جو بايدن إلى السلطة وفي نفس الوقت تغيرت سياسة الكيان الصهيوني مع وصول نفتالي بينيت إلى السلطة، لكن جمهورية إيران الإسلامية ستواصل مسيرتها، وعلى الرغم من أن السيد إبراهيم رئيسي هو شخصية استراتيجية، ولكن في نهاية المطاف، ستقبل السعودية هذا التغيير. وأضاف الخبير السياسي العراقي سعود الصعيدي أن الانتخابات الإيرانية تؤثر أيضًا على عامة الناس في المنطقة، نظرًا للثقل الإقليمي لإيران.
وتأكيداً على التجربة الديمقراطية الناجحة في جمهورية إيران الإسلامية، والتأكيد على أنه منذ انتصار الثورة الإسلامية في هذا البلد، أجريت جميع الانتخابات في موعدها، وهو موضوع آخر يشغل وسائل الإعلام والمراقبين العراقيين. وقد اغتنم البعض، مثل الباحث العراقي "علي مؤمن"، فرصة الانتخاب الإيرانية وانتصار آية الله الرئيسي، ونشروا دراسة شيقة عن التاريخ الاجتماعي والسياسي الشيعي بعنوان "العهود الشيعية الست". وبحسب هذا الباحث العراقي، فإن الفترة الأولى من التاريخ الاجتماعي والسياسي للشيعة بدأت مع وصول أمير المؤمنين علي (ع) إلى الخلافة واستمرت 112 عامًا. يعتبر "علي مؤمن" انتصار للثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخميني(ره) المرحلة السادسة من التاريخ الاجتماعي والسياسي الشيعي، ويضيف إن الثورة الإسلامية الإيرانية قد غيرت المعادلات، وبالتالي لم تتم مهاجمة أي دولة شيعية في التاريخ للإطاحة بها. المهم في كل هذه الآراء هو أن جميع مسؤولي الحكومة العراقية والقادة السياسيين والجماعات الجهادية والرأي العام توقعوا أن فوز آية الله السيد إبراهيم رئيسي سيعزز العلاقات بين البلدين الشقیقین إيران والعراق.