الوقت- أطلقت المراكز والمؤسسات والجماعات الإسلامية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها عشية حلول شهر رمضان المبارك، حظراً على التمور المنتجة في الأراضي المحتلة وطلبت من المسلمين توخي المزيد من الحذر عند شراء هذه المنتجات.
هذا وقامت منظمة أصدقاء المسجد الأقصى باصدار بيان تحذر فيه من أن شراء التمور الإسرائيلية من شأنه أن يساعد في استمرار الاحتلال غير الشرعي لفلسطين. وأضاف البيان: "الإفطار مع التمر الإسرائيلي مخالف للعدالة والإنصاف التي يلتزم بها المسلمون في شهر رمضان المبارك".
ودعا البيان المسلمين إلى تفقد منشأ إنتاج التمور المشتراة والتأكد من أنها ليست من إنتاج الأراضي المحتلة. وذكّرت منظمة أصدقاء المسجد الأقصى أن الأراضي المحتلة هي المكان الذي قام فيه الكيان المحتل للقدس بتهجير الفلسطينيين من خلال استخدام القوة والعنف في القرن الماضي.
وفقًا لذلك، يُنصح المسلمون بالامتناع عن شراء التمور التي تحمل علامات إسرائيلية أو الضفة الغربية أو الأردنية. كما تم التحذير من أن بعض الطرود لم تذكر إسرائيل، وبالتالي يوصى بعدم شراء تمور فلسطينية الصنع.
كما طُلب من المسلمين التواصل مع وزارة الخارجية البريطانية والمطالبة بمقاطعة بيع المنتجات المنتجة في الأراضي المحتلة. ولا تعترف الحكومة البريطانية، وفقا لقرار الأمم المتحدة، باحتلال الأراضي الفلسطينية بعد عام 1967، لكنها تواصل التجارة مع الشركات الموجودة في الأراضي المحتلة وهي في الواقع ثالث أكبر سوق للتمور للكيان الصهيوني. وتفيد بعض التقارير بأن بيع التمور المنتجة في الأراضي المحتلة في السوق البريطانية يجلب لكيان الاحتلال في القدس 28 مليون باوند من الربح سنويا.
وفي هذا الصدد، يقول مسعود شجرة، رئيس الهيئة الإسلامية لحقوق الإنسان، إنه بفضل دعم المسلمين، تراجعت بريطانيا من موقع السوق الرئيس الأول للتمور المنتجة في الأراضي المحتلة إلى المركز الثالث العام الماضي. وقال في مقطع فيديو إن دعم هذه الخطوة سيساعد المزارعين الفلسطينيين على تجاوز الأزمة الحالية لتحرير فلسطين بالكامل.
هذا وقدم هذا الناشط المدني أيضا عددا من شركات التمور التي يتم الحصول على منتجاتها من الأراضي المحتلة، بناءً على نتائج وأبحاث لجنة حقوق الإنسان الإسلامية البريطانية. وأشار شجرة إلى أنه يتم تقديم بعض التمور الإسرائيلية في عبوات مكتوب عليها باللغة العربية وعليها العلم الفلسطيني لخداع المشتري. ودعا المسلمين إلى إبلاغ وزارة التجارة البريطانية عن هذه الحالات باعتبارها احتيالية.
تباع اليوم في العالم العديد من أنواع التمر الإسرائيلي، وعلى رأسها تمر المجهول، بسيطرة إسرائيلية على سوقه عالميًا، إذ يتم زرعه في غور الأردن ووادي عربة، وهذا جنّب “إسرائيل” حمالات المقاطعة، باعتبار وادي عربة يخضع إداريًا للأردن.
ومن مجمل الاستهلاك العالمي لصنف تمر المجهول البالغ حوالي 40 ألف طن سنويًا، تنتج “إسرائيل” 30 ألف طن بحسب هيئة مزارعي النخيل في “إسرائيل”، أي إنها تمتلك 75% من سوق إنتاج هذا الصنف حول العالم.
ويبلغ حجم سوق التمور العالمي حوالي 8 ملايين طن، نتنج “إسرائيل” منه حوالي 40 ألف طن، بتركيز تبلغ نسبته 80% على صنف المجهول الذي يعود موطنه الأصلي إلى المغرب العربي مرورًا بأمريكا ووصولًا إلى “إسرائيل”.
الى ذلك رحب العديد من المسلمين بالهاشتاغ "#Check_TheLabel" في الفضاء الإلكتروني الذي يعني تفحصوا لصاقات بلد المنشأ وأعربوا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني المضطهد.
وكثف كيان الاحتلال في القدس، في الأسابيع الأخيرة، جهوده لتدمير منازل الفلسطينيين واعتقال الشباب الفلسطيني في مختلف أنحاء الضفة الغربية. حيث يعد بناء وحدات استيطانية جديدة انتهاكا واضحا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334. القرار الذي صدر في 23 كانون الأول 2016 بتصويت إيجابي من 14 عضوا وامتناع الولايات المتحدة الوحيد عن التصويت، بينما وصف الاستيطان في فلسطين بأنه غير قانوني، ودعا الكيان الصهيوني إلى وقف عملية الاستيطان.
وخلال الاعوام المنصرمة شهدت حملات مقاطعة التمور الاسرائيلية رواجا كبيرا وخاصة في بريطانيا وهولندا والمغرب وغيرها من الدول التي تحتوي على جاليات مسلمة تهدف إلى عدم تحقيق الربح للكيان المحتل ومساعدة الشعب الفلسطيني المظلوم.