الوقت- على الرغم من كل المحاولات الامريكية الغربية الصهيونية من عزل سورية عن الساحة الاقليمية والدولية عبر اداة الارهاب العالمي الا ان سورية استطاعت ان تهزم الاعداء وتبدد طموحاتهم العدوانية وتحدث تغييرا كبيرا على الصعيد الدولي والاقليمي من خلال الهزيمة الكبرى التي منيت بها الجماعات الارهابية المسلحة على مساحة الجغرافية السورية لينتقل صدى هذه الانتصارات الى عقر دارهم فاليوم نسمع اصواتاً من الداخل الامريكي تندد بالعقوبات الامريكية غير الشرعية على الشعب السوري.
من أحد نتائج الانتصار الذي جاء نتيجة صمود الشعب السوري، رأينا تدفق الوفود الرسمية العربية والدولية الى سوريا، ومؤخرا
استقبل الرئيس السوري بشار الأسد اليوم وفدا من المؤتمر القومي الإسلامي يضم رؤساء أحزاب ونوابا وشخصيات سياسية ونقابية من عدد من الدول العربية والإسلامية.
دار الحديث خلال اللقاء حول فكرة القومية العربية والهوية والانتماء، حيث تم التأكيد على أن ما حصل مؤخرا في غزة، والانتصار الذي تحقق هناك وتحرك الشعب الفلسطيني في جميع المناطق، وتحرك الشعب العربي وتفاعله مع هذا الحدث أثبت أنه وعلى الرغم من كل المخططات التي تم تحضيرها وتسويقها للمنطقة العربية وبمختلف المسميات، فإن الشعب العربي في كل أقطاره ما زال متمسكا بعقيدته وبهويته وانتمائه.
كما تناول الحديث أهمية التوجه إلى الشباب، وضرورة التجديد في اللغة التي يتم تقديم فكرة القومية بها للأجيال الشابة، حيث اعتبر الرئيس الأسد أن فكرة القومية بمعناها الأساسي والجوهري هي فكرة انتماء، وأنه يجب عدم تقديم الفكرة القومية في الإطار النظري العقائدي المجرد، وإنما يجب أن تكون هذه الفكرة مبنية على الحقائق، وأن يتم الربط بين الأفكار المبدئية والعقائدية وبين مصالح الشعوب، مشيرا إلى أن التحدي الذي يواجه النخب الفكرية العربية هو إقناع الناس بأن هناك علاقة مباشرة بين الانتماء والمصلحة، وأن الحالات التقسيمية أو الانعزالية أو الطائفية إذا حصلت في دولة عربية، فإنها ستنتقل إلى الدول الأخرى، وبالتالي لا يمكن أن ننظر إلى الدول العربية إلا كساحة قومية واحدة.
وأكد أعضاء الوفد أن صموده وثباته في وجه كل ما تعرض له خلال السنوات الماضية أعاد الاعتبار للمشروع القومي، وأن سوريا دفعت ولا تزال ثمن مواقفها القومية ودعمها للمقاومة وتصديها للمخططات والمشاريع في المنطقة، معتبرين أن من حق سوريا على كل الشعوب العربية والإسلامية وكل القوى الحرة في العالم أن تقف إلى جانبها لأن الدفاع عن سوريا هو دفاع عن النفس وعن المصير والمستقبل، ولأن الانتصارات التي حصلت في لبنان أو في فلسطين لم تكن لتحصل لولا صمود الشعب السوري.
كما توجهوا بالتهنئة للشعب السوري على النجاح في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، معتبرين أنه أظهر عبر هذا الاستحقاق روح التحدي الذي تمكن خلاله من الصمود والثبات، وبرهن على أن الحرب الإرهابية والاقتصادية التي تعرض لها لم تتمكن من كسر إرادته الحرة وقراره المستقل.
في الحقيقة استطاعت الدولة السورية تحقيق انجازات مهمة على صعيد الحرب على الإرهاب وهذه الانجازات ما كانت لتحقق في هذا العام 2020 لولا استراتيجية النفس الطويل والصبر الاستراتيجيين والصمود الذي امتازت به القيادة السورية والجيش العربي السوري والشعب السوري ودعم الحلفاء.
إن الإنجازات العسكرية اللافتة التي يحققها محور المقاومة في سوريا ستكون نقطة تحول كبرى في المنطقة، وربما يكون خلاص سورية من الإرهاب وإعلان النصر المؤزر على الحرب الكبرى التي تشن ضدها على ضوء ما سيتمخض من نتائج هذه العملية التي تعد الأكبر في هذه المنطقة لقطع طرق الإمداد للتكفيريين من الأردن والكيان الصهيوني وتقطيع أوصال التنظيمات الإرهابية.
