الوقت_ بالتزامن مع محاولات قوات العدو الصهيونيّ الباغي الحثيثة، لمصادرة منازل الفلسطينيين في حي "الشيخ جراح" بالقدس المحتلة من خلال كافة الوسائل وبالأخص هدم بعض المنازل فيه أو نهبها، كشف مراسل موقع "ميدل إيست آي" البريطانيّ الصحافي أزاد عيسى، أنّ "التطهير العرقيّ الذي يجري في حي الشيخ جراح حالياً، يجري كما لو أنه لا يحدث على الإطلاق"، حيث إن محاولات إخراج الفلسطينيين من منازلهم بالحي المقدسي قوبلت بصمت رهيب في وسائل إعلام أمريكيّة، عقب الهجمات الإسرائيليّة التي خلفت عدداً كبيراً من الجرحى الفلسطينيين في القدس المحتلّة، وبالأخص في باحة المسجد الأقصى، نتيجة استخدام العنف من قبل قوات الاحتلال ضد المحتجين الفلسطينيين على النشاط الاستيطانيّ المتصاعد للكيان.
بعد أن اتخذت الولايات المتّحدة موقفاً متوقعاً في التغاضي عن جرائم الكيان الصهيونيّ ودعوتها إلى "وقف العنف" في العاصمة الفلسطينيّة، دون أي تعقيب على جرائم تل أبيب التي تدعمها بكل ما أوتيت من قوة، ركزت وسائل إعلام أمريكية بينها "نيويورك تايمز" و "تايم" و "سي إن إن" على الحكومة الإسرائيلية التي لم يجر تشكيلها حتى الآن بعد الانتخابات الأخيرة التي لم تسفر عن فوز أحد المعسكرين، وقد غضّ الإعلام الأمريكيّ الطرف عن الهجمات العدوانيّة للصهاينة والتي أدت لإصابة أكثر من مئتيّ فلسطينيّ نتيجة استخدام العنف المفرط من شرطة العدو.
ولا غريب في أن تقوم وسائل الإعلام التابعة لأمريكا بتصوير عمليات الإخلاء في حي "الشيخ جراح" على أنها عمليات نزاع شبه تجاريّ بين أصحاب الأرض والمستوطنين، وأنها "معركة قانونيّة"، في الوقت الذي لم يجر فيه التطرق إلى أن عمليات توطين المدنيين في أراضي فلسطين هي عمليات غير قانونيّة وفقا للقانون الدوليّ الإنسانيّ، في ظل استمرار السياسة الأمريكيّة المعهودة المتعلقة بتسليح الكيان الصهيونيّ الإرهابيّ والدفاع عن مصالحه في المنطقة بشكل لا متناهٍ، على حساب الحقوق الوطنيّة للشعب الفلسطينيّ، بما يخدم أهدافها، ويفصل شرق الوطن العربيّ عن مغربه.
وفي هذا الشأن، ذكر الموقع البريطانيّ أنّ "ما يحدث في الشيخ جراح هو في قلب المشروع الصهيونيّ للاستعمار الاستيطانيّ للأرض وطرد الفلسطينيين"، والذي يرافقه دعم أمريكيّ عسكريّ وسياسيّ واقتصاديّ وإعلاميّ لا محدود للكيان الذي يمثل المعسكر الغربيّ والأمريكيّ والحامي لمصالحه في الشرق الأوسط، منذ نشأة الدولة المزعومة في 14 مايو/ أيار 1948 وحتى الآن، ما يعني أنّ عدم تغطية الأحداث في القدس من وسائل الإعلام الأمريكية لا يعدو عن كونه "سير على المنهج" الثابت.
إضافة إلى ذلك، فإنّ التحيز الإعلامي الأمريكيّ لصالح الكيان الصهيونيّ، يأتي نتيجة لقناعاتهم بأن العرب ليسوا مثل سائر الناس بل أقل شأنا، والأكثر من ذلك أن الاعلام الأمريكي يقدم الكيان الإرهابيّ في صورة الضحية حتى وهو مغمس بدماء الفلسطينيين، أي أنّ ما نشهده في هذا الأيام يمثل "حرباً إعلاميّة" مكتملة الأجزاء.
كيف لا؟ ، وقد نجح الصهاينة للأسف بالتأثير على الرأي العام الغربيّ والأمريكيّ خاصة من ناحية إلحاق تهمة ” الإرهاب” بانتفاضة الاقصى، وكذلك في إلصاق تفجيرات نيويورك وواشنطن بالعرب وبالمسلمين، وإيهام العالم بأنّ ما شهدته الولايات المتحدة في 11 سبتمبر لا يعدو عن كونه نقمة من العرب والمسلمين على "الحرية والديمقراطيّة" في الغرب.
والدليل على ذلك، أنّ الكيان الصهيونيّ من خلال اليهود الذين يسيطرون إن لم نقل على معظم وسائل الإعلام العالميّة، فعلى الأقل على كبريات هذه الوسائل من شبكات تلفزيونيّة ومحطات إذاعيّة وصحف ومجلات ودور نشر وسينما….وغيرها، وتظهر السيطرة الإسرائيلية جليّة على مجمل وسائل الإعلام الأمريكية إن لم يكن كاملها، حيث إنّ شبكة "سي إن إن" تملكها شركة (تايم وارنر) التي يترأسها جيرالدليفي إيزنار، وهو يهوديّ، وشبكة "إب بي سي" تملكها شركة (والت ديزني) التي يتراسها مايكل ايزنار، وهو يهوديّ، بالإضافة إلى شبكة "سي بي إس" وتملكها شبكة (وستنجهاوس)، ويراس الشبكة إيريك وابرل، وهو يهوديّ، وشبكة "إن بي سي" وتملكها (جينرال الكتريك) ويرأس قطاع الأخبار فيها اندرولاك وهو يهودي أيضاً.
كذلك، نجح اليهود في السيطرة على الصحافة اليوميّة بامتلاك أكبر 3 مؤسسات صحفيّة أمريكيّة مؤثرة، وهي" نيويورك تايمز" والتي تعتبر الصحيفة الموجهة لذوي البشرة البيضاء في المجتمع الامريكي والمعبرة عنه، ويتولى رئاستها "ارثر اوكس سالزبرج" وهويهوديّ، و صحيفة "واشنطن بوست" الأولى سياسيّاً في أمريكا وقد اشترى ” ايجين ماير” وهو يهوديّ هذه الصحيفة عام 1933 ولا تزال مملوكة لعائلته وتملك الحصة الكبرى فيما إحدى حفيدات ” ايجين” وهي كاثرينماير” وهي يهوديّة، كما أنّ صحيفة "وول ستريت جورنال" وهي صحيفة المال والتجارة وتعتبر أكثر الصحف الامريكية انتشارا حيث يطبع منها 2،1 مليون نسخة يوميا، مملوكة لشركة (داو جونز) التي يراسها بيتر كان اليهوديّ وتصدر المؤسسة24 صحيفة يومية وأسبوعية اخرى.
وهذا الموضوع يشمل أيضاً، المجلات الأسبوعية الهامة على الساحة السياسية، في مملوكة تماما لليهود، أولاً مجلة التايم (4،1 مليون نسخة أسبوعيا) وتملكها ” تايم وانر” يرأسها جيرالد ليفين وهو يهوديّ، ومجلة نيويورك ( 2،3 مليون نسخة) ويرأسها ” مارتيمر زوكرمان” وهو يهوديّ، ما يعني في النهاية أنّه من الطبيعي جداً أن تكون "إسرائيل" هي المستهدفة ولو أحرقت فلسطين وشعبها في ليلة واحدة.