الوقت- دخلت الاشتباكات العسكرية في محافظة مأرب اليمنية مرحلة حرجة ومصيرية في الأسابيع الأخيرة ولقد حقق أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" إنجازات مهمة في الأيام الماضية في محافظة مأرب وهذه الإنجازات لم يتوقعها تحالف العدوان السعودي. وتشير آخر التقارير الواردة من الساحات الميدانية اليمنية إلى أن العديد من الثكنات والقواعد العسكرية بالقرب من قاعدة "صحن الجن" العسكرية قد احتلتها قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية، كما سيطرت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية على مناطق استراتيجية بـ"الفجوة والحرملة والسترة" في محافظة مأرب ومن جهة أخرى، سيطر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على ثلاثة تلال استراتيجية في منطقة "ايدات الراء" في مديرية صرواح الواقعة غرب محافظة مأرب.
ولقد جاء هذا التقدم المكثف لأبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية في مأرب، عقب استهداف مقاتلات الجو التابعة لتحالف العدوان السعودي، حسب المركز الإعلامي اليمني، محافظة مأرب بأكثر من 30 ألف ضربة جوية منذ بداية غزو اليمن عام 2015 وحتى هذه اللحظة. وبحسب المركز الإعلامي لمحافظة مأرب اليمنية، فإن مقاتلات التحالف السعودي قصفت مأرب أكثر من 2000 مرة هذا العام وحده. وبذلك، أسفرت غارات طائرات تحالف العدوان السعودي على محافظة مأرب عن استشهاد وإصابة 796 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال. كما أدت غارات تحالف العدوان السعودي إلى نزوح أكثر من 54147 أسرة إلى المناطق القريبة وفرار أكثر من 3773 أسرة إلى العاصمة اليمنية صنعاء.
وعلى صعيد آخر، استهدفت مقاتلات النظام السعودي مناطق متفرقة من المحافظة في الأيام الماضية لمنع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من مواصلة تقدمهم على جبهة مأرب. وفي هذا الصدد، نشرت شبكة "المسيرة" اليمنية تقريراً يفيد بأن مقاتلات سعودية قصفت مناطق في "جبل مراد وصرواح ومداغل" في مأرب بأكثر من 16 ضربة خلال الـ 48 ساعة الماضية. ويهدف القصف المكثف على مناطق مختلفة من مأرب إلى منع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من الوصول إلى مركز المدينة وتتواجد قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" حاليًا على بعد كيلومترات قليلة من مركز مدينة مأرب، ومن المحتمل أن يتم تداول أخبار وصولهم إلى مركز هذه المدينة في أي وقت وهذا الأمر ضاعف من مخاوف السعودية.
ولهذا السبب قدمت السعودية مؤخرًا خطتها المزعومة لوقف إطلاق النار في أجزاء مختلفة من اليمن، بما في ذلك مأرب. وسعى السعوديون من خلال تلك الخطة لوقف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في جبهات القتال. ومن الطبيعي أنه لو كان لتحالف العدوان السعودي اليد المهيمنة في مدينة مأرب وعلى الأرض، لما اقترح وقف إطلاق النار. والآن وبعد أن عارضت حكومة صنعاء وقادة "أنصار الله" بشدة خطة وقف إطلاق النار، فإن تحالف العدوان السعودي أصبح حاليا يفكر في تنفيذ سيناريو جديد في المدينة، وهو الدخول في "حرب شوارع". وتشير آخر التقارير الميدانية إلى أن السعودية والإمارات سحبتا أسلحتهما العسكرية الثقيلة من محافظة مأرب وقد اتخذ تحالف العدوان السعودي هذه الخطوة بعد أن أدرك أن استخدام هذه الأسلحة لم يكن فعالاً في معركة مأرب.
وحول هذا السياق، قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، إن "تحالف العدوان السعودي أمر عناصره منتصف الأسبوع الجاري بسحب مخلفات الأسلحة الثقيلة على جبهات القتال حول مأرب، بما في ذلك أسلحة ضد المدرعات الأمريكية أوشكوش". وتابعت الصحيفة اللبنانية: "النهج الجديد لتحالف العدوان السعودي في إخراج المدرعات من مأرب يظهر أن وجود هذه الآليات لم ينجح في تقليص الإصابات في صفوف المرتزقة التابعين للرياض وأبو ظبي في الحرب ضد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، ويبدو أن السعودية والإمارات تتطلعان إلى الدخول في معركة الشوارع في مأرب، حتى تكسب المعركة بهذه الطريقة وتقلل من خسائرها".
وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير الاخبارية أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" أطلقوا عملية عسكرية جديدة وواسعة النطاق لقطع الطريق الاستراتيجي بين محافظتي عدن وتعز، والذي قد يغير المعادلة القتالية في جنوب اليمن 180 درجة، عقب قيامهم بتوجيه ضربة قاصمة لتحالف العدوان السعودي ومرتزقته وسط محافظة تعز قبل عدة أيام. ووقعت في الأسابيع الأخيرة اشتباكات عنيفة بين مديريتي "المغابنة وجبل حبشي" وسط محافظة تعز، لكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" تمكنوا من إرساء هدوء نسبي في ساحة المعركة وذلك عقب تكبد قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته العديد من الضربات الموجعة. وبحسب آخر المعلومات، فقد استقرت مواقع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" بشكل كامل في مناطق "الطوير والكويحة والغباري والعقبة وغيرها" وسط محافظة تعز، ولا تزال هنا بعض الاشتباكات المتفرقة في مناطق "الكدحة، والروي، والمغدر، إلخ". ولقد أفادت بعض المعلومات القادمة من مديرية "حيفان" جنوب شرق محافظة تعز، بأن اشتباكات عنيفة بين أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" وقوات تحالف العدوان السعودي بدأت قبل نحو ثلاثة أيام ولم تتوقف حتى الآن، حيث استهدف الطرفان مواقع بعضهما البعض.
وبالتزامن مع هذه الانتصارات، تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من تحرير العديد من المناطق والقرى خلال الأيام القليلة الماضية في محافظة مأرب وفي وقتنا الحالي أصبحوا على بُعد 8 كيلومترات من المحور الشمالي الغربي لمركز مدينة مأرب، ولهذا فقد بذل تحالف العدوان السعودي الكثير من الجهود لتضييع الوقت والهروب من الهزيمة بنشر الأكاذيب حول مخيم السويداء للاجئين. وفي الأيام الأخيرة، ركز أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" معظم طاقاتهم على المحور الشرقي لمديرية صرواح، وقاموا بتطهير أجزاء كبيرة من الأراضي المحتلة وإعادة الأمن والأمان لتلك المواقع بشكل كامل. ولقد شهدت جبهات القتال في محافظة مأرب اليمنية خلال الايام القليلة الماضية مواجهات مشرفة حقق من خلالها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" انتصارات تسجل بماء الذهب حيث لم يبق من هذه المحافظة المهمة والاستراتيجية سوى أقل من 30 في المئة بيد مرتزقة تحالف العدوان السعودي الاماراتي الامريكي الذي قام طيرانه خلال الاشتباكات الاخيرة بشن اكثر من ثلاثين غارة جوية لمحاولة صد تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله"، الا انها لم تمنعهم من التقدم وتحرير عدد كبير من المواقع الاستراتيجية ابرزها "الدشوش ونخلاء وأيدات الراء والحمة الحمراء" والتباب المجاورة لها شمال غرب مدينة مأرب. كما تمكنت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية من السيطرة على مناطق "ملبودة وحمة الذئاب ونقطة نخلاء في مديرية مدغل الجدعان بمحافظة مأرب.
وفي الختام يمكن القول إن أبناء الشعب اليمني مضوا خلال الايام الماضية ينتصرون لإرادتهم الرافضة لكل أشكال الاستعمار والوصاية الخارجية، وها هم اليوم يؤكدون للعالم أجمع بان الإرادة اليمنية قوية وصلبة متماسكة البنيان يصعب هدمها، وأن المعركة التحررية الاستقلالية الشاملة تمضي في مساراتها بقوة وشموخ صوب تحقيق آمال وطموحات وتطلعات اليمنيين الأحرار على تراب وطنهم، ولسان حالهم يقول الشعب اليمني الحضاري العريق لا ينهزم، بل ينتصر لإرادته.