الوقت- هز التقدم التدريجي والبالغ الحساسية للجيش اليمني واللجان الشعبية "أنصار الله" على الأطراف الغربية لمدينة مأرب، السعوديين الذين أصبحوا يرون الهزيمة أقرب من أي وقت مضى ويسمعون صوت تكسير عظام مرتزقتهم، خاصة مع بدء القتال حول البوابات الغربية لمأرب، حيث أصبح العد التنازلي لدخول الجيش اليمني واللجان الشعبية إلى المدينة أسرع، وهذا الأمر دفع النظام السعودي للاستعانة بتنظيم القاعدة الإرهابي كآخر فرصة له لمنع سقوط هذه المدينة الإستراتيجية في أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية. ولقد أشار مصدر ميداني يتابع عن كثب التطورات في الضاحية الغربية لمدينة مأرب إلى تفاصيل تلك الاشتباكات وقال: "لقد حقق أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية انتصارات مهمة". وأضاف المصدر الميداني، إن " أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا خلال الأيام الماضية من تحرير جبل ذات الراء الاستراتيجي والسيطرة عليه بعد اشتباكات عنيفة.
ومن أجل الفرار من الهزيمة التي مُني بها في محافظة مأرب، أشعل تحالف العدوان السعودي ساحات القتال في محافظة الضالع بمساعدة الجماعات الإرهابية والحرب الإعلامية، لكنه خسر ساحة المعركة وانكسرت شوكته امام إرادة وتصميم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله". لقد أدرك تحالف العدوان السعودي، الذي يتعرض لضغوط شديدة في الضواحي الغربية والجنوبية الغربية لمدينة مأرب، جيدًا خطورة الفشل على هذا المحور، ولهذا فقد بذل الكثير من الجهود خلال الايام الماضية للخروج وانقاذ نفسه. وحول هذا السياق، كشف مصدر ميداني يتابع عن كثب للتطورات في وسط اليمن عن تفاصيل الجهود التي يبذلها تحالف العدوان السعودي لتخفيف الضغط على جبهة مأرب، قائلا: إن "تحالف العدوان السعودي يعمل على وقف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" بإشعال الاشتباكات في محافظة الضالع".
وأعرب المصدر الميداني، إن تحالف العدوان السعودي بدأ بتفعيل ساحات القتال في محافظة الضالع بمساعدة الجماعات الإرهابية" ، مضيفا إن "عناصر ومرتزقة تحالف العدوان السعودي شنت هجمات واسعة النطاق من عدة اتجاهات ضد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في وسط محافظة الضالع". وبحسب هذا المصدر الميداني، فقد استهدفت قوات تحالف العدوان السعودي أولا مواقع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في مناطق "باب الغلق، وبين الشرقي، والفاخر وغيرها" بنيران المدفعية الثقيلة لنحو ساعتين وألحقت أضرارا بسكان تلك المناطق. وأفاد هذا المصدر الميداني بإصابة عدد من المواطنين اليمنيين بجروح نتيجة للقصف المدفعي الذي نفذه مرتزقة تحالف العدوان السعودية شرق منطقة "الشور" وقال: "نفذت عناصر تابعة لتحالف العدوان السعودي الهجمات في المحور الأول من منطقة معزوب عامر الواقعة بالريف الجنوبي الغربي لمديرية قعطبة الاستراتيجية وتقدموا باتجاه جبل الخشب".
وأضاف المصدر الميداني: "في المحور الثاني، شن مرتزقة تحالف العدوان السعودي هجمات من مناطق حبيل الراحة، والباجة، والضاحية الشمالية الغربية لمنطقة العويش، ضد مواقع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية المتمركزون في مناطق حبيل العبدي، والفاخر، والجب، ولكن تلك الهجمات الغادرة قوبلت برد قاسي وفي الوقت المناسب من قبل ابطال الجيش اليمني". وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فإن تحالف العدوان السعودي كان يسعى لاحتلال جبل "الخشب" في المحور الأول، لأن هذا الجبل يقع في الجزء الغربي لمديرية "قعطبة" والمناطق الشمالية، بما في ذلك "الحمر ومعزوب عامر وقاعدة العلة العسكرية، إلخ.