أولى بشائر نجاح الجيش العربي السوري في مهمته ما بدأنا نشاهده بأم العين ونسمعه علانية عن العملاء الذين انهارت صفوفهم انهياراً دراماتيكياً أمام ضربات الجيش وتكبدهم خسائر فادحة في العديد والعتاد وخروج الكيان الغاصب عن صمته حيث أقر من جديد بمسؤوليته عن دعمها حيث قالت القناة الثانية في تلفزيون العدو "إن نجاح الجيش السوري في عمليته هو آخر ما تريده إسرائيل وأن الإرهابيين يجدون صعوبات كبيرة في وقف هجوم الجيش السوري".
وأشار العديد من المعلقين الإسرائيليين إلى أن إسرائيل ستكون أمام جبهة إضافية تتحدث فيها عن مقاومة شعبية متسائلين عن مدى استعداد إسرائيل للقبول بانتشار المقاومة هناك. فيما سارع مندوب الكيان الصهيوني في مجلس الأمن للمطالبة بإعادة قوات "الأندوف" الذي عمل الكيان الصهيوني في وقت سابق على خروجها من المنطقة ليتسنى له تقديم الدعم للمجموعات الإرهابية دون حسيب أو رقيب.
بات لا خيار أمام الدولة السورية إلا الاستمرار بالحسم العسكري لتطهير أرض سوريا من رجس الإرهاب ومتزعميه وداعميه ومموليه وأن تقرر مصيرها بنفسها بعيداً عن تقاطع مصالح الصهاينة ودول الرجعية العربية في المنطقة عامه وبسوريا بشكل خاص، وجزء من هذا الحسم هو حسم معركة "الشمال السوري".
وعلى الرغم من كل العراقيل التي وضعتها قوى الارهاب الدولي على مستوى القادة متمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية وعملائها على الأرض من قوى ظلامية وجيوش نظامية لدول امتهنت ثقافة الغزوات لسرقة الثروات وتبديد الهوية السورية .
حيث شكلت قوى الإرهاب العالمي البديل الحقيقي للجيش الأمريكي وحلف الناتو لتكون الأداة الأقوى بيد الإمبراطورية الأمريكية التي لم تدخر جهدا لدعم هذه العصابات لتحقيق اهداف الادارة الأمريكية العليا وهي اخضاع سورية وتقسيمها وللوصول بها الى الهاوية والانهيار والوصول بأبناء أمريكا واسرائيل لسدة الحكم لوطن مقسم ومجزء وضعيف، وهذا الهدف وبعد مرور عشرة اعوام من عمر هذا العدوان لم يحقق إلا بفضل صمود وعقائدية الجيش العربي السوري ودعم الحلفاء والصمود الأسطوري للشعب السوري .
هذه الانتصارات اقلقت قوى التحالف الشيطاني الدولي على سورية وبددت احلامها بتحويل سورية البلد المصنف ضمن اكثر البلدان امنا وأمانا الى بلد مدمر متهالك محكوم بقوة الساطور لا بقوة القانون .
ما دفع بقوى العدوان الى الانتقال الى عدوان يطال كل الشعب السوري وهو العدوان الاقتصادي الذي استهدف كل مواطن سوري ليكون عام 2020 من اصعب أعوام الحرب على سورية بالنسبة لهذا الشعب المنتصر.
وهنا لابد من الاعتراف بأن هذا النصر لم يكن طريق تحقيقه معبدا بالزهور بل كان مليئا بأشواك الحقد والرغبة الامريكية الاسرائيلية بالمضي قدما في مشاريع التقيسم والتجزئة والسرقة والنهب لمقدرات هذا البلد وشعبه بهدف ثنيه عن خياراته الوطنية وهذا ما لم يتحقق.
مع كل ما خلفته هذه الحرب التي تعتبر من اشرس واشد حروب العالم من دمار وانهاك للدولة السورية وضرب لمقدراتها الوطنية الا انها صمدت ومازالت لديها القدرة للصمود لسنوات اخرى لسبب تكامل عوامل الصمود المتمثلة بالتفاف الشعب حول قيادته وجيشه إضافة الى دعم الحلفاء .وهذا ما اكده الرئيس السوري بشار الاسد الذي تميز هذا العام بالرغم من كل التحديات الدولية والاقليمية بالظهور الإعلامي الاكبر خلال فترة العدوان ليؤكد في كل ظهور على هذا النصر الذي صنعه الشعب السوري والجيش العربي السوري وليؤكد على ان الحرب مستمرة حتى تحرير آخر شبر من تراب الجغرافية السورية .