الوقت- يبدو أن أوروبا بدأت تنتهي من لعبتها مع السوريين، فبعد أن صورت للعالم أن سوريا جحيم مطلق لا يمكن العيش فيها، وخرج المسؤولون الأروبيون لالتقاط الصور مع أطفال سوريا كنوع من اظهار انسانيتهم أمام الاعلام. الآن انتهت هذه المسرحية وما أراد هؤلاء المسؤولون أن يكسبوه في السياسة كسبوه بالفعل، لذلك بدأت اليوم الحركة المضادة، وهي اظهار سوريا أنها تعافت من الحرب وأنها مشرقة ومشمسة وعلى أبنائها العودة إليها، وكانت الدنمارك أولى الدول التي بدأت بمراجعة وإلغاء تصاريح الإقامة للسوريين وسط مخاوف منظمات حقوق الإنسان من أن تؤدي هذه الخطوة إلى إرجاعهم إلى بلد فيه مناطق كثيرة غير آمنة.
في الحقيقة تهدف الحكومة الدنماركية إلى منع وصول أي لاجئ إلى البلاد، واللاجئون الموجودون حاليا في الدنمارك ينبغي ترحيلهم بأسرع ما يمكن إلى بلادهم الأصلية، بما في ذلك إلى سوريا التي أصبحت عاصمتها آمنة حسب تصنيف كوبنهاغن!.
كما ذكرنا فإن الهدف البعيد للحكومة الدنماركية الاشتراكية الحالية، برئاسة فريدريكسن، اليسارية في سياستها الاجتماعية واليمنية المتشددة مع اللاجئين، هو عدم دخول أي لاجئين جدد إلى البلاد مستقبلا، أي سياسة "صفر لاجئين". أما اللاجئون الذين يغادرون الدنمارك طواعية فتمنحهم الحكومة دعما ماليا. ومن خلال لهجتها المتشددة، تريد الحكومة الدنماركية أن تجعل المهاجرين لا يفكرون باللجوء إلى الدنمارك.
وبسبب هذه القوانين الجديدة تسود مشاعر القلق والترقب أوساط اللاجئين السوريين بعد قرار الحكومة الدنماركية ترحيل نحو 100 منهم إلى سوريا.
لقد أصبحت الدنمارك أول دولة أوروبية تلغي تصاريح إقامة للاجئين سوريين لديها، حيث اعتبرت دوائر الهجرة في عام 2019 أن دمشق والمناطق المحيطة بها باتت آمنة للعودة إليها.
حتى اللحظة ألغت السلطات الدنماركية أكثر من 205 إقامات، ما جعل الدنمارك أول دولة في الاتحاد الأوروبي تحرم السوريين من صفة اللجوء في وقت تصنف فيه معظم مناطق سوريا على أنها غير آمنة من قبل الأمم المتحدة، وتشير التقارير الدولية إلى أنه بين الذين طلب منهم المغادرة طلاب المدارس الثانوية والجامعات وسائقو الشاحنات وموظفو المصانع وأصحاب المتاجر والمتطوعون في المنظمات غير الحكومية.
الدنمارك كانت قد رفضت تجديد تصاريح الإقامة المؤقتة لأكثر من 189 سورياً تقدموا بطلبات التجديد منذ الصيف الماضي، وهي خطوة برَّرتها السلطات الدنماركية بالاستناد إلى تقرير تقول إنه وجد أن الوضع الأمني في بعض أجزاء سوريا قد "تحسَّن على نحو ملحوظ"، وبناء على ذلك، أعادت الدنمارك تقييم حالة نحو 500 شخص من دمشق والمناطق المحيطة بها.
أهداف سياسية
قال بير موريتسين، الأستاذ المشارك في العلوم السياسية بجامعة آرهوس، إن الحكومة شددت موقفها بشأن الهجرة في السنوات الأخيرة لتجنب خسارة الأصوات لصالح اليمين، وهي معضلة واجهها العديد من أحزاب يسار الوسط في جميع أنحاء أوروبا.
وأضاف موريسن إن "الطريقة الوحيدة للتغلب على اليمين في الدنمارك، هي أن تبيع روحك للشيطان وأن تكون صارماً فيما يتعلق بالهجرة، للحصول على دعم لسياسات الرعاية الاجتماعية مقابل ذلك".
وفي العام الماضي، تجاوز عدد اللاجئين الذين غادروا الدنمارك عدد الوافدين إليها. وتعهدت رئيسة الوزراء ميته فريدريكسن بالمضي قدماً، قائلة إن الدنمارك ستهدف إلى "عدم وجود أي طالب لجوء".
ما مستند الحكومة الدنماركية في سياستها العامة تجاه اللاجئين والتي تقضي بترحيلهم بأسرع ما يمكن، فهو التعديل القانوني في عام 2019. حيث صوت الاشتراكيون مع اليمين الشعبوي لمصلحة خطط الحكومة السابقة، والتي قضت بمنح اللاجئين إقامات محددة زمنيا، وإذا ما أصبح الوضع في بلد اللاجئ يسمح بترحيله، يجب سحب إقامته أو عدم تمديدها.
الأحزاب اليسارية في البرلمان الدنماركي المتعاونة مع حكومة الأقلية برئاسة الاشتراكية، ميتي فريدريكسن، اعترضت على هذا الموقف تجاه اللاجئين واستهجنته، ووصف مسؤول سياسة الاندماج في الحزب اليساري الليبرالي، كريستيان هيغارد، قرار ترحيل لاجئين مثل الطالبة السورية آية، بأنه "عديم الشفقة والمنطق" وتساءل في مدونة على صفحته في الفيسبوك "كيف يمكن للدنمارك أن تصنف سوريا كبلد آمن؟!". وأضاف "الدنمارك أغلقت سفارتها في دمشق لأن الوضع هناك غير آمن".
وتبرر الأحزاب اليسارية موقفها المعترض على ترحيل اللاجئين السوريين، بأنه ليس هناك تعاون بين الدنمارك والحكومة السورية، وبالتالي لا يمكن الآن تنفيذ عمليات ترحيل السوريين إلى بلدهم. واللاجئون السوريون الذين ليس لديهم إقامات الآن في الدنمارك ولا يمكن ترحيلهم إلى سوريا، يتم تجميعهم فيما يعرف بمركز الترحيل في الدنمارك.
في النهاية من الجيد أن يعود أي انسان لوطنه الأم، ولا اعتراض على ذلك، حتى ان الدولة السورية شجعت اللاجئين على العودة، واقامت مؤتمرا دوليا لاعاد اللاجئين، واللافت ان أوروبا نفسها لم تشارك بأي من دولها في هذا المؤتمر، وهذا أبسط دليل على نفاق الغرب، وهو دليل واضح على انهم لايهتمون بمستقبل السوريين، ولا يهمهم أي مواطن سوري على الاطلاق، وكل ما كنا نراه ما هو الا استعراض سياسي، أراد الغرب منه تقديم نفسه على انه رمز الانسانية، والهدف الثاني كان الحصول على أصحاب الكفاءات من السوريين، واغراق القارة العجوز باليد العاملة التي قلما تجدها هناك، واليوم وبعد الاكتفاء من الشباب حان الوقت لطرد كل ما لاترغب به اوروبا من السوريين، وما نراه في الدنمارك لا نستبعد أن نراه بعد فترة وجيزة في ألمانيا وهولندا وغيرها من الدول.