كما حاولت قوات تحالف العدوان السعودي في المحور الثاني احتلال مناطق "الفاخر ومفرق الفاخر وحبيل العبدي" الواقعة على طول طريق "إب - قطبة" المهم والاستراتيجي وعقب احتلال هذه المناطق، أصبحت أجزاء من هذا الطريق الاستراتيجي غير آمنة. ومع بدء الهجمات على هذين المحورين، سرعان ما أعطت وسائل الإعلام التابعة لتحالف العدوان السعودي الأولوية لنشر الكثير من الأكاذيب، وتحدثت عن تقدم واسع النطاق للمرتزقة واحتلال بعض المناطق، بما في ذلك سوق الفاخر، وهزيمة وشيكة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله". ولقد نشرت وسائل إعلام تحالف العدوان السعودي حتى شريط فيديو زعمت أن هذه المقطع يتعلق بالسوق في منطقة الفاخر التي احتلها المرتزقة، لكن بعد تحقيق سريع تبين أن الملف مسجل من منطقة "حبيل الكالب" والتي تبعد عن هذا السوق 3 كيلومترات على الأقل، ولم تكن منذ البداية تحت سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله"، بل كانت خلال السنوات الماضية تحت سيطرة عناصر تحالف العدوان السعودي.
وبحسب مصادر ميدانية، فقد استمرت الاشتباكات العنيفة والمذهلة على هذين المحورين لعدة ساعات، لكن في النهاية استطاع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله"، أن يكون لهم الكلمة الفصل في ساحة المعركة وأخذ زمام المبادرة والحفاظ على تفوقهم في تلك المناطق. بشكل عام، لقد تم صد وتحييد الهجمات واسعة النطاق التي شنتها عناصر تابعة لتحالف العدوان السعودي على هذين المحورين تمامًا، وفشلت جهود هذه العناصر في احتلال مدينة قعطبة المهمة جدًا وطرد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" منها. وبحسب عدد من التقارير الاخبارية، فقد قتل خلال تلك الاشتباكات عدد من قوات تحالف العدوان السعودي بينهم "يحيى الشوبجي" الملقب بـ "أبو شلال"، أحد قادة المسلحين الجنوبيين (زعيم مجموعة كتائب الشوبجي) وأصيب آخرون منهم "غسان شباف سنان وعبدالله الجعدي و ...".
لقد شهدت جبهات القتال في اليمن خلال الايام القليلة الماضية مواجهات مشرفة حقق من خلالها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" انتصارات تسجل بماء الذهب ولهذا فقد قام طيران تحالف العدوان السعودي الاماراتي الامريكي بشن اكثر من ثلاثين غارة جوية لمحاولة صد تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله"، الا انها لم تمنعهم من التقدم وتحرير عدد كبير من المواقع الاستراتيجية. لقد تمكن أبناء الشعب اليمني خلال الايام الماضية من تحقيق العديد من الانتصارات المرتبطة بإرادتهم الرافضة لكل أشكال الاستعمار والوصاية الخارجية، وها هم اليوم يؤكدون للعالم أجمع بان الإرادة اليمنية قوية وصلبة متماسكة البنيان يصعب هدمها، وأن المعركة التحررية الاستقلالية الشاملة تمضي في مساراتها بقوة وشموخ صوب تحقيق آمال وطموحات وتطلعات اليمنيين الأحرار على تراب وطنهم، ولسان حالهم يقول الشعب اليمني الحضاري العريق لا ينهزم، بل ينتصر لإرادته.
وفي الختام يمكن القول إن محافظة مأرب لها أهمية استراتيجية من عدة جوانب، فهي غنية بالنفط والموارد الاقتصادية، علاوة على أهميتها الجغرافية حيث تربط بين ثلاث محافظات رئيسة وهى الجوف وشبوة والبيضاء، كما أن لها ارتباطات جغرافية بالسعودية. ولهذا فإن تحالف العدوان السعودي يسعى جاهداً مستخدماً كل الوسائل الخبيثة لمنع سقوط هذه المدينة الاستراتيجية في أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية. ويجب القول إنه لا مجال أمام اليمنيين اليوم إلا الوقوف صفاً واحداً في وجه قوى العدوان وتحرير الوطن من الغزاة الطامعين في احتلال اليمن ونهب خيراته وثرواته